سببان وراء قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

سببان وراء قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

منذ 6 سنوات

سببان وراء قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

يخطئ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا ما اعتقد أن الاعتراضات على قراره الفردي قد تنتهي ببطء، فالاحتجاجات على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها، ستزداد حدة بشكل تدريبي، سواء كان الأمر في الولايات المتحدة نفسها أو في بقية دول العالم.\nبيان لوزراء خارجية الدول العربية يطالب واشنطن بإلغاء قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويشدد على أن "القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين". ولبنان تدعة إلى فرض عقوبات اقتصادية على الولايات المتحدة. (10.12.2017)\nيسعى الرئيس التركي أردوغان إلى تزعم التحرك الإسلامي في مواجهة اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل. لكن هل سينجح في تنسيق الرد في ظل الانقسام العميق بين بلدان إسلامية عدة. (09.12.2017)\nبعد رفض شيخ الأزهر لقاء نائب الرئيس الأمريكي، بسبب قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس، أعلنت الكنيسة المصرية، اعتذارها أيضا عن لقاء مايك بنس، وقالت "نصلي للجميع بالحكمة والتروي في معالجة القضايا.." (09.12.2017)\nفي جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي كان على الولايات المتحدة تجرع الكثير من الانتقادات، وفيما بعد أعلنت بريطانيا وفرنسا والسويد وإيطاليا وحتى ألمانيا أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يتعارض مع القرارات الأممية ذات الصلة، وأنه "لا يساعد" في إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط. وخرج آلاف المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى الشوارع احتجاجاً على قرار ترامب.\nكما أعلن تسعة سفراء أمريكيون سابقون في إسرائيل (من أصل 11) معارضتهم لهذه الخطوة الأحادية الجانب، وفق ما كشفه استطلاع للرأي أجرته نيويورك تايمز. وفي الوقت ذاته أدان أكثر من مائة أستاذ في الدراسات اليهودية بالولايات المتحدة قرار ترامب في رسالة جماعية.\nوفي ضوء الانتقادات الكثيرة التي ترى أن واشنطن تخلت عن موقف سياسي تطور عبر عقود طويلة من الزمن، يُطرح التساؤل التالي: لماذا أقدم ترامب على هذه الخطوة على الرغم من كل التحذيرات التي وجهتها دول عربية وشركاء أوروبيون؟\nويمكن أن يتضح هذا ببساطة، كما يقول مارتين أنديك، السفير الأمريكي السابق في إسرائيل والمبعوث الخاص في المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية ونائب رئيس مركز بروكينغس للأبحاث. ويضيف بالقول: "كان القرار إغراء لقاعدة الإنجيلية المسيحية والمتشددة".\nمارتين أنديك، السفير الأمريكي السابق في إسرائيل (يمين): كان قرار الرئيس ترامب إغراء لقاعدته الإنجيلية المسيحية والمتشددة.\nويتفق ستيفن سبيغل، مدير مركز تطوير الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا، في ذك. ويقول سبيغل إن إرضاء الداعمين اليهود والمسيحيين المحافظين كان عاملاً أساسياً في قرار ترامب. فخلال الحملة الانتخابية أكد ترامب مراراً بأنه سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأنه سينقل سفارة بلاده هناك إليها.\nلا يمكن لترامب تلبية الكثير من الوعود الانتخابية ببساطة كما خطط من قبل، مثل التراجع عن قانون النظام الصحي الذي أقره سلفه باراك أوباما أو حظر سفر المسلمين إلى الولايات المتحدة. إذ يواجه الرئيس ترامب الكثير من المصاعب في تمرير مشاريع قوانينه على الرغم من أن حزبه الجمهوري يتمتع بأغلبية في مجلسي الكونغرس. \nوعلى النقيض من ذلك كان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بمثابة ثمرة سهلة المنال، لأن الأمر يتوقف على قرار الرئيس وحده دون الرجوع إلى مراكز قرار أخرى.\nلكن من جانب آخر يوجد عامل غير سياسي آخر يمكن أن يساعد في توضيح قرار ترامب بالتراجع عن سياسة بلاده الخارجية التي انتهجتها لعقود من الزمن، كما يوضح سبيغل. ويضيف بالقول: "إنه هز الوضع القائم من خلال فكرة أفضل. لم لا؟ لكن هذا الأمر ليس بمحور الثقل في هذه الحالة، خصوصاً إذا لم يُذكر أن القدس الشرقية ستصبح عاصمة الدولة الفلسطينية".\nترامب يضيع حظوته في الشرق الأوسط\nوينتقد الخبيران قرار ترامب والطريقة التي أعلن بها عنه، وبحسب أنديك وسبيغل فإن ترامب حطم بخطوته الأخيرة مساعي الحكومة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وهي واحدة من المناطق القليلة في العالم -بحسب سبيغل- التي كانت تتطلع بإيجابية لسياسة ترامب حتى وقت قريب.\nأثار قرار ترامب الكثير من الاحتجاجات الغاضبة. الصورة من لبنان\nويضيف سبيغل بالقول: "بالكاد بانت بوادر تحسن في النظرة إلى السياسة الأمريكية بالمنطقة. فالدول العربية لم تكن تنظر بشيء من الود لسياسة أوباما في الشرق الأوسط، وهذا ما كان بمثابة مزية لترامب، الذي لم تكن النظرة إليه سيئة كما هو الحال في مناطق العالم الأخرى. لكنه أفسد ذلك ببساطة".\nوبحسب أنديك فإن قرار ترامب بشأن القدس لا يتناسب مع أهدافه الأخرى في الشرقين الأدنى والأوسط، ويضيف: "حاول مستشاروه موائمة القرار مع استراتيجيته لإحلال السلام. لكن لم يكن هناك ثمة توازن يقلل من غضب الفلسطينيين".\nويقول ستيفن سبيغل، مدير مركز تطوير الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا، إنه على قناعة من أن قرار ترامب وجه ضربة قاصمة لعملية السلام في الشرق الأوسط، إذ أضر كثيراً بصورة واشنطن في المنطقة.\nمن جانبه يقول أنديك: "إنها خطوة رمزية إلى حد بعيد، وبشكل خاص لأن الأمر سيحتاج إلى سنوات طويلة لحين نقل السفارة الأمريكية إلى القدس". ويضيف: "لكن الصراع في منطقة الشرق الأوسط سيستعر الآن مجدداً من خلال الرموز".\nشهدت الأراضي الفلسطينية عقب صلاة يوم الجمعة (8 ديسمبر/ كانون الأول 2017) مظاهرات عارمة في مدن فلسطينية مختلفة. كما شارك مئات الآلاف من المتظاهرين في عدد من الدول العربية والإسلامية وحول العالم في الاحتجاج على قرار الرئيس ترامب بالاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل.\nومع انتهاء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى شق المصلون طريقهم صوب أبواب البلدة القديمة مرددين هتافات مثل "القدس لنا.. القدس عاصمتنا". وكانت إسرائيل قد نشرت المئات من ضباط الشرطة عقب الدعوات الفلسطينية إلى الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة.\n‬‬‬‬وفي الخليل وبيت لحم ونابلس ألقى عشرات من الفلسطينيين الحجارة على الجنود الإسرائيليين، الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع.\nوأسفرت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين عن مقتل فلسطينيين وإصابة نحو 700 آخرين الجمعة في مواجهات في الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن "جمعة الغضب" نصرة للقدس. وقالت مصادر فلسطينية إن شابا (30 عاما) قتل جراء إصابته بعيار ناري من قوات إسرائيلية المتمركزة خلف السياج الفاصل شرق مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.\nوتابع اللاجئون الفلسطنيون في المخيمات بالأردن الأربعاء الماضي خطاب الرئيس الأمريكى، الذي أعلن فيه الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. وشارك اليوم الجمعة أكثر من 20 ألف شخص في مظاهرة عقب الصلاة، من أمام المسجد الحسني الكبير وسط عمان. كما نفذ العشرات وقفة احتجاجية عصر الجمعة قرب السفارة الأمريكية وسط اجراءات أمنية مشددة.\nفي بغداد، تظاهر مئات العراقيين في مدينة الصدر شرق العاصمة، بعدما أقاموا صلاة الجمعة في الشارع. كما شهدت العديد من المناطق العراقية مظاهرات نددت بقرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة بلاده إلى القدس. وهتف المتظاهرون بشعارات تطالب ترامب بسحب قراره، معتبرينه أمراً يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة كلها.\nوشهد المسجد الأموي في بعلبك اعتصاما بعد صلاة الجمعة، تلبية لدعوة مشتركة من مفتي بعلبك الهرمل و"تيار المستقبل"، بمشاركة فاعليات دينية وهيئات من المجتمع المدني. كما نفذ شباب طرابلس اعتصاماً. وخرج الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات مدينة صور في مسيرات غضب، ورددوا شعارات وهتافات شجب للقرار الامريكي وما أسموه "الصمت العربي". يذكر أن نحو400 ألف لاجئ فلسطيني متواجدون في 12 مخيماً في أنحاء لبنان.\nفي مصر تظاهر المئات في ساحة الجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة، وردد المتظاهرون الهتافات المناهضة للقرار الأمريكي، وأكدوا على ضرورة تكاتف الدول العربية والإسلامية ضد العدوان الإسرائيلي وضد القرار الأمريكي وتنفيذ مقاطعة تجارية واقتصادية للولايات المتحدة.\nوفي تونس استمرت المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية اليوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي. وانطلقت مسيرة حاشدة ضمت الآلاف من أمام مقر الاتحاد التونسي للشغل، أكبر النقابات العمالية في تونس، في وسط العاصمة تونس شاركت فيها أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني ومحامون وقضاة وطلاب مدارس وجامعات وجابت شارعي الحبيب بورقيبة ومحمد الخامس أكبر شوارع العاصمة وسط إجراءات أمنية مشددة.\nوخرج آلاف الأشخاص عقب صلاة الجمعة في إسطنبول في مسيرة من مسجد الفاتح وسط المدينة التركية حيث هتفوا "القدس لنا وستبقى كذلك". ويُذكر أن تركيا وإسرائيل قد أعلنتا العام الماضي انتهاء أزمة بينهما تسبب فيها اقتحام وحدة من القوات الإسرائيلية سفينة مساعدات كانت متوجهة نحو غزة في 2010، ما أسفر عن مقتل عشرة نشطاء أتراك.\nكما تظاهر إيرانيون في أنحاء مختلفة من البلاد، وأذاع التلفزيون الرسمي في إيران لقطات لمتظاهرين يتحركون في مسيرة ويهتفون "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" ويرفعون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "القدس للمسلمين". وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن متظاهرين في عدة مدن أحرقوا دمى تمثل ترامب.\nوشهدت برلين مظاهرة احتجاجاً على إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتجمع الجمعة حوالي 1200 شخص أمام بوابة براندنبورغ بالعاصمة الألمانية. ولوح المحتجون، الذين احتشدوا قرب السفارة الأمريكية ببرلين بالعديد من الأعلام الفلسطينية. وقالت الشرطة إن المسيرة مرت دون إزعاج كبير. وأمنت مكان المسيرة بـ 450 من رجالها. إعداد: إيمان ملوك

الخبر من المصدر