المحتوى الرئيسى

الصحف الإماراتية.. العالم ينتفض بعد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.. مصر تؤكد ثبات موقفها الداعم للقضية الفلسطينية.. والسعودية تؤكد: تصرف غير مسئول.. اجتماع طارئ بمجلس الأمن لبحث القرار

12/07 07:57

الصحف الإماراتية تبرز قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

ترامب يتحدى العالم ويتجاهل التحذيرات 

مصر تؤكد ثبات موقفها من القضية الفلسطينية

الديوان الملكي السعودي: قرار غير مبرر وغير مسؤول

8 دول تطلب اجتماع طارئ بمجلس الأمن لبحث القرار

سلطت الصحف الإماراتية الصادرة، صباح اليوم الخميس، الضوء على عدد واسع من الموضوعات الهامة على الصعيدين الإقليمي والدولي، فيما ركزت بشكل موسع على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل ونقل سفارة تل أبيب إلى القدس، إضافة إلى ردود الأفعال العربية والدولية، وفي مقدمتها مصر والسعودية، على القرار. 

وفي الشأن المصري أبرزت صحيفة "الوطن" المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، والتي تناول خلالها قرار اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، حيث أكد الرئيس السيسي أن الموقف المصري ثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.

وقالت "الوطن" إن ترامب أبلغ الرئيس السيسي عزمه نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو ما فعله الرئيس الأميركي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في اتصالات هاتفية سابقة حول القدس.

وفي سياقٍ متصل، أعربت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية عن قلقها البالغ مما أوردته الدوائر الإعلامية الدولية، من أنباء عن وجود اتجاه لدى الإدارة الأميركية للاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، الأمر الذي يتعارض مع كافة المواثيق الدولية بشأن القدس.

وأكدت الكنيسة، في بيان رسمي أمس أن نقل السفارة سيؤدي إلى مخاطر كبيرة، تؤثر سلبًا على استقرار منطقة الشرق الأوسط، بل العالم ككل، داعية إلى ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية في هذا الشأن.

وأوضحت "الوطن" أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حذر من التداعيات الخطيرة لقرار ترامب، داعيًا لمؤتمر عالمي طارئ لنصرة القدس، مؤكدا أن هذا القرار الأميركي يشكل إجحافا وتنكرا للحق الفلسطيني والعربي الثابت في مدينتهم المقدسة، أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتجاهلا لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، تهفو قلوبهم إلى مسرى النبي الأكرم، وملايين المسيحيين العرب الذين تتعلق أفئدتهم بكنائس القدس وأديرتها.

وشدد شيخ الازهر على أن القدس المحتلة، وهويتها الفلسطينية والعربية، يجب أن تكون قضية كل المنصفين والعقلاء في العالم، حتى لا يفقد الفلسطينيون، ومعهم ملايين العرب والمسلمين، ما تبقى لديهم من ثقة في فاعلية المجتمع الدولي ومؤسساته، وحتى لا تجد الجماعات المتطرفة وقودا جديدا يغذي حروب الكراهية والعنف التي تريد إشعالها في شرق العالم وغربه.

وأفادت "خليج" بأن وزير خارجية كوت ديفوار مارسيل أمون تانو، اقترح تعزيز التعاون مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الأمنية، مؤكدًا تضامن بلاده الكامل مع مصر ضد الإرهاب، وكل مظاهر التطرف، وذلك خلال لقائه أمس، سامح شكري وزير الخارجية، حيث قدّم التعازي لمصر في شهداء الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بسيناء

ووقع الوزيران مذكرة تفاهم لإنشاء آلية تشاور سياسي، من شأنها أن تفسح المجال للتنسيق والتشاور السياسي المستمر بين البلدين، كما بحثا سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فيما أشاد شكري بالعلاقات الوطيدة بين مصر وكوت ديفوار.

صحيفة "الاتحاد" قالت إن شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، التقى أمس في القاهرة رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية وأواصر الأخوة التي تجمع بين الشعبين المصري والسعودي، والعلاقات العلمية والثقافية بين الأزهر وعلماء المملكة، ومشيدًا بالدور الكبير لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز في دعم مصالح الأمة العربية والإسلامية والدفاع عن قضاياها.

وأضافت الصحيفة أن الأمير سلطان أكد أن الأزهر منارة العالم الإسلامي، بفضل دوره الريادي في نشر سماحة الإسلام عبر تاريخه الطويل. وأعرب عن تقديره الكبير لجهود الإمام الأكبر في نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة، ودوره في ترسيخ السلام العالمي، ومواجهة الفكر المتطرف، معبرًا عن خالص تعازيه في ضحايا الحادث الإرهابي الغادر الذي استهدف مسجد الروضة في سيناء.

وكشفت "خليج" أن السفارة البريطانية في مصر أعلنت عن إطلاق سلسلة من ورش العمل، المُمولة بشكل مشترك من المملكة المتحدة، والمنظمة الدولية للهجرة، لتعزيز قدرات رجال القضاء حديثي التعيين في مكافحة تهريب المهاجرين.

في الشأن العربي، احتلت قرارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جميع عناوين الصحف الإماراتية، حيث أثار القرار ردود أفعال دولية وعربية غاضبة، كان آخرها أول تعليق من المملكة العربية السعودية على القرار، حيث نقلت صحيفة "البيان" عن بيان أصدره الديوان الملكي السعودي قوله: "تابعت حكومة المملكة العربية السعودية - بأسف شديد - إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، وقد سبق لحكومة المملكة أن حذرت من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسئولة ، وتعرب عن استنكارها وأسفها الشديد لقيام الإدارة الأمريكية باتخاذها ، بما تمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس والتي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي". 

وأضاف البيان: "وإن هذه الخطوة ، وإن كانت لن تغير أو تمس الحقوق الثابتة والمصانة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة ولن تتمكن من فرض واقع جديد عليها ، إلا أنها تمثل تراجعًا كبيرًا في جهود الدفع بعملية السلام وإخلالًا بالموقف الأمريكي المحايد - تاريخيًا - من مسألة القدس ، الأمر الذي سيضفي مزيدًا من التعقيد على النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي".

وتابع: "وتأمل حكومة المملكة العربية السعودية في أن تراجع الإدارة الأمريكية هذا الإجراء وأن تنحاز للإرادة الدولية في تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة ، وتجدد التأكيد على أهمية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية ليتمكن الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة ولإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة ".

وقالت "الوطن" في افتتاحية بعنوان "زهرة المدائن" إنه قرار ترامب "أدخل الصراع إلى مرحلة جديدة وفتح الباب لكثير من الاحتمالات السلبية والتطورات التي لا تصب في مساعي إنهاء الصراع، خاصة أن الجانب الفلسطيني أكد عبر محمود عباس أن القرار ينهي وضع الولايات المتحدة كدولة راعية لمساعي إحلال السلام. والتحذيرات من مغبة وتبعات ومخاطر الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لـ”إسرائيل” كانت في مكانها رغم أنها لم تلقى اهتمامًا من الإدارة الأمريكية، فالقدس ليست مدينة عادية ولم تكن كذلك يومًا، بل هي روح وعنوان القضية الفلسطينية برمتها، وهي التي يخفق بعشقها ومكانتها قلوب مئات الملايين حول العالم من المسلمين والمسيحيين، وتهفو إليها أرواحهم كتاريخ لما تمثله من قدسية ورمزية ومعنى".

وأضافت: "التاريخ يبين أن المدينة كانت عصية على كل قوى العدوان والاحتلال، وطالما كان تحريرها مفخرة في تاريخ الأمة المجيد، واليوم مع تواصل أطول احتلال في العصر الحديث، بقيت صامدة رغم جبروت الكيان الغاصب ووحشيته واتباعه جميع الأساليب التي يريد من خلالها تفريغ المدينة من الفلسطينيين وتغيير هويتها ومعالمها وتهويدها ضمن مخطط استيطاني لم يوفر حتى المقدسات وخاصة المسجد الأقصى، لكنها بقيت عربية تتحمل رغم كل ما تقوم به “إسرائيل” ومستوطنيها، وأبقت على مكانتها في صدارة القضايا". 

وتابعت: "عشرات القرارات الصادرة من أرفع منبر دولي معني بالشأن العالمي وهو مجلس الأمن الدولي، تؤكد عروبة المدينة وقدسيتها ومكانتها أساسًا للحل كعاصمة للدولة الفلسطينية، وطوال 50 عامًا رغم بقاء القرارات الدولية في أدراج الأمم المتحدة لافتقار الإرادة والفاعلية لإجبار الكيان على الالتزام واستغلاله انحياز بعض أصحاب القرار لجانبه، ومنذ العام 1967 حتى اليوم لم يتم طرح أي مبادرة للحل إلا وكانت القدس عنوانها الأبرز وحقًا فلسطينيًا تامًا، بل حتى رؤساء الولايات المتحدة كانوا يتجنبون نقل سفارة بلادهم من “تل أبيب” إلى القدس لأنهم يعون جيدًا أن هذا سيدخل الصراع في متاهات جديدة كبرى وخطرة على مستقبلها برمته، ومن هنا فجميع الرؤساء منذ قرار “الكونجرس” في العام 1995 كانوا يتجنبون مثل هذا القرار، لأنهم جميعًا يدركون أن أي خطوة من هذا النوع ستضاعف الصراع عوضًا عن إيجاد حل سياسي يقوم على قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ويضمن كافة حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حق العودة".

وأوضحت أن قرار ترامب بنقل السفارة إلى القدس يعد مخالفة كبرى سواء للقرارات أو للإرادة العالمية برمتها، حيث عبر العالم الإسلامي وبابا الفاتيكان والاتحاد الأوروبي والدول العربية وأغلب دول العالم أن هذه الخطوة ستكون كارثية بكل معنى الكلمة وسيبنى عليها الكثير من الأزمات، فضلا عن كونها ضربة للجهود العالمية برمتها التي تعمل لإنهاء الصراع، والرئيس الأمريكي اليوم بات بصورة الموقف العالمي ويعرف تبعات هكذا قرار خطر وما يمكن أن يفرزه من تداعيات سلبية كارثية.

واختتمت "الوطن" افتتاحيتها بالقول: "القدس كانت ولا تزال وستبقى عربية فلسطينية إسلامية مسيحية، وكما عادت لأهلها في مرات كثيرة بالتاريخ ..ستعود مجددًا، واليوم التعويل على الحكمة العالمية في أن تجنيب فلسطين تداعيات هكذا قرار خطر، والتعويل على العدالة الدولية أن تتحرك لتنصف أصحاب القضية الذين طالما ناموا على وعود واستيقظوا على أشلاء بشرية جراء تعديات ووحشية الاحتلال وكل ما يرتكبه من مجازر. فلسطين بالقدس قضية دولية وعالمية بامتياز وليست فقط عربية أو إسلامية، لأن إنهاء الصراع وفق أسس الحل فيه تجنيب العالم المزيد من التوتر والأزمات الناجمة عن غياب الحل العادل للصراع".

وتحت عنوان "إنها القدس" قالت "الخليج" في افتتاحيتها إن "التوقيت غير مناسب، ولا توقيت مناسبًا منذ أزل القدس إلى أبدها، فزمن القدس لتاريخها، ولمهج أهلها الذين يفتدونها بأجمل الأعمار. زمن القدس لأمتها العربية والإسلامية، وللمنصفين من بني الإنسانية على اختلاف الأعراق وتباعد الديار. زمن القدس لمن أصابتهم طعنة الإدارة الأمريكية في الظهر، وبمن غدر ترامب بهم، وبأحلامهم في الأمن والسلام. التوقيت غير مناسب، ولا وقت إلا زمن القدس الحقيقي، ولا مكان إلا مكان القدس في المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، وفي ما حوله، وفي أقصى مليارات القلوب المحبة للمدينة المقدسة في العالم. من هنا فإن قرار الرئيس الأمريكي ، يمثل عملًا استفزازيًا مستهجنًا، لم يراع مشاعر حوالي نصف سكان الكوكب".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل