محو تاريخ الروهينجا.. هكذا شهدت صحيفة نيويورك تايمز

محو تاريخ الروهينجا.. هكذا شهدت صحيفة نيويورك تايمز

منذ 6 سنوات

محو تاريخ الروهينجا.. هكذا شهدت صحيفة نيويورك تايمز

لاجئ من الروهينجا يمسح دموعه\nلقد كان عضوا في اتحاد طلاب الروهينجا في الكلية، وفاز بمقعد برلماني في انتخابات 1990 التي أحبطها الحكم العسكري، لكن وفقا لحكومة ميانمار، فإن القومية التي ينحدر منها "يو كياو مين" لا وجود لها.\nفتحت عنوان "لا يوجد شيء يُدعى الروهينجا.. ميانمار تمحو تاريخا"، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تحقيق مطول، أن أغلب هذه الأقلية مجردون من الجنسية، من قبل الأغلبية البوذية.\nونقلت الصحيفة عن الضابط في أمن ولاية راخين –حيث تعيش الأقلية المسلمة– يو كياو سان هلا، قوله، لا يوجد شيء يُدعى الروهينجا، مضيفا "إنها أخبار مزيفة".\nمثل هذا الإنكار يثير حيرة "كياو مين"، فقد عاش في ميانمار طوال سنوات حياته التي بلغت 72 سنة، ويمتد تاريخ الروهينجا بوصفهم مجموعة عرقية متميزة لأجيال بعيدة.\nوالآن، تحذر مجموعات حقوق الإنسان من أن أغلب الأدلة على تاريخ الروهينجا في ميانمار عرضة لخطر الإبادة، على يد حملة عسكرية، وصفتها واشنطن بأنها تطهير عرقي.\nومنذ أواخر أغسطس/آب الماضي، هرب أكثر من 620 ألفا من مسلمي الروهينجا –حوالي ثلثي الأقلية الذين عاشوا في ميانمار في 2016 – إلى بنجلاديش، تحت وطأة حملة عسكرية لا تتراخى في الذبح والاغتصاب وحرق القرى بأكملها.\nويقول "كياو مين" الذي يعيش في مدينة يانجون بميانمار، إنه تم القضاء على قوميته في البلاد، قبل أن يتابع بأسى "سنكون جميعا قتلى أو راحلين قريبا".\nمن جانبه، يقول "يو كياو هلا أونج" محام من الروهينجا وسجين سياسي سابق، إن إثنيته لها تاريخها وتقاليدها الخاصة، متسائلا "كيف يمكنهم التظاهر بأننا لا شيء؟"\nومتحدثا عبر الهاتف، قال "أونج"، وهو محتجز الآن في معسكر بمدينة سيتوي بميانمار، إن أسرته لا تمتلك طعاما كافيا، لأن المسؤولين منعوا التوزيع الكامل للمساعدات الدولية.\nوقالت الصحيفة الأمريكية، إن نسيان ميانمار المفاجئ للروهينجا جريء وممنهج، فمنذ خمس سنوات، كانت سيتوي –التي تقع في مصب في خليج البنغال– مدينة مختلطة ومقسمة بين الأغلبية البوذية في راخين وأقلية الروهينجا المسلمة.\nوأشار مراسل الصحيفة، إلى أنه أثناء سيره في السوق المزدحم في سيتوي في 2009، شاهد صيادين من الروهينجا يبيعون المأكولات البحرية لامرأة من راخين.\nومارس المتخصصون من الروهينجا -كما يضيف المراسل- الحقوق والطب، ويهيمن على الشارع الرئيس في المدينة، مسجد تم بناؤه في منتصف القرن التاسع عشر، ويتحدث إمامه بفخر عن التراث متعدد الثقافات لسيتوي.\nولكن منذ أعمال الشغب الطائفية في 2012، والتي أسفرت عن خسائر غير متكافئة للروهينجا تم إخلاء المدينة تقريبا من المسلمين.\nوشملت الحملة، اعتقال حوالي 120 ألفا من أقلية راخين –حتى حاملي الجنسية– في معسكرات، مع تجريدهم من سبل عيشهم، ومنعهم من دخول المدارس المناسبة أو الحصول على الرعاية الصحية اللائقة.\nواليوم، لا يمكن للروهينجا مغادرة هذه المعسكرات بدون الحصول على تصريح رسمي.\nوفي يوليو/تموز الماضي، سُمح لرجل من الأقلية المسلمة بالخروج للمثول أمام المحكمة في سيتوي، إلا أنه تعرض للسحل على يد غوغاء عرقية في راخين.\nوالآن، يقف المسجد مهجورا خلف الأسلاك الشائكة، أما إمامه الذي يبلغ من العمر 89 سنة فأصبح محتجزا، ويقول –طالبًا عدم استخدام اسمه لقلقه حول سلامته– "لا نمتلك أي حقوق كبشر".\nلقد تكيفت نفسية سيتوي مع الظروف الجديدة، حيث يقول مراسل الصحيفة إن كل مواطن من راخين تحدث معه في السوق مؤخرا زعم زورًا أنه لم يتملك أي مسلمين متاجر هناك قط.\nأما جامعة سيتوي التي اعتادت إلحاق مئات من الطلاب المسلمين بها، تُدرس الآن حوالي 30 من الروهينجا فقط، وجميعهم في برنامج للتعلم عن بعد. \nوبينما اعتاد "يو كياو مين" التدريس في سيتوي، حيث كان أغلب طلابه من البوذيين في راخين – إلا أنه يقول الآن، إنه حتى معارفه البوذيون في يانجون يشعرون بالحرج من الحديث معه. \nويشير إلى أن البوذيين الذين يلتقيهم يرغبون في إنهاء المحادثة سريعا، لعدم رغبتهم في التفكير بشأن من هو ومن أين جاء. \nالزمان والمكان والكيفية والعقوبة التي تنتظر الجاني، كل ذلك سيكون حاضرًا في أخبار وتقارير الجريمة.\nجميع الحقوق محفوظة لشركة المجال للإعلام © 2017

الخبر من المصدر