ماذا حدث في قرية الروضة بعد أسبوع من الهجوم الإرهابي؟

ماذا حدث في قرية الروضة بعد أسبوع من الهجوم الإرهابي؟

منذ 6 سنوات

ماذا حدث في قرية الروضة بعد أسبوع من الهجوم الإرهابي؟

في نحو الساعة الواحدة ظهرا، وتزامنا مع إقامة صلاة الجمعة الماضي، اقتحم الإرهابيون مسجد الروضة في بئر العبد، وسقط 311 شهيدا و128 مصابا، غير مبالين بحرمة المسجد والصلاة، اكتست القرية بعدها بالحزن، بعد أن فقدت المئات من رجالها وشبابها وأطفالها، حتى أسماها بعض الأهالي بـ"قرية الأيتام والثكالى"، تعبيرا منهم عن بشاعة الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد القرية.\nلم يكتف الإرهابيون بما فعلوه في المصلين داخل المسجد، بل أضرموا النار في سيارات الأهالي وقطعوا الطريق المؤدي للقرية، وهربوا بسياراتهم فور ارتكاب الحادث، حسب شهادات الناجين من الحادث.\nعلى الفور، نُقل مصابي التفجير إلى مستشفى العريش العام وبئر العبد، إضافة إلى إرسال فريق طبي مركزي من القاهرة إلى المدينة لمتابعة الحالة الصحية للمصابين، ورفعت درجة الاستعداد بمستشفى معهد ناصر في القاهرة استعدادا لنقل أي مصابين من الحادث الإرهابي، فيما استهدف الإرهابيون سيارات الإسعاف في أثناء إجلائها المصابين.\nبحسب حديث أحمد الأنصاري رئيس هيئة الإسعاف، فإن الإرهابيين أطلقوا النار على سيارات الإسعاف، ما تسبب في إعاقة حركة أطقم المسعفين، لكنهم دفعوا بكميات إضافية ودخلوا لموقع المسجد من اتجاهات أخرى.\nوبعد نصف ساعة من الحادث، أمر اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية، اللواء جمال عبدالباري مساعد الوزير لمصلحة الأمن العام، بفتح تحقيقات موسعة، وتشكيل فريق بحث موسع يضم مباحث شمال سيناء والأمن الوطني والأمن العام، للوقوف على ملابسات انفجار عبوة ناسفة بجوار الروضة وكشف ملابساتها.\nوفي اليوم ذاته، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اجتماعا مع اللجنة الأمنية، لبحث تداعيات حادث تفجير مسجد الروضة، وضمت اللجنة الأمنية في عضويتها، وزيري الدفاع والداخلية، إضافة لرئيس المخابرات العامة.\nوبعد ساعات قليلة من الحادث، خرج الرئيس عبدالفتاح السيسي بكلمة للشعب، تقدم فيها بالعزاء لأسر الضحايا والمصابين في حادث الروضة الذي وصفه بـ"الجبان"، كما أعلنت رئاسة الجمهورية، حالة الحداد 3 أيام على شهداء الحادث الإرهابي.\nوبحلول مغرب يوم الجمعة، شيّع أهالي قرية الروضة بشمال سيناء، جثامين مئات الشهداء، الذين دفنوا في مقابر جماعية، وسط إجراءات أمنية مشددة.\nولم يمض على الحادث سوى 48 ساعة، حتى انطلقت المبادرات والدعوات لإعادة ترميم وإصلاح المسجد، وتقديم الدعم النفسي لأهالي القرية، ودشن عدد من العاملين في مجال السياحة، مبادرة جديدة تحمل اسم "شباب السياحة ضد الإرهاب"، في محاولة منهم لتخفيف وطأة معاناة القرية الثكلى.\nوأعلنت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، توجيه 500 كرتونة من المواد الغذائية لأسر الشهداء والمصابين بمنطقة بئر العبد لمدة 3 أشهر. وأضافت في مؤتمر صحفي بمقر مجلس الوزراء، الأحد الماضي، أنه جار الانتهاء من خطة البحث الاجتماعي لأسر أهالي الشهداء والمصابين في حادث الروضة الإرهابي.\nوشارك الهلال الأحمر بتوزيع 500 كرتونة مواد غذائية على أهل القرية، فضلا عن توزيع كميات من اللحوم مقدمة من التموين والأوقاف. فيما أرسلت وزارة الأوقاف لجنة هندسية لمسجد الروضة، لرفع التلفيات التى لحقت بالمكان عقب العمل الإرهابي، وفقا لتصريحات الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، وبالفعل أجرت الوزارة الأوقاف حصرا للتلفيات التي خلفها الحادث الإرهابي في المسجد، وتوقعت ألا تزيد تكلفة عملية ترميم المسجد عن 100 ألف جنيه.\nوخلال أيام قليلة من الحادث، نجحت الأوقاف بمساعدة أهالي القرية من المتطوعين وبعض الشركات المتطوعة من تجديد المسجد وإعادة فرشه من جديد ودهان الحوائط، حتى أصبح جاهزا لاستقبال المصلين. وأقيمت أول صلاة في المسجد عقب الحادث الإرهابي فجر الأربعاء الماضي، بحضور عدد من الأهالي.\nومع الساعات الأولى من صباح اليوم، استعد المسجد لاستقبال عدد من المسؤولين وكبار الشخصيات بعد أسبوع على الحادث الأليم، لبث شعائر صلاة الجمعة منه.\nووصل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، صباح اليوم، إلى قرية الروضة في شمال سيناء، لأداء صلاة الجمعة، وشارك في الصلاة عدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة، بجانب نواب شمال سيناء.

الخبر من المصدر