تطوُّر فهم الدين | المصري اليوم

تطوُّر فهم الدين | المصري اليوم

منذ 6 سنوات

تطوُّر فهم الدين | المصري اليوم

الطب تطوَّر. العلم كله تطوَّر. جاءت الثورة الزراعية. ثم عصر البخار. بعده جاء عصر الكهرباء.. حتى جاء عصر الذَّرَّة. ادَّعيت أن فَهْمنا وتفسيرنا للدين لم يتطوَّر. راجعت نفسى. وجدت أن كلامى غير دقيق. فالتطور قد يكون إلى الأحسن أو إلى الأسوأ.\nتزاحم المشايخ ورجال الدين ومن يدَّعون ذلك. على دخول كل البيوت من خلال التليفزيون. للسيطرة على عقول الجماهير. مما دعا المجلس الأعلى للإعلام لإصدار قائمة بمن يدخل بيوت مصر. إذن الفتوى لم تعد فقط فى الأزهر أو فى الجوامع. الفتوى أصبحت موجودة فى كل بيت.\nألم تدخل الميكروفونات لتذيع الأذان فى عشرات المآذن بكل حى. حتى اختلطت أصواتها ببعضها البعض. فلم يعد لها بيان. أليس هذا تطوُّراً.\nحتى اللغة ألم تتطوَّر؟ ألم نُلْغ كلمة «ألو» ونستبدل بها «السلام عليكم». ليتوافق هذا مع المفاهيم الدينية الحديثة أو المستحدثة على السواء.\nأستعيد رسالة سابقة للدكتور يحيى نورالدين طراف ذكر فيها:\n«لما صرنا نقول الحمد لله الذى تتم بنعمته الصالحات. بدلاً من الحمد لله. والبقاء لله بدلاً من البقية فى حياتك. والمرحوم بإذن الله بدلاً من المرحوم (وكأن للرحمة مصدراً آخر). وجزاك الله خيراً، بدلاً من شكراً، ثم الشكر لله بلهجة زاجرة، بدلاً من العفو. وسلامو عليكو، بدلاً من صباح الخير وسعيدة، والرد بـ(سلامو عليكو) بدلاً من صباح النور وسعيدة مبارك. وإن شاء الله فى كل جملة وكل فعل حتى لو كان ماضياً. إذا سألت أحداً ما هو اسمك. أجاب مصطفى إن شاء الله. ألم تسكت حكومات وحكومات على قيام البعض بإذاعة تلاوة القرآن الكريم فى الإذاعات الداخلية فى المصالح والدواوين والوزارات والمستشفيات ووسائل النقل العامة. حتى الشواطئ العامة».. هنا تنتهى الرسالة.\nوأضيف عليها: ألم نحاول توفير الفتوى فى محطات المترو؟ ألم نُحْىِ فقه التابعين وتابعى التابعين ونناقش إرضاع الكبير وأكل لحم الأسير. والتبرك ببول الإبل. وغيرها من المسائل الخلافية الأقرب للعبثية؟\nهذا الجو بكامله أثَّر سلباً على الذوق العام. حتى عندما أردنا اختيار آية فى شركة مصر للطيران. آية تتكرر كل يوم. بل وكل رحلة خلال السفر. اختاروا آية «سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون». (من سورة الزخرف). الأَوْلى بنا قراءتها عند دفن ميت. لا تتناسب مع مقام السفر ومحاولة رؤية أماكن جديدة. حتى لو كان السفر برفقة مريض.\nأعتذر عما غفلت عنه. فقد رفضت بعضاً من التفسيرات المتداولة للدين.

الخبر من المصدر