فصاحة النبي منذ طفولته كما رآها العقاد في عبقريته

فصاحة النبي منذ طفولته كما رآها العقاد في عبقريته

منذ 6 سنوات

فصاحة النبي منذ طفولته كما رآها العقاد في عبقريته

استعرض الكاتب الكبير عباس محمود العقاد في كتابه "عبقرية محمد" الكثير من ملامح وسيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وقدمها بأسلوب أدبي جميل.\nومن بين تلك الملامح الذي ذكرها العقاد في كتابه في احدى الفصول عن فصاحة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم منذ صغره، وكيف أن لنشأته في بادية بني سعد الأثر الكبير في ذلك.\nفصاحة سيدنا محمد صلَّى الله عليه وآ له وسلم يقول العقاد أنها تكاملت له في كلامه، وفي هيئة نطقه بكلامه، وفي موضوع كلامه، فكان أعرب العرب، كما قال عليه الصلاة والسلام وعلى آله: “أنا قرشي واسترضعت في بني سعد بن بكر”، واتفقت الروايات على تنزيه نطقه من عيوب الحروف ومخارجها.\nوسيدنا محمد كانت له مع الفصاحة صباحة ودماثة تحببانه إلى كل من رآه ، وهي صفة لم يختلف فيها صديق ولا عدو، وكان مشهوراً بصدقه وأمانته كاشتهاره بوسامته وحنانه، وشهد له بذلك أعداؤه، فقد وقف يومًا على جبل صفات وقال عليه الصلاة والسلام: “أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح الجبل أكنتم تصدقونني؟” فيقولون: ”نعم، أنت عندنا غير متهم”.\nيعتبر العقاد في بابي الإيمان والغيرة أنهما صفتان لازمتان لكل داعية وقد قضى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام شبابه وهو يؤمن بفساد الزمان وضلال الأوثان، ولما آمن برسالته ودعوة ربه إياه بأداء تلك الرسالة لم يهجم على هذا الإيمان هجوم ساعة ولا هجوم يوم، ولكنه استوثق، واطمأن، وخطر له في فترة من الوحي أن الله تعالى أعرض عنه !!، ولم يأذن له في دعوة الناس إلى دينه ثم تلقى الطمأنينة من وحي ربه، فصدع بما أمر.\nوعن نجاح الدعوة يذكر العقاد أن السر خلف نجاح دعوة الإسلام هو حاجة الدنيا إليها وتمهيد الحوادث لها، معتبًرا أن الدعوة المحمدية لم يكن لها بالخوارق للنجاح ولا لعلة تبررها، فهي أوضح شيء فهما لمن أحب أن يفهم، وهي أقوم شيء سبيلاً لمن استقام.

الخبر من المصدر