ميركل تحضر أول قمة أوروبية بعد فشل مفاوضات تشكيل حكومة

ميركل تحضر أول قمة أوروبية بعد فشل مفاوضات تشكيل حكومة

منذ 6 سنوات

ميركل تحضر أول قمة أوروبية بعد فشل مفاوضات تشكيل حكومة

تتوجه  المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل غدا الجمعة(24 تشرين ثان/نوفمبر 2017) إلى بروكسل لحضور أول اجتماع رسمي لها خارج بلادها، بعد فشل مشاورات تشكيل إئتلاف لحكومة جديدة بزعامتها أطلق عليها تسمية "ائتلاف جامايكا" بين أربعة من الأحزاب الألمانية.\nوتجري ميركل خلال القمة الأوروبية في بروكسل مباحثات مع رؤساء دول وحكومات مجموعة الشركاء في شرق أوروبا.\nلكن المراقبين ينتظرون بشغف كبير ما إذا كانت ميركل سوف تفصح عن كيفية مواصلة إجراءات تشكيل الحكومة في برلين أم لا، حيث أعلن العديد من السياسيين في دول الاتحاد الأوروبي عن القلق بشأن الموقف السياسي في ألمانيا.\nعلى خلفية الأزمة السياسية الداخلية وفشل محادثات تشكيل الحكومة حذر وزير الخارجية من خلق انطباع بعدم قدرة بلاده على الفعل على مستوى السياسة الخارجية. جاء ذلك خلال جلسة برلمانية لبحث تمديد المهام الخارجية للجيش الألماني. (21.11.2017)\nتداول العديدون من أن ملف اللجوء، وقضية لمّ الشمل على وجه الخصوص، شكلت عقدة المنشار في مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي الألماني، وأدت بالتالي إلى فشلها. كيف تابع اللاجئون القضية؟ وكيف يتصورون ألمانيا بدون "ماما ميركل"؟ (20.11.2017)\nوكان مفوض الاتحاد الأوروبي غونتر أوتينغر أعلن اليوم الخميس(23 تشرين ثاني/نوفمبر 2017) أن الحكومة الألمانية الحالية "محدودة القدرة التفاوضية"، محذرا من تعطل عدد من المشروعات الهامة بالاتحاد الأوروبي جراء ذلك.\nوضرب أوتينغر أمثلة على تلك المشروعات، مثل التوسيع المزمع لنطاق العملة الأوروبية الموحدة وإصلاح قانون اللجوء وسياسة الهجرة.\nكما حذر المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، كريسوف كاستانيه، بالأمس من أن ضعف موقف ألمانيا يمكن أن يمثل "ضربة قوية" للخطط الأوروبية ولفرنسا ذاتها.\nوتدور مباحثات القمة الأوروبية بشأن دول الشرق بصورة أساسية حول كيفية توسيع التعاون مع ست دول من دول الشراكة في شرق أوروبا، وهي أرمينيا وأذربيجان وروسيا البيضاء وجورجيا ومولدوفا وأوكرانيا.\nولا يتوقع التوصل إلى نتائج كبيرة خلال هذه القمة، حيث لا تعتزم دول مثل ألمانيا منح عضوية الاتحاد الأوروبي حاليا لدول تأمل في ذلك مثل أوكرانيا، كما أن العلاقات مع دول مثل روسيا البيضاء ما تزال شائكة بسبب الروابط الوثيقة بينها وبين روسيا.\nوعلى هامش القمة يمكن متابعة المفاوضات المتعثرة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد، حيث لا يستبعد حضور رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي القمة لإجراء مباحثات مع القادة الأوروبيين في بروكسل.\nبعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.\nكان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.\nورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.\nولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).\nبعد فشل مفاوضات "جامايكا" أصبح كل شيء ممكنا غير أن أي حل ستختاره ميركل سيكون مراً. الاشتراكيون مصرون على رفضهم للتحالف معها مجدداً. وحكومة أقلية مع حزب الخضر أو مع الحزب الليبرالي ستكون ضعيفة في البرلمان. الخيار الثالث قد يكون الذهاب لانتخابات جديدة، رغم إعلان الرئيس شتاينماير اعتزامه عدم الدعوة لانتخابات. ولا ضمان في أن تختلف النتائج عن 2017، وربما تكون نهاية ميركل. (صلاح شرارة)

الخبر من المصدر