روبرت موغابي بطل الاستقلال الذي أصبح طاغية

روبرت موغابي بطل الاستقلال الذي أصبح طاغية

منذ 6 سنوات

روبرت موغابي بطل الاستقلال الذي أصبح طاغية

روبرت موغابي: الحاكم الوحيد لزيمبابوي منذ الاستقلال\nسكان زيمبابوي ينتظرون أنباء عن مستقبل موغابي\nشمس موغابي المهاجر الملاوي تغيب عن زيمبابوي\nعزل الرئيس موغابي من زعامة الحزب الحاكم في زيمبابوي\nمصير «موغابي»...التنحي أو الطرد من زيمبابوي\nموغابي يبلغ رئيس جنوب افريقيا بانه قيد الاقامة الجبرية\nموغابي يظهر في أول صورة\nهراري: اعلن رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الثلاثاء استقالته بعد 37 عاما امضاها في الحكم. وكان وعد يوما بان يحتفل بعيد ميلاده المئة وهو في السلطة، مجسدا صورة الطاغية الافريقي المستعد لكل شيء من أجل اطالة حكمه.\nكان موغابي استقبل بصفته المحرر يوم الاستقلال في 1980. لكن "الرفيق بوب" تخلى عنه تدريجيا كل الموالين لنظامه في بدايه عهد استبدادي حكم فيه بلا منازع ل37 عاما وادى الى انهيار بلده.\nوقال شادراك غوتو الاستاذ في جامعة اونيسا بجنوب افريقيا "كان قائدا ادت سلطته الى تركيع زيمبابوي".\nلكن عندما تولى قيادة روديسيا التي كانت تحكمها الاقلية البيضاء، كان موغابي يثير الاعجاب.\nفسياسة المصالحة التي اتبعها باسم حماية وحدة البلاد جعلته محور اشادات خصوصا في العواصم الاجنبية. وقال حينذاك "كنتم اعداء الامس واليوم انتم اصدقائي".\nوقد عين شخصيات من البيض في مناصب وزارية مهمة وسمح لزعيمهم ايان سميث بالبقاء في البلاد.\nوبدا الثائر موغابي الذي يحمل شهادات جامعية، زعيما نموذجيا. فخلا عشر سنوات حققت البلاد تقدما كبيرا من بناء مدارس الى فتح مراكز صحية وتأمين مساكن للاغلبية السوداء.\nلكن البطل بدأ في وقت مبكر جدا يتصدى لمعارضيه.\nفي 1982، أرسل موغابي الجيش الى اقليم ماتابيليلاند (جنوب غرب) المنشق ارض قبائل نديبيلي وحليفه السابق في حرب الاسقلال جوشوا نكومو. واسفر القمع الوحشي عن سقوط نحو عشرين الف قتيل.\nلكن العالم غض النظر. ولم ينته هذا الوضع الا في الالفية الجديدة مع تجاوزاته ضد المعارضة وعمليات التزوير في الانتخابات والاصلاح الزراعي العنيف الذي قام به.\nوبعدما اضعف سياسيا وزعزع استقراره رفاقه السابقون في حرب الاستقلال، قرر موغابي شغلهم باطلاقهم ضد المزارعين البيض الذين كانوا يملكون الجزء الاكبر من اراضي البلاد.\nوأصبح مئات الآلاف من السود مالكين لاراض لكن بعد اعمال عنف اجبرت معظم المزارعين البيض البالغ عددهم 4500 على مغادرة البلاد. وقد احتلوا العناوين الرئيسية لوسائل الاعلام الغربية.\nوسرعت حملة الاصلاح انهيار الاقتصاد الذي كان متعثرا اساسا. واليوم تعاني زيمبابوي من نقص في السيولة ويعاني تسعون بالمئة من سكانها من البطالة.\nوبعدما جسد موغابي نجاح افريقيا المستقلة، تحول بلده الى دولة مارقة، لكنه تكيف مع الوضع.\nوفي خطب ضد الامبريالية، حمل موغابي الغرب مسؤولية كل مشاكل البلاد وخصوصها انهيارها المالي، ورفض كل الاتهامات بالاستبداد. وقال في 2013 "اذا قال لك اشخاص انك ديكتاتور (...) فهم يفعلون ذلك خصوصا للاضرار بك وتشويه صورتك لذلك لا تهتم بذلك".\nفي السنوات الاخيرة، كان موغابي ينفي باستمرار التكهنات عن وضعه الصحي. افادت شائعات انه مصاب بالسرطان بينما تؤكد مصادر من محيطه انه يتوجه الى سنغافورة من حين لآخر لعلاج الماء الزرقاء في العين.\nوقال في 2013 قبل اعادة انتخابه ان "سنواتي ال89 لا تعني شيئا". واضاف "هل غيرتني؟ لم تجعلني ضعيفا ولا خرفا. ما زالت لدي افكار، افكاؤ يجب ان يقبلها شعبي".\nوعلى الرغم من تأكيداتها، تراجعت حالته الصحية. في 2015 القى الخطاب نفسه الذي القاه في افتتاح دورة العام السابق للبرلمان.\nفالصور التي يظهر فيها غافيا في الاجتماعات الدولية لا تعد ولا تحصى مثيرة ضحك العالم.\nويقول خصومه انه يخضع لتأثير زوجته الثانية غريس. فالسكرتيرة السابقة ازداد طموحها وفرضت نفسها في السباق الى الرئاسة.\nوتمكنت من اقناع زوجها باقالة نائبته جويس موجورو في 2014 ثم نائبه ايمرسون منانغاغوا قبل ايام. لكن هذه الخطوة دفعت الجيش الى التحرك للتخلص من الرئيس المسن.\nولد روبرت غابرييل موغابي في 21 شباط/فبراير 1924 في بعثة التبشير الكاثوليكية في كوتاما (وسط). وقد وصف بانه طفل وحيد ومثابر يراقب الماشية وهو يقرأ.\nوبينما كانت تراوده فكرة ان يصبح قسا، دخل سلك التعليم.\nبعدما اغرته الماركسية، اكتشف موغابي السياسة في جامعة فورت هاري التي كانت لمؤسسة الوحيدة المفتوحة للسود في جنوب افريقيا في نظام الفصل العنصري. في 1960 التحق بالنضال ضد الحكم الابيض والعنصري في روديسيا.\nوقد اوقف بعد أربع سنوات وامضى في السجن عشر سنوات جعلته يشعر بمرارة كبيرة. فقد رفضت السلطات السماح له بالمشاركة في تشييع ابنه البالغ من العمر اربع سنوات وانجبه من زوجته الاولى سالي هايفرون التي توفيت في 1992.\nبعيد اطلاق سراحه لجأ الى موزمبيق المجاورة حيث تولى قيادة الكفاح المسلح حتى استقلال بلده وتوليه السلطة.\nوطوال مسيرته برهن على تصميم وذكاء لا شك فيهما.\nويقول بيتر كارينغتون وزير الخارجية البريطاني الاسبق الذي تفاوض مع موغابي حول الاستقلال "موغابي ليس انسانيا". ويضيف "يمكن الاعجاب بميزاته وثقافته (...) لكنه كان يتهرب باستمرار".\nويؤكد مارتن ميريديديث احد الذين كتبوا سيرته انه "بقي في السلطة (...) لانه سحق معارضيه وانتهك القضاء وتجاوز حق الملكية وقمع الصحافة المستقلة وزور الانتخابات".\nلكن على الرغم من كل هذه الانتقادات حافظ على مكانته كبطل تحرير البلاد لدى الدول الافريقية المجاورة.\nوقال رئيس ساحل العاج "حان الوقت ليتخلى عن كرسيه لجيل جديد" لكن "يجب ان يتمكن من مغادرة منصبه بكرامة".

الخبر من المصدر