"كثير القلق عديم العاطفة".. طبيب نفسي يحلل شخصية "المسماري"

"كثير القلق عديم العاطفة".. طبيب نفسي يحلل شخصية "المسماري"

منذ 6 سنوات

"كثير القلق عديم العاطفة".. طبيب نفسي يحلل شخصية "المسماري"

ابتسامة غير متناسقة مع سياق الحديث، وهدوء تام أقرب إلى اللامبالاة، سمتان أساسيتان ظهرتا بوضوح على وجه الإرهابي الليبي عبدالرحيم المسماري، الناجي الوحيد من معركة "اشتباكات الواحات"، في الحوار الذي أجراه مع الإعلامي عمادالدين أديب، وأكد خلاله اقتناعه التام بما فعل، وعدم شعوره بالندم لحظة.\nحماد: شخصية قلوقة مضطربة ملقن بكلمات محدودة مكررة\nملامح وجه "المسماري" وطريقة حديثه، كشفت الكثير من جوانب شخصيته وحالته النفسية، التي وصفتها الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، وعضو الكلية الملكية البريطانية للطب النفسي، بـ"الشخصية القلوقة المضطربة محدودة الذكاء".\nبدا على وجه "المسماري" ابتسامة بلهاء غير متناسقة مع سياق الحديث، إضافة إلى رفع حاجبيه بشكل مستمر خلال الحديث، ما يشير إلى شخصية قلوقة مضطربة، حسب قول حماد لـ"الوطن": "شخص أناني لا يهتم بمشاعر الآخرين، ولا يظهر مشاعر غير القلق على الذات فقط، عندما نتكلم عن الأموات فهو في حالة إنكار لحجم جريمته بل ويبررها".\nتعمد "المسماري" استخدام كلمات سطحية محدودة مكررة في حديثه، برر بها القتل والدماء، ما يشير إلى شخصية محدودة الذكاء النفسي والاجتماعي، تقول الطبيبة: "كأنه ملقن بكلام معين لازم يلتزم بيه من غير تفكير في مضمونه، دليل على إنه شخص تابع ملوش قرار".\nكان في حالة إنكار دائم لحجم جريمته بسبب الإعداد النفسي الذي تلقاه في الفترة الماضية\n"أنا مش قاتل ومش حاسس بتأنيب ضمير".. جملة رددها الإرهابي، خلال إجابته على الأسئلة التي وجهها له الإعلامي عماد أديب، إضافة إلى كلمات مشابهة تهرب بها عن الحديث عن ذنب أمهات وزوجات وأبناء الشهداء، وما خلفه من حزن داخل عشرات من الأسر، وهو ما فسرته الدكتورة هالة حماد، بأنه جزء من الإعداد النفسي الذي يتلقاه هؤلاء الشباب لتبرير قتل الأبرياء، لذلك ظهر في حالة إنكار دائم لحجم فعله.\nوتابعت: "معندوش من عمق التفكير والعاطفة ما يكفي ليرى الأمور بشكل إنساني، وتجاهل إحساس أمهات وزوجات الشهداء، قاله أنا مش عاطفي وبتكلم بالعقيدة لأنه تم تحضيره نفسيا لفصل المشاعر والعاطفة عن حياته وتفكيره".\nجاء المسماري إلى مصر وسط مجموعة من الإرهابين التابعين إلى تنظيم "شورى المجاهدين"، المتأثر بتنظيم "القاعدة"، الذي انضم إليه في العام 2014، وقضى في الصحراء نحو 10 أشهر كاملة في حالة عزلة تامة عن الحياة العادية، قبل تنفيذ عملية الواحات، وهو ما فسرته استشاري الطب النفسي بقولها"العزل عن البشر وسيلة جيدة وناجحة ومعروفة في علم النفس لسهولة تشكيل أفكار ومعتقدات هؤلاء الشباب وتطويعها بما يناسب فكر الجماعة الإرهابية".\nالعزل في الصحراء فترات طويلة هو الوسيلة الأنجح لبث الأفكار المسمومة في عقول الشباب\nوتقول استشاري الطبي النفسي، إنه يتم عزل الشباب في الصحراء لفترات طويلة لإبعادهم عن الناس العادية وعن الحياة الطبيعية، ومع استمرار بث الأفكار المسمومة داخلهم يقتنعون بهذا الكلام: "بيدخلوا ليهم من مدخل الجنة والآخرة وبياخدوهم في سن صغير عشان يسهل تشكيل أفكارهم بأساليب مخابراتية مبنية على دراسات نفسية محكمة".\nوأوصت حماد، بأهمية الاتجاه إلى إجراء دراسات نفسية للشباب الموجودين في السجون والمتهمين في قضايا إرهاب، لمنع تجنيدهم وتحجيم هذه الظاهرة.

الخبر من المصدر