سنن النبي سبيل الهداية وحب الله

سنن النبي سبيل الهداية وحب الله

منذ 6 سنوات

سنن النبي سبيل الهداية وحب الله

بقلم – هاني ضوَّه :\nمن رحمة الله بنا أن أرسل إلينا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليكون لنا نبراسًا هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، فقد كان صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأسوة الحسنة لجميع المؤمنين بأقواله وأفعاله، وسن لنا من العبادات والأفعال ما ينير لنا طريقنا إلى الله ويوصلنا إلى محبته سبحانه وتعالى.\nوالتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها من الخير الكثير، فما ترك الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من خير إلا وأخبرنا به وعلمه لأمته، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: {وَما أتاكُم الرَّسولُ فَخُذوهُ وما نَهَاكُم عَنْهُ فانتَهوا}، وقالَ عزَ مِن قائِل: {لقد كانَ لكم في رَسولِ اللهِ أُسوةٌ حَسَنَةٌ}.\nوقال تعالى في الحديثِ القدسيّ: "ولا يزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافلِ حتى أُحبَّه".\nوحثنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على التمسك بسنته واتباعها لما فيها من خيرات وبركات، فقال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أمراً بعدي أبدا كتاب الله وسنتي".\nولهذا سمُينا أهل السنة لتمسكنا بأداء سنن الرسول صلِّى الله عليه وآله وسلم من أوامر ونواهي وقربات وكذلك التمسك بما جاء به جماعة الصحابة ثم جماعة السلف الصالح ثم جماعة التابعين ثم تابعي التابعين إلى ما أقرة العلماء فى هذا الزمان .. فالمقصود بالجماعة هنا جماعة علماء وفقهاء المسلمين وليس جماعة العوام من الناس.\nإن ميزان الآخرة دقيق ومن عمل مثقال ذرةٍ فسوف يجده خيرًا كان أو شرًا، وقد يحتاج ابن آدم في هذا اليوم إلى حسنة واحدة فلا يجدها. والله سبحانه كرمًا منه ورحمة أعطانا بالحسنة عشرة أمثالها ويضاعف بعد ذلك لمن يشاء، فأبواب الأجر مفتوحة أمامنا.\nولقد قال أهل العلم إن أعظم الحسنات يحصل عليها العبد بأداء الفرائض على الوجه الذي أمر الله به، ومصداق ذلك قول الله تعالى في الحديثِ القدسي: (وما تقرب إليَّ عبدي بشئ أحب إليّ مما افترضت عليه).\nولكن لآداء السنن والنوافل شأن كبير عند الله تعالى، وثوابها عظيم وعاقبتها صلاح نفس وخلق وشحذ همة في الدنيا ونعيم وراحة وملذات أخروية في دار المستقر. فالسنن أداؤها مطلوب وإن لم يكن فرضًا فإن موافقة النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله في الأقوال والأعمال والسلوك هي رقي في مراقي الكمال. فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان معلمًا في أفعاله وأقواله، وهو المعظم عند الله تعالى فمن كان هذا حاله كان الإقتداء به محمودًا و مطلوبًا وأكمل للمسلم في كل أحواله.\nولقد رغب النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في فعل السنن وملازمتها ببيان فضلها وعظم ثوابها. فحثنا على أدائها لما في ذلك من خير وبركات سواء كان ذلك صلاةً أو صياماً، صدقةً أو إحساناً وما أشبه ذلك. فقد قال عليه الصلاةُ والسلام وعلى آله: "ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها".. رواه مسلم. وهما الركعتانِ قبلَ صلاةِ الصبحِ.\nوعن أم المؤمنين السيدة عائِشةَ رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كان لا يدع قبل الظهرِ أربعاً".\nوعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "رحم اللهُ امرأً صلى قبلَ العصرِ أربعاً".\nوصحَّ أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي بعد المغرب ركعتين وبعد العشاء ركعتين أيضاً. وسنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى آله صلاة الوتر وحثَّ عليها فقال: "إنَّ الله وترٌ يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآنِ".\nوكذلك أمر بصلاة الضحى ووقتها بعد ارتفاع الشمس قدر رمح إلى الزوال. (آخر وقت صلاة الضحى قبل صلاة الظهر بساعة أو أكثر تقريباً).\nوقال أبو هريرةَ رضي الله عنه: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وآله وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر و كعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد".\nفالسنة النبوية المشرفة خيرها عظيم وثوابها جزيل وإن لم تكن فرضًا إلا أن فاعلها مأجور والإكثار منها أمر محمود، وملازمتها هي موافقة لأفعال الحبيب المحبوب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.\nوليس الصلاة والصيام هي السنن فقط فذكر الله كثيرًا سنة، والسواك في أوقات حددها الشرع سنة: (قبل الصلاة وبعد الاستيقاظ من النوم وعند قراءة القرآن، وعند تغير رائحة الفم، وعند إصفرار الأسنان).\nقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "السواك مطهرةٌ للفم مرضاةٌ للرب".\nولكن هنا تجدر الإشارة إلى أن تارك السنة ليسَ عاصيًا، ولكنه تاركٌ لبابٍ عظيمٍ من أبواب الخير وفيضاً عظيماً من الحسنات، ومبتعدًا عما كان عليه الحبيب سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

الخبر من المصدر