دم مومباي.. فصيلة الدم التي لم يسمع عنها أحد

دم مومباي.. فصيلة الدم التي لم يسمع عنها أحد

منذ 6 سنوات

دم مومباي.. فصيلة الدم التي لم يسمع عنها أحد

يعد التبرع بالدم للمحتاجين عملا نبيلا لإنقاذ الأرواح، ومعظمنا على استعداد للقيام بذلك. ولكن يحتاج الأطباء أولا للتعرف على نوع وفصيلة الدم التي نحملها ، لأن دماءنا تحمل أنواعا ومجموعات فسيولوجية مختلفة.\nوأنواع فصائل الدم العامة والمعروفة هي A، B،  AB ، O. وتعد مسألة مطابقة نوع الدم بين المانح والمتلقي أمرا حيويا، وإلا فإنه يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.\nولكن ظهر أمام الاطباء والعلماء حالة غريبة وفريدة من نوعها عند محاولة انقاذ احد الاطفال عن طريق التبرع له بالدم، أدت إلى اكتشاف فصيلة جديدة نادرة، لا يحملها سوى مئات الأشخاص.\nفالطفل سانديش كومار من منطقة جوراكبور، الهندية، الذي كان بحاجة ماسة لمنحة مقدارا من الدماء عند قيامة بجراحة في القلب وإعادتة الى حالتة الصحيحة، وهنا اكتشف الاطباء ان الطفل لديه نوع نادر جدا من الدم.\nفدم الطفل ليس من فصيلة O، A، B،أو AB ، ولكن من فصيلة خاصة تسمي (hh) وهي فصيلة نادرة اكتشفت أول مرة في مومباي عام 1952، ولذلك أطلق عليها اسم “دم بومباي” والاشخاص الذين يحملون هذه الفصيلة من الدم تعد 1 لكل 10 آلاف شخص هندي، ويمكن ان يقبلوا دماء فقط من فصيلتهم وليس من الفصائل الاخرى.\nو لحسن حظ الطفل كومار، تم نشر هذه المشكلة على شبكة الإنترنت من قبل معارف من الأسرة، وتطوع ما لا يقل عن 10 أفراد للتبرع بالدم. وطلبت “مؤسسة ثينك” غير الحكومية، الجهات المانحة إلى التقدم والتبرع بالدم في مركز التبرع في مومباي. ثلاثة منهم تبرعوا بالفصيلة المطلوبة وتم نقلها جوا إلى دلهي حيث تلقى والد كومار فصيلة الدماء وتم علاج ابنه كومار.\nكتب الدكتور دورجاداس كاسبيكار مقالة مفصلة وواضحة عن ذلك في “المجلة الهندية لتاريخ العلوم”.\nفي عام 1952 نشر الأطباء “بهند، وديشباند أند، وباتيا” ملحوظة  في مجلة لانسيت في 3 مايو 1952، عن مريضين أحدهما عامل سكك حديدية وآخر ضحية عملية طعن يحتاجان إلى نقل الدم. لم تكن فصيلة دم المريضين معروفة حتى تم اختبارهما.\nوفي لحظة خلط عينات الدم مع أي من انواع الدماء المعروفة سابقا O، A، B،أو AB ، تخثر الدم أو تجمد. حاول الاطباء الثلاثة اختبار أكثر من 160 متبرعا. في النهاية ووجد الأطباء أن أحد الاشخاص، وهو مقيم في بومباي، تناسب فصيلة دمه مع الشخصين المريضين.\nولذلك أطلق على فصيلة الدم هذه “دم مومباي”  لكن من الناحية التقنية والطبية يطلق عليه فصيلة (hh).\nيحتوي الدم على خلايا الدم الحمراء، وبعض الخلايا الأخرى التي لا علاقة لنا بها ، تطفو في سائل يسمى البلازما. وتحمل خلايا الدم الحمراء على سطحها مجموعة من العلامات التي تتفاعل مع البلازما. هذا التوافق بين الخلية والبلازما هو ما يجعل كل نوع من الدم خاص بنفسه.\nوالتوافق بين انواع وفصائل الدم يعني ان هناك توافق بين الخلايا والبلازما، وبالتالى نجد أن أناس يقبلون من فصيلة دم من نوع “O”  وليس من فصيلة AB  . وهناك امثلة كثيرة على ذلك. لكن العلماء وجدوا ان الدم من فضيلة “hh” أو دم مومباي يمكن أن يقبل فقط من نفس النوع  وأن يتلقى دماء من نفس النوع ، وهذا يجعل أنواع دم بومباي فئة خاصة جدا ونادرة.\nيرجع ذلك إلى حد كبير إلى زواج الأقارب واسع النطاق من نفس النسب أو الزواج من المجتمع المحلي، وغالبا ما يكون زواج أقارب، حيث أن فصيلة الدم أو تجمع الجينات يكون مقيدا أو محدودا جدا. كما أن معظم هذه الزيجات وقعت داخل المجتمعات المحلية في مجتمعات صغيرة معزولة مثل الغجر، واليهود الروس، وبالتالي فمن المحتمل أن أنواع دم بومباي لها أصول أسلاف مشتركة.\nلا تقلق! لن نغرقك برسائل سبام\nلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الخبر من المصدر