هواء العاصمة الإدارية ينقذ حياتك وحياة أسرتك: «اهرب إلى النهر الأخضر»

هواء العاصمة الإدارية ينقذ حياتك وحياة أسرتك: «اهرب إلى النهر الأخضر»

منذ 6 سنوات

هواء العاصمة الإدارية ينقذ حياتك وحياة أسرتك: «اهرب إلى النهر الأخضر»

يطارد تلوث الهواء سماء القاهرة الكبرى وأرضها، ويجثم على أنفاس أكثر من 22 مليون نسمة، ما يجعلها كابوسا مفزعا، خصوصا وأن 70% من المركبات التي تسير في شوارع العاصمة التاريخية متهالكة وتنتج عوادم وسموم من كل صنف ولون، فضلا عن تلال من القمامة قُدّرت بنحو 17 طنا يوميا، وكذلك السحابة السوداء الناتجة عن حرق قش الأرز والقمح، لتكتمل عوامل انسداد «رئة القاهرة».\nوبعد وصول القاهرة إلى حد التشبع من الملوثات البيئية اضطرت الحكومة إلى بناء عاصمة إدارية جديدة يكون من بين أهدافها تأسيس مدينة صديقة للبيئة يتمتع فيها المواطن وأسرته بهواء نقي ومساحة من الحدائق الخضراء هي الأكبر على مستوى العالم داخل مدينة واحدة، خصوصا بعد أن وصلت نسبة التلوث في مصر إلى «138 ميكروجراما/م3» وكانت القاهرة لها نصيب الأسد.\n35 كيلومترا (5 آلاف فدان) من الحدائق والمساحات الترفيهية هي مجمل مساحة النهر الأخضر الذي يشق قلب العاصمة الإدارية الجديدة ويغذي «رئتها» بالهواء النقي، على عكس القاهرة التي تحتاج إلى 12 مليون شجرة لتتغلب على مشكلة الهواء المسموم والمتسبب في أغلب حالات الوفاة بين الكبار والصغار.\nوالنهر الأخضر الذي تبلغ مساحته 46 ضعف حديقتي الحيوان والأورمان، يلعب دورًا مهمًّا في تنقية الهواء ما يعزز صحة الإنسان والتأثير على أدائه في العمل بشكل جيد، بل يساعد في انخراط الشباب وكبار السن والعاطلين عن العمل في الحياة الاجتماعية وبالتالي تقل نسبة جرائم القتل والانتحار التي تنتشر في المدن الملوثة والمكتظة بالسكان.\nويعيش سكان القاهرة يوميا حالة من الإحباط واليأس، بسبب تلوث الهواء، الذي يتسبب في الأمراض غير المعدية وعلى رأسها السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض التنفسية المزمنة، والاضطرابات العقلية والعصبية، وهي كلها مسئولة عن 68% من الوفيات حول العالم، بينما الحدائق والمساحات الخضراء والمجاري المائية التي يشملها النهر تُوفر حلولاً لما تنتجه "الحضرنة" في القاهرة والمفتقرة إلى مقومات الاستدامة من آثار في الصحة والسلامة، فضلا عن الفوائد الاجتماعية والاقتصادية.\nوتأتي القاهرة كثالث أكثر مدن العالم في مُعدّل تلوث الهواء بعد مدينتي "نيو ميكسكو" المكسيكية، والعاصمة الصينية "بكين"، ما أدّى إلى انتشار مرض «السدّة الرئوية» الذي يعجز معه المريض عن التنفس بشكل طبيعي وصحي، وهذا ناتج عن عوادم السيارات وأبخرة المصانع وقلة المساحات الخضراء وتلال القمامة التي تصل يوميا إلى 17 طنا.\nويتعرض الأطفال في ظل هذا التلوث المخيف في أثناء الذهاب من وإلى المدرسة، إلى بطء النمو المعرفي والتأثير سلبا على ذاكرتهم نتيجة الجسيمات الدقيقة المحمولة جوًّا والتي تُعرف باسم «بي أم 2.5» والكربون الأسود، كما يعيق تلوّث الهواء نمو الجنين، ويؤثر بشكل قوي على ضعف قدراتهم المعرفية، بالإضافة إلى تعرض الأمهات نفسها إلى ما يسمى بتسمم الحمل القاتل، خصوصا المصابات منهن بـ«الربو».\nوالمدن التي تتمع بالهواء النقي يستفيد منها الأطفال بفيتامين D الذي يساعد على تقوية العظام ويقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان ومعظم الأمراض القاتلة المنتشرة في المدن القديمة، كما يتمتعون بعقل يميل للابتكار والإبداع، وهذا على العكس من الأطفال الذي يقضون معظم يومهم يمشاهدون التلفزيون يلعبون بالكمبيوتر في بيئة مغلقة تفتقد إلى الهواء النقي.

الخبر من المصدر