بالمستندات.. بيع حديقة عامة أمام أعين المسئولين بسوهاج

لا يزال الفساد هو سيد الموقف وصاحب اليد العليا في كل شئ، فعندما خرج علينا الرئيس عبدالفتاح السيسي ليعلن أن قطار التنمية والتقدم يواجه منظومة قوية ولوبي متوحشًا من الفاسدين يعشش داخل مؤسسات الدولة، فهذا مؤشر مهم يؤكد أن الإرادة السياسية تصر على مواجهة هذا اللوبي الخطير.

أكدت تقارير خبراء المعنيين بمحاربة الفساد أن المحليات هي من أكثر الأماكن الذي ينتعش فيه فيروس الفساد، وفي محافظة سوهاج يطل الفساد بوجهه القبيح من خلال مجموعة من الفاسدين قامت ببيع حديقة عامة تقع بحرم كوبري (سوهاج - أخميم) وتحويلها إلى مبنى تجاري وسكني.

تقع هذه الحديقة بجوار العمارة رقم ٢٠ بعمارات الجمعية الشعبية لبناء المساكن في سوهاج، المشهرة برقم ٣ لعام ١٩٨٢ التي أسسها الحزب الوطني، ويتم هذا البيع بحجة، على رغم وجود قرار بتخصيصها كحديقة عامة من محافظ سوهاج الأسبق وحي شرق، كونها تقع شرق سوهاج.

تؤكد المستندات أن قطعة الأرض المشار إليها تقع في حرم كوبري (سوهاج - أخميم)، وأنه بناء على قرار حماية أراضي النيل بمنع إقامة أي منشآت عليها وتحويلها إلى حديقة، إلا أن ما يدعو للدهشة والاستغراب، هو أن هذه الحديقة تقع على بعد عشرات الأمتار من ديوان عام محافظة سوهاج، وتبعد أمتارًا

ويمر محافظ سوهاج الحالي، الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، على الحديقة يوميًا مرتين على الأقل أثناء ذهابه وعودته من وإلى مقر عمله في مبنى محافظة سوهاج.

عبّر سكان العمارات المحيطة بالحديقة عن استيائهم ورفضهم لهذا التوجه، بتحويل الحديقة إلى مبنى تجاري وسكني، خصوصًا بعد استلامهم خطابات رسمية من رئيس مجلس إدارة الجمعية الشعبية لبناء المساكن بسوهاج يدعوهم لعقد اجتماع طارئ يوم السبت المقبل ١٨ نوفمبر ٢٠١٧ لمناقشة بيع ٢٠٠م٢ وهي عبارة عن الحديقة التي تعد متنفسًا للعمارات بهذا المشروع السكني.

ويمتلك سكان العمارات مستندات كثيرة تؤكد أن هذه المساحة حديقة، من بينها خطاب صادر من مديرية الري في سوهاج بتاريخ ١٩ - ١٠ - ١٩٩٦م، يؤكد أن هذه الأرض حديقة للطفل، مع منعه لإقامة أي منشآت ثابتة عليها بتوقيع مفتش حماية النيل في ذلك الوقت.