"إعلان حشرات" يكشف شركات "النصب الإلكتروني".. تقنيات متطورة تخترق البيانات الشخصية لمستخدمي الإنترنت وتهدد الأمن القومي مقابل 6000 جنيه - صوت الأمة

"إعلان حشرات" يكشف شركات "النصب الإلكتروني".. تقنيات متطورة تخترق البيانات الشخصية لمستخدمي الإنترنت وتهدد الأمن القومي مقابل 6000 جنيه - صوت الأمة

منذ 6 سنوات

"إعلان حشرات" يكشف شركات "النصب الإلكتروني".. تقنيات متطورة تخترق البيانات الشخصية لمستخدمي الإنترنت وتهدد الأمن القومي مقابل 6000 جنيه - صوت الأمة

حاليا بمجرد البحث عن شيء على صفحات الإنترنت، تنهال عليك عشرات وربما مئات العروض، المتعلقة بالشيء الذي أثار اهتمامك، دقت هذه الكلمات رأسي بعدما تكررت أمامي، بحثت عن إجابة سؤال مهم وهو: هل يمتلك بعض المبرمجين إمكانية لاستكشاف المواقع والصفحات التي نزورها، وبالتالي إخطار شركات التسويق بها؟\nانطلاقا من هذا السؤال، بدأت رحلة بحث، لحل هذا اللعز، وإثبات صحة هذه الفرضية، أو نفيها.\nفي البداية يجب إيضاح أن شركات التسويق العاملة بنظام "كويكز"، ليست طرفا في هذه القضية؛ لأنها شركات معروفة، ومرخصة، إذ إن ما نتناوله هنا، تجربة تتعلق بشركات للنصب، تعتمد على برامج ذات قدرات كفيلة بتهديد الأمن الشخصي، وأمن المجتمع ككل. \nإعلان حشرات مفتاح لغز الـ"كنترول" \nللعثور على خيط يصلح نقطة انطلاق، قررت تصفح كل ما له علاقة بإزالة الحشرات من المنزل، ولم يمر سوى 24 ساعة، لأفاجأ برسالة على هاتفي المحمول، تحمل إعلانا، بعدد من عروض شركات التخلص من الحشرات، وبقدر الدهشة، بقدر ما تأكد لي وجود لغز وراء الفرضية التي حملها السؤال السابق، يستحق عناء البحث.\nوفي اليوم التالي مباشرة، بدأت رحلة البحث على الإنترنت عما يمكن أن يشير إلى قدرة شركات التسويق على التعرف على ما يتصفحه مستخدمو الإنترت، وكذلك الوصول إلى البيانات التي تسهل عليهم التواصل مع المستخدمين إعلانيا.\nوفي خلال عملية البحث، عثرت على بيانات لإحدى الشركات، التي تدعو المسوقين، إلى شراء برنامج تسميه "كنترول" قادر على توفير جميع البيانات المتعلقة بكل من يدخل على الإنترنت، وحصر اهتمامات كل شخص؛ بحيث يسهل على المسوقين، توجيه الرسائل المناسبة إليه!!\nاتصال حاسم وزيارة تحل اللعز\nوباعتباري مالكة جديدة لإحدى شركات التسويق العاملة في مجال بيع الإكسسوارات، هاتفت الشركة، وطلبت التعرف على إمكانات البرنامج، لشرائه؛ بهدف الاستعانة به في معرفة المهتمين بالنشاط الذي أمارسه، وتسهيل التواصل معهم عبر الإعلانات، وتحدد بالفعل موعد اللقاء، في مساء اليوم ذاته، بمقر تلك الشقة، في أشهر شوارع محافظة الجيزة.\nالزيارة كانت داخل مكتب صغير المساحة، تم تأثيثه كمكتب للقاء عملاء، وجهازي حاسب آلي، لعرض البرنامج، وفوائده.\nوبعد التعارف، طلبت من المسؤول، التعرف على البرنامج وسعره، فأخبرني أن السعر لا يتجاوز 6000 جنيه، أما الإمكانات فكانت مدهشة، أثارت داخلي مخاوف تتعلق باختراق خصوصية الأشخاص على الإنترنت!!.\nشاب لم يتجاوز الـ25 سنة، هو الذي يتولى شرح تفاصيل البرنامج، وإمكاناته الخطيرة، خاصة مع بداية قال فيها: "أول الخطوات، هو صناعة حسابات وهمية على مواقع التواصل، مثل: فيسبوك، وتويتر، ومنها يمكن استهداف الأشخاص، والحصول على بياناتهم، وكذلك الأنشطة التي يهتمون بها، من خلال حصر الصفحات التي يدخلون عليها، ويعلقون على منشوراتها، ويبدون إعجابهم بما تعرضه، أو حتى الأشياء التي يبحثون عنها".\nوأضاف: "كذلك يمكن الحصول على بيانات الأشخاص المنضمين لجروبات محددة، والحصول على الـ"ID"الخاص بحساباتهم على الفيسبوك منها الى البيانات الخاصة بأصحاب هذه الحسابات، لتحليلها، والتعرف على اهتمامات أصحابها، ثم استخدام بيانات هواتفهم، لإرسال الإعلانات المناسبة إليهم.\nوفي معرض التأكيد على قدرات البرنامج، تم تنفيذ تجربة عملية، بالبحث عن المهتمين بمعدات الحفر العملاقة، في الوطن العربي، للتأكد من قدرة هذا البرنامج على جلب المعلومات المطلوبة، وهو ما حدث بالفعل، لكن دون أن يتمكن البرنامج من الحصول على أصحاب البيانات المطلوبة، من دولة الإمارات فقط، لكنه حصل عليها من باقي الدول!!\nوواصل الشاب الشرح وسط تأكيدات من الشاب الذي يتولى العرض، بأنه لا يوجد مخالفة قانونية أو أمنية في البرنامج قائلا: "البرنامج بيشتغل على الداتا اللي الناس حطاها على صفحاتها فعلا؛ لتحليلها والخروج بتقارير، وإرسال الإعلانات، بعد أن يجري الخادم الخاص بالبرنامج التحليلات اللازمة، لتحديد الفئات المستهدفة".\nمن بين المفاجآت التي تم الكشف عنها، خلال الشرح، أن هذه البرامج، قادرة على صناعة تريندات وهمية على موقع، "تويتر"، وتزييف نتائج التريندات الموجودة، وهو ما وضحه الشاب بالقول: "يمكن صناعة هاشتاج، ثم توجيهه إلى صدارة التريند، عبر الحصول على بيانات مشتركين في الموقع، وإرسال روابط تتعلق بالهاشتاج إلى أعداد كبيرة منهم، وعندما يبدأون في فتحها لمعرفة محتواها يتم تسجيل ذلك على أنه مشاركات بالتصفح لهذا الهاشتاج؛ مما يرفعه إلى الصدارة، المحلية، والإقليمية، وربما العالمية أيضا".\nخبير أمني: برامج خطيرة تهدد الأمن القومي \nحملنا  كل ما توصلنا إليه من معلومات، إلى المهندس وليد حجاج، الباحث فى أمن المعلومات والملقب بصائد الهاكرز، الذي أكد أن شركات التسويق الإلكتروني المرخصة، لا علاقة لها بهذا النوع من النشاط المشبوه؛ لأنها تستخدم برامج معروفة، ولا يتعدى نشاطها الحصول على بيانات معتادة، ومشهورة عن العملاء، كما أنها تمتنع تماما عن إفشاء هذه البيانات.\nوقال في تصريح إلى "صوت الأمة"، أن البرامج التي يتم التسويق لها من ذلك النوع المشار إليه، في هذه الواقعة؛ لا علاقة له بالنوعية التي يستخدمها المسوقون المعتمدون.\nوأضاف: "أما البرنامج المشار إليه، الذي يسميه أصحابه كنترول، فذو طبيعة مختلفة، وخطيرة، وقادر على اختراق البيانات الشخصية، لمستخدمي الإنترنت، والحصول عليها، أيا كان الغرض الذي ستستخدم فيه بعدها".\nوحذر "حجاج"، من إمكانية استغلال البيانات الشخصية على مواقل التواصل الاجتماعى بل و على الانترنت عموما لانه يمكن ان يتم استغلالها من  عناصر خطيرة، قد تستخدمها لتهدد الأمن الشخصي للشخصيات العامة، والمهمة، وبالتالي تهدد الأمن القومي المصري بأكمله.\nوطالب خبير أمن المعلومات برفع مستوى ثقافة المواطن بالتوعية والاستخدام الامن للانترنت مع التحرك الفوري لمواجهة مروجي هذه البرامج، التي يسهل تطويرها إلى مراحل أشد خطورة بالاضافة انها لا تملك اى تراخيص، وتطبيق نصوص القوانين المعمول بها في هذا المجال مثل: قانون التسويق الإلكتروني، وقانون حماية المستهلك، وقانون تنظيم الاتصالات مع الاسراع فى اصدار قانون مكافحة الجريمة الالكترونية وانتهاك الخصوصية. \nوأكد أن مثل هذه البرامج تعتمد و تستغل فى المقام الاول جهل المستخدم وعدم معرفته بالطرق الامنة لحماية بياناته مما قد يؤثر عليه وعلى أسرته بل والمجتمع كله.

الخبر من المصدر