كيف نواجه إدمان الصغار للموبايل؟

كيف نواجه إدمان الصغار للموبايل؟

منذ 6 سنوات

كيف نواجه إدمان الصغار للموبايل؟

غالبية الآباء يشكون من أن أولادهم الصغار، لا يفعلون شيئا تقريبا، إلا الإمساك بالتليفون المحمول أو الآيباد أو اللاب توب، لمشاهدة الفيديوهات والألعاب والأغانى والافلام والمسلسلات أو المباريات. هذا الأمر ليس قاصرا على المصريين، فهو يكاد يكون ظاهرة عالمية، مرتبطة بوجود وانتشار الأجهزة الإلكترونية الحديثة.\nهناك ما يشبه الإدمان بين الصغار وبين هذه الأجهزة.. فهل من علاج لهذا المرض إذا جاز أن نطلق عليه مرضا؟!.\nأحد الحلول لهذه الظاهرة سمعتها خلال الاحتفال بتخريج المبادرة الرئاسية «رواد تكنولوجيا المستقبل» التى حضرها رئيس الجمهورية وكبار مسئولى الدولة ووزير الاتصالات ياسر القاضى قبل حوالى ثلاثة أسابيع.\nالحل الأول هو التوسع فى المسابقات والمنافسات القائمة على الاختراعات والإبداع بين الشباب الصغير. وأن تقدم الحكومة حوافز للمجتهدين فى هذا الميدان.\nعلى سبيل المثال لماذا لا يكون هناك حافز بنسبة معينة من الدرجات فى الامتحانات والاختبارات والشهادات الدراسية للمتفوقين تكنولوجيا، على غرار ما يحدث فى حافز الرياضة للمتفوقين رياضيا؟!.\nشاهدنا يومها شبابا صغيرا جدا فى المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية يعرضون أعمالهم وإبداعاتهم واختراعاتهم، ويشرحونها بمنتهى السلاسة. وبعضهم قال إنهم يشاركون فى مسابقات دولية فى الفيزياء والرياضات.\nيسرا عبدالمطلب وعمرها ١٤ سنة قالت إن الأجيال الجديدة كلها تجلس متسمرة أمام الشاشات المرتبطة بالإنترنت، فلماذا لا يتم استثمار هذا الأمر فى أعمال مفيدة؟!\nعمر أشرف «١٤ سنة» وزملاء آخرون يشاركون فى مسابقات دولية لتعلم مهارات البرمجة وتصميم الروبوتات، ويسعون إلى المشاركة فى مسابقات أكثر تقدما.\nالدكتور خالد حبيب تحدث عن فكرة «التعليم بأساليب غير تقليدية». لكن الفكرة الأهم على الإطلاق فى مجال علاج إدمان الأطفال والشباب من الإنترنت غير المفيد، هو ما طرحه وليد ياسر بضرورة إنتاج برامج وتطبيقات تعليمية للأطفال عبر الألعاب المختلفة. الفكرة بسيطة وهى أن التعليم فى أماكن كثيرة يتجه ليكون عبر الإنترنت «أونلاين». وبالتالى فإنه يمكن للتلميذ أو الطالب أن يذاكر ويتعلم فى أى وقت وأى مكان. يقول ياسر إن الشباب يظل فى غرف الدردشة «الشات» أو فى الموبايل معظم الوقت، فهل نعرف ما يفعله؟، وكيف يمكن أن يكون وجوده مفيدا؟!.\nشاب آخر تحدث عن إمكانية استخدام الروبوت فى التعليم. وكذلك التوسع فى أنواع التكنولوجيا التى يمكن استخدامها فى تصميم الألعاب وبرمجتها ونشرها.\nمن بين الحلول أيضا، تصميم ألعاب وبرامج ظاهرها ترفيهى جدا ومسلى وجوهرها تعليمى.\nوفى هذا الصدد فهناك ألعاب كثيرة تعلم الأطفال الصغار الحروف الهجائية والأرقام والعمليات الحسابية البسيطة.\nوشخصيا أعرف أطفالا أجادوا الإنجليزية بطلاقة خلال شهور قليلة عبر فيديوهات تعليمية. وهناك برامج متنوعة لتعليم اللغات الأجنبية ليست بالطريقة التقليدية، ولكن عبر هذه البرامج الجذابة.\nوليد ياسر المهندس المغرم بالواقع الافتراضى، قال إن شركته تمكنت من إنتاج برامج وتطبيقات للأطفال عبر ألعاب جذابة وممتعة.\nمن وجهة نظر معظم الآباء فإن إمساك الأبناء بالتليفون والآيباد هو نقمة كاملة أو مضيعة للوقت.\nهم يقولون إنهم لا يعرفون ماذا يفعل أولادهم مع هذه الأجهزة الغريبة، وأى مواقع يفتحون، وأى أغانٍ يستمعون، وأى أفلام أو فيديوهات يشاهدون؟!!.\nهم يخشون أن تصاب عيون فلذات أكبادهم بالمرض فى سن صغير. لكن خوفهم من انحراف الأولاد والبنات فكريا وأخلاقيا، هو الهاجس الأكبر لعدد كبير من الآباء.\nالحل ليس الزجر والمنع والحظر.. لا بديل سوى الكلام والنقاش والحوار، حتى يقتنع الأبناء أو يصل الطرفان لحلول مقبولة.\nالكلام الوعظى والنظرى لا يفيد كثيرا مع الأجيال الجديدة. حاولوا أن تقدموا لهم بدائل. فإذا كانوا لا يستمعون إلا لأغانٍ أجنبية، فالحل هو أن تكون هناك أغنيات عربية جيدة، والأمر نفسه ينطبق على الافلام والمسلسلات والفيديوهات، وسائر الإبداعات الفنية والأدبية.\nلكن البداية هى أن نشجع الصغار على الاستفادة من الجانب المكتمل من الكوب، وهو استغلال هذه الوسائل فى نقل محتوى إيجابى وجيد لهؤلاء الأبناء.\nالتليفون والآيباد واللابتوب مجرد وسائل ناقلة. وبالتالى علينا أن نبحث عن محتوى جيد وجذاب، بدلا من لغة المنع والحظر والأمر والنهى.

الخبر من المصدر