موعد مع المحافظ! | المصري اليوم

موعد مع المحافظ! | المصري اليوم

منذ 6 سنوات

موعد مع المحافظ! | المصري اليوم

فى حفل العيد الوطنى السعودى قبل الماضى، تبادلتُ حديثاً عابراً مع المهندس عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة، عن أحوالها التى لا تسر أحداً من المقيمين فيها، ولا من زائريها، وفهمتُ منه أنه ليس سعيداً بحال العاصمة، وأننا سنكون معه على موعد نرى فيه قاهرة جديدة، ونظيفة، خلال أمد زمنى قريب!.. كان وقتها لا يزال حديث عهد بالمنصب، وكانت الفرصة متاحة أمامه، ولا تزال، ليضيف إلى قاهرة المعز ما نذكره به بعد أن يغادر!\nوجاء حفل العيد الوطنى السعودى الجديد، فى سبتمبر من هذا العام، وتمنيت أن أرى الرجل هناك، لأعيد تذكيره بما كان قد وعد به، وبأن عاماً قد مضى على وعوده، وبأنه مدعو إلى أن يعيد للقاهرة بعض ما كانت عليه من نظافة، ومن جمال، ومن هدوء.. وهو أمر ممكن جداً لو صح منه العزم!\nوعندما قرأت، قبل أيام، ما قرر صادق خان، عمدة لندن، أن يفعله فى مدينته على وجه السرعة، تمنيت أيضاً لو أن المهندس عاطف قرأ ما قرأته عن الخطة التى قررها خان، ليحفظ للعاصمة البريطانية هواءها النظيف، وجمالها الذى يعرفه كل زائر لها!\nولو قرأ ما قاله عمدة عاصمة الضباب، لأدرك أنه صاحب مهمة فى مكانه، قبل أن يكون صاحب منصب!.. فآخر الإحصاءات تقول إن عشرة آلاف لندنى يموتون سنوياً فى سن مبكرة بسبب تلوث هواء العاصمة الإنجليزية، وإن العدد مرشح للزيادة، ما لم يجد تلوث سمائها مواجهة حقيقية من أصحاب الشأن فيها!\nوبسرعة قرر خان فرض غرامة فورية على كل سيارة ملوِّثة للبيئة، تصل إلى ٢٤ جنيهاً إسترلينياً فى اليوم، وتم الإعلان عن مواصفات السيارات التى تنطبق عليها شروط حظر السير.. وجرى التطبيق بحزم!\nولا أحد يعرف كم عدد القاهريين الذين يواجهون مصير العشرة آلاف لندنى الذين ماتوا تلوثاً.. ولكن المؤكد من خلال الملاحظة المجردة لهواء القاهرة أن ضحايا تلوثها أضعاف وأضعاف، وأن توفير هواء نقى لأهلها مسؤولية المحافظ وحده، وأن إتاحة عاصمة جميلة لأهلها، وضيوفها، مسؤولية واقعة على كاهله دون سواه!\nفاليمين الدستورية التى أداها يوم تولى المنصب تلزمه بأن يتجه من أول يوم له فى موقعه إلى تغيير وجه العاصمة للأفضل على كل مستوى!\nولا أعرف ما إذا كان المحافظ يعلم أن سفارات فى القاهرة تطلب من أعضائها قضاء عطلة نهاية الأسبوع خارجها، إذا ما أرادوا الاستفادة من مزايا التأمين الصحى الذى يشملهم أم لا.. وهو طلب يعنى أن بقاءهم لفترة طويلة فيها يرتب أعباء صحية لا طاقة لنظام التأمين الصحى بها، مهما كانت إمكاناته!\nفإذا استطاع أعضاء فى سفارات أن يغادروا ليجددوا الهواء كل فترة، فماذا يفعل الذين لا يملكون من أبناء العاصمة مثل هذا الترف؟!\nإننى أعرف أن أمر عاصمة بحجم القاهرة قد لا يكون فى يد المهندس عاطف وحده، ولكنى أعرف فى المقابل أنه جاء إلى مكانه ليقدم لنا قاهرة أفضل من تلك التى تسلمها! وهو قادر إذا أراد.

الخبر من المصدر