متى ظهرت مكاتب "وادي السيليكون" التي تشبه ساحات اللعب؟

متى ظهرت مكاتب "وادي السيليكون" التي تشبه ساحات اللعب؟

منذ 6 سنوات

متى ظهرت مكاتب "وادي السيليكون" التي تشبه ساحات اللعب؟

متى ظهرت مكاتب "وادي السيليكون" التي تشبه ساحات اللعب؟\n3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017\nشارك هذه الصفحة عبر فيسبوك\nشارك هذه الصفحة عبر تويتر\nشارك هذه الصفحة عبر Messenger\nشارك هذه الصفحة عبر Messenger\nشارك هذه الصفحة عبر البريد الالكتروني\nهذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة\nشارك هذه الصفحة عبر البريد الالكتروني\nشارك هذه الصفحة عبر فيسبوك\nشارك هذه الصفحة عبر Messenger\nشارك هذه الصفحة عبر Messenger\nشارك هذه الصفحة عبر تويتر\nشارك هذه الصفحة عبر Google+\nشارك هذه الصفحة عبر WhatsApp\nشارك هذه الصفحة عبر LinkedIn\nهذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة\nمصدر الصورة Getty Images Image caption أحد موظفي شركة "غوغل" يستخدم الإسكوتر المزود بمحرك للذهاب إلى المقصف بالشركة\nيبحث ريتشارد دونكين في الأصول التاريخية غير المتوقعة لتصميمات المكاتب الحديثة في كبريات شركات التقنية التي باتت تشبه ساحات الألعاب.\nوتمنح هذه الشركات لموظفيها السلطة لاتخاذ القرارات المناسبة من أجل بذل قصارى جهودهم والتركيز في العمل، دون التقيد بقواعد وإجراءات بيروقراطية وأنظمة إدارية صارمة. لكن ما هو أصل هذه الثقافة التنظيمية غير الرسمية السائدة في الشركات التقنية الحديثة التي توفر أفضل البيئات للابتكارات التكنولوجية؟\nيرى الكثير من رؤساء كبريات الشركات التقنية اليوم أن الإجابة تكمن في البداية المتواضعة لهذه الشركات. فقد انطلقت شركات "أبل" و"هيوليت باكارد" (أو اتش بي)، و"مايكروسوف"، من مرائب ملحقة بمنازل أحد مؤسسيها في الغالب.\nومع الوقت أصبحت قصص نجاح هؤلاء المؤسسين الشباب الذين عملوا على مدار الساعة لتنمية شركاتهم جزءا من الثقافة السائدة في المؤسسات التقنية العملاقة.\nإيجابيات وسلبيات العمل في مكاتب في الهواء الطلق\nلكننا لو عدنا بالزمن إلى الوراء، في أزهى عصور الاختراعات الأمريكية منذ قرن مضى أو نحو ذلك، سنجد مركزا تقنيا أخر يحمل الكثير من ملامح الثقافة التنظيمية السائدة في عمالقة شركات الإنترنت اليوم.\nشهد منتصف القرن التاسع عشر ثورة في الاتصالات الإلكترونية، مهدت الطريق لموجة من الاختراعات في الساحل الشرقي من الولايات المتحدة، أطلق شرارتها الأولى صموئيل مورس وغيره باختراع التلغراف الكهربائي لإرسال البرقيات واستقبالها في ثلاثينيات القرن التاسع عشر.\nمصدر الصورة Alamy Image caption ينسب الكثيرون الفضل لتوماس ألفا إديسون الملقب بـ "ساحر ميلانو بارك"، في ابتكار أول مختبر أبحاث صناعي\nوسرعان ما غدا هذا الشكل من الاتصالات عبر المسافات الطويلة إحدى الوسائل التكنولوجية الضرورية، وحظي مشغلو التلغراف المحترفون أو ما يطلق عليهم "فرسان التلغراف" بتقدير واهتمام أصحاب العمل.\nوسواء كانوا يعملون بمفردهم أو في مجموعات ثنائية، شكّل هؤلاء المشغلون أسلوب العمل المستقل وفهموا التكنولوجيا فهما متعمقا، وكان أبرز مشغلي التلغراف المستقلين الذين برعوا في هذا المجال، توماس ألفا إديسون.\nبدأ إيدسون في طباعة وبيع الصحف لركاب القطار في سن الثانية عشرة، مستعينا بطابعة وضعها في عربة الأمتعة والحقائب من القطار، وتعلم شفرة من مشغلي التلغراف بالسكك الحديدية، وبعدها وضع نظام التلغراف الخاص به من منزله.\nوعندما أتم 19 عاما، التحق إديسون بشركة "ويسترن يونيون" مشغلا للتلغراف ولكنه كان ينخرط في مشروعاته الخاصة ذات صلة بالتلغراف في وقت فراغه.\nما أكثر الأشياء التي تجعل الناس سعداء في عملهم؟\nوأثمرت هذه المشروعات أولى اختراعات إديسون، مثل آلة تسجيل أصوات الناخبين إلكترونيا، التي لم تلق رواجا، وآلة طباعة أسعار الأسهم، التي بيعت بمبلغ 40 ألف دولار أمريكي، ما يعادل 700 ألف دولار اليوم، وكان هذا المبلغ كافيا لإقامة أول ورشة لإديسون في مصنع قديم بمدينة نيوآرك، بولاية نيوجيرسي، وجمع أول مجموعة من المساعدين، كنواة لبناء شركة أبحاث.\nومع تنامي نشاط الشركة، التي كانت قائمة على بيع أنظمة للشركات العاملة في مجال التلغراف، زادت الحاجة لتوسيع مساحتها. وفي عام 1876، نقلت الشركة مقرها إلى موقع جديد على مساحة 34 فدان في مدينة مينلو بارك بولاية نيو جيرسي، يضم معملا مجهزا وورشة لتصنيع الألات وإصلاحها، ومكتبة وورشة للنجارة، وأخرى لصناعة الزجاج يدويا.\nمصدر الصورة Alamy Image caption مقر توماس إديسون في مدينة مينلو بارك بولاية نيوجيرسي كان يضم منزلا ومعملا وشركة وورشة لتصنيع الألات وإصلاحها\nوتخيّر إديسون المساعدين الأكْفاء والمهرة، وكان معظمهم حديثي التخرج، ممن جذبهم شغف إديسون ومن حوله بالتجارب والأبحاث للانضمام إلى شركته.\nإلا أن أجور العاملين لديه لم تكن مرتفعة، فقد أصّر إديسون على أن يكون الحافز للعمل في شركته هو الاستفادة من "الفرصة لإطلاق العنان لطموحاتهم"، وليس جني المال.\nونجح الكثير من مساعديه في مجالات أخرى، استخدمت فيها أيضا اختراعات إديسون، مثل صناعة الأفلام والإذاعة.\nوكان الباحثون لديه ينكّبون على العمل حتى ساعات متأخرة من الليل، ويتوقفون بين الحين والأخر سواء لاحتساء المشروبات الكحولية في عطلة نهاية الأسبوع أو الغناء الجماعي على أنغام آلة الأرغن التي توجد في أحد أركان المعمل.\nشركات تسمح لموظفيها بألعاب الفيديو بهدف زيادة إنتاجهم\nوكانت بيئة العمل غير رسمية تساعد على إطلاق العنان للأفكار، وكان إديسون ينظر لنفسه كصبي وسط مجموعة من "الرفاق" على حد وصفه. ويقول إديسون: "لا توجد أية قواعد هنا، فنحن نريد أن نحقق نتائج".\nولعل بيئات العمل في الشركات الرائدة في مجال الإنترنت الشبيهة بالجامعات تحمل كثير من سمات نظام العمل في معمل إديسون، من حيث ساعات العمل الطويلة والتطبيق الحرفي لمبدأ التجربة والخطأ.\nوكما تتعارض ساعات العمل الطويلة اليوم مع الحياة الأسرية، أثرت مواعيد العمل في مصنع إديسون التي تستنفد الوقت والجهد سلبا على الحياة الأسرية لإديسون وموظفيه.\nمصدر الصورة Alamy Image caption كانت ورشة توماس إديسون في مينلو بارك مثالا للمكاتب المفتوحة قبل أن تروّج شركات وادي السيليكون لمزايا المكاتب المفتوحة\nلكن العمل الشاق آتى ثماره. فعلى مدار 58 عاما، من 1868 إلى 1926، أودع إديسون وفريقه نحو 1,600 براءة اختراع، وحقق ما يربو على الألف منها نجاحا كبيرا، بداية من المصباح الكهربائي إلى الفونوغراف (الغرامافون).\nوأودع ما يزيد على 400 براءة اختراع في مدينة مينلو بارك، منها أهم براءات لحماية اختراعات مثل الميكروفون، وفتيلة المصباح الكهربائي، وملف الحث لتوليد قوة دافعة كهربائية، الذي زاد من كفاءة الهاتف.\nنال إديسون حظوة كبيرة لدى مساعديه، وعلى الرغم من القدرة الاستثنائية التي يتمتع بها آخرون، مثل ستيف جوبز ومارك زوكربرغ في التأثير على فرق العمل التابعة لهم، فلم يستطع رئيس أي شركة اليوم أن يؤثر على موظفيه إلى حد بذل النفس في سبيل الأبحاث، كما فعل كلارنس دالي، الذي كان يعمل موظفا لدى إديسون.\nفقد جاد دالي بذراعه اليمنى، بأدق معاني الكلمة، لرئيسه. إذ بُترت ذراعه بعد تعرضه لإشعاع أثناء تجارب ذات صلة بالأشعة السينية. وقضى دالي نحبه إثر إصابته بمرض السرطان، وصرف إديسون نظره عن هذه التجارب لشدة خطورتها.\nربما يكون إديسون أقسى رئيس شركة، إذ يقول أحد معاونيه: "بتهكمه اللاذع يحقّر إديسون من شأن المرء ويشعره بالمهانه أو يسخر منه حتى يوصله إلى قمة اليأس".\n"التنصت" من أبرز سلبيات العمل في الأماكن المفتوحة\nولكن هذا لا يمنع أن بعض موظفيه كانوا يعشقونه، ويقول أرثر كينلي، المهندس الكهربائي في معمل إديسون: "إن الشرف الذي نلته بالعمل مع هذا الرجل العظيم طيلة ست سنوات كان أفضل مصدرا للإلهام في حياتي"\nومن أبرز سمات إديسون قدرته على عرض مزايا اختراعاته للمستثمرين باستخدام أساليب ترويجية جذابة في وسائل الإعلام. وفي عام 1879 أضاء على سبيل المثال 40 مصباحا كهربائيا جديدا عشية الاحتفال برأس السنة باستخدام مولد كهربائي ونجح في جذب آلاف الزوار.\nواستقطب العرض ممولين لمحطة توزيع الكهرباء. وفي هذا الوقت كانت أهمية توزيع الطاقة الكهربائية للإنارة تعادل أهمية الشبكة العنكبوتية العالمية للإنترنت.\nمصدر الصورة Getty Images Image caption نظرة على مسرح ستيف جوبز بمتنزه "أبل بارك" في مدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا\nوفي عام 1887، بعد 11 عاما من إقامة مقره في مينلو بارك، انتقل إديسون إلى مجمع أكبر في ويست أورانج بولاية نيو جيرسي، وواصل أبحاثه من منزله حتى سنواته الأخيره، وكان يمضي وقتا أقل في المعمل. وتوفي إديسون في عام 1931.\nوأثرت قواعد الثقافة التنظيمية التي وضعها إديسون في معمله تأثيرا مباشرا على الجيل اللاحق له من المخترعين الأمريكيين، فقد أجرت كل من شركة "دوبونت" و"ويستنغهاوس"، و"جنرال إلكتريك"، و"جنرال موتورز"، و"بيل لابوراتوريز"، الذراع البحثية السابقة لشركة "أيه تي أند تي"، التي أصبحت تسمى الآن "نوكيا بيل لابس"، أبحاثا ناجحة في مطلع القرن العشرين، واسترشدت بالأساليب المنهجية التي وضعها إديسون، كما استلهمت منه رفضه للتقيد بالأوامر التي تشبه الأنظمة العسكرية والقواعد المتبعة في رفع التقارير.\nوإلى أي مدى أثرت الثقافة التنظيمية لشركات الإنترنت الحديثة على كلود شانون، عالم الرياضيات الذي يعمل في شركة "بيل لابس" للأبحاث، الذي يتجول في أروقة الشركة بعصا القفز، إن لم يكن على دراجته ذات العجلة الواحدة؟ وقد نشر شانون، العالم النابغة الذي يهوى وسائل المواصلات غير المعتادة، عام 1948 ورقة بحثية تحت عنوان، "النظرية الرياضية للاتصالات"، وقد أسس هذا العمل للنظرية التي أطلقت ثورة تكنولوجيا المعلومات.\nوحصد زملاؤه في شركة "بيل لابوراتوريز" 16 جائزة نوبل على مدار نصف قرن، ومن أحد أسباب هذا النجاح أن لهم مطلق الحرية في اتخاذ قراراتهم في سبيل إنجاز أبحاثهم، وقد ساهمت أبحاثهم في تطوير أجهزة الكمبيوتر التي أرست دعائم شركات التقنية في وادي السيليكون.\nما هي أفضل طرق تحفيز العاملين لإنجاز أعمالهم؟\nولا عجب إذن أن توفر شركات مثل "ثري إم" و"غوغل" بعض الحرية لموظفيها لإنجاز مشروعاتهم الخاصة، وبتطبيق سياسة"20 في المئة من الوقت"، التي تحث الموظفين على تخصيص 20 في المئة من وقتهم للعمل في مشروعاتهم الخاصة التي يرون أنها ستفيد الشركة، طورت شركة غوغل خدمة البريد الإلكتروني "جي ميل" وطورت شركة "ثري إم" "بوست إت نوت".\nولو تتبعنا هذا الشغف بالاكتشافات والفضول العلمي الذي أدى إلى ظهور الشركات الرائدة في مجال الإنترنت وبرامج الكمبيوتر اليوم سنجده يمرّ كخيط متواصل من وادي السيليكون، عبر محركات البحث بكبريات الشركات العالمية، ثم يعود إلى مختبر مينلو بارك، والأفكار التي أدت إلى اكتشاف المصباح الكهربائي الحديث.فقد أسهم هذا الاختراع الناتج عن العمل الشاق في إضاءة الطريق أمام العالم.\nيمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Capital.

الخبر من المصدر