عملية سريِّة لإنقاذ الشعب القطري

عملية سريِّة لإنقاذ الشعب القطري

منذ 6 سنوات

عملية سريِّة لإنقاذ الشعب القطري

عند الحديث عن الأزمة القطرية، مهم جداً التفريق بين علاقة الدول الأربع - التي اتخذت قراراً بمقاطعة قطر بغية إعادتها إلى حيث ينبغي أن تكون - بالسلطة في قطر وبعلاقتها بالشعب القطري، فالموقف ليس من الشعب القطري الشقيق، ولكنه من السلطة في قطر، ذلك أن الذنب فيما جرى هو ذنب السلطة وليس للشعب علاقة به، فهذا الشعب ليس إلا ضحية لأفعال السلطة.\nالشعب القطري نفسه ضائق من توريط السلطة في الدوحة له ولنفسها في قضايا كلفت الدولة الأموال الطائلة، وسلبتها ثقة العالم وأحرجت بممارساتها الشعب القطري الذي لو أُتِيحت له الفرصة ليعبّر عن رأيه وموقفه من دون خوف لأعلن عن رفضه القاطع للسلطة هناك، ولطالب بصوت مرتفع باستبدالها، فما قامت به السلطة القطرية طوال العقدين الماضيين لم «يزعّل» الدول الأربع منها فقط، ولكنه «زعّل» الشعب القطري أيضاً، والذي للأسف يتحمل «تلايا أفعال» السلطة في بلاده.\nليس صحيحاً أبداً موافقة الشعب القطري على ما قامت به السلطة في قطر في السنوات العشرين الماضية على وجه الخصوص، فهو غير راضٍ عنها بالمرة، وليس صحيحاً أبداً ما تحاول السلطة الترويج له تحت عنوان وقوف الشعب مع السلطة ومساندته الأمير، وتفويضه لاتخاذ ما يشاء من مواقف وفعل ما يريد، فهذا أمر يصعب تصديقه مع تزايد الأصوات الرافضة لممارسات السلطة، في الخارج وفي الداخل.\nلا يجد العاقل صعوبة في التوصل إلى استنتاج مفاده أن الشعب القطري ضحية أفعال وممارسات السلطة في بلاده، وهذا هو الكلام الذي حان الوقت لقوله وبصوت مرتفع، ويبدو أنه حان الوقت أيضاً لتعبّر الضحية عن نفسها، وتصرخ في وجه من أراد لها أن تكون ضحية، وكثيرون يرون أن الوقت لن يطول حتى يسمع العالم تلك الصرخة، ويرى ذلك الموقف الذي سيفاجئ به الشعب القطري كل من اعتقد أنه شعب سالب وراض عن ممارسات السلطة في قطر، ولا يملك قرار نفسه.\nكثيرون يرون أن ما ينبغي من الدول الأربع اليوم هو ألا يقتصر جهدها على وضع حد لممارسات السلطة في قطر ومنعها من دعم وتمويل الإرهاب، فمسؤوليتها يجب أن تمتد أيضاً إلى الانتصار للشعب القطري الذي عانى الكثير من تلك السلطة، ولعله اعتبر ما حصل فرصة منّى النفس أن تعود عليه بالنفع، فرب ضارة نافعة.\nأولئك يرون أنه بعد كل هذا الذي جرى، ولا يزال يجري، من المهم القول إن الوقوف إلى جانب الشعب القطري واجب ومهمة ينبغي عدم تخلي الدول الأربع تحديداً عنها، فبالإضافة إلى أن هذا الشعب جزء من الشعب الخليجي الواحد، فإن الجميع يعلم بأنه لا يمتلك القدرة الكافية ولا الأدوات التي تعينه على الوقوف في وجه السلطة هناك، ولا يسمح عدده القليل وتجربته السياسية المحدودة للقيام بذلك.\nاليوم يرى كثيرون أن دعم الشعب القطري والوقوف إلى جانبه ومساندته، وشد أزره لم يعد من «المستحبات» بل هو واجب يؤجر عليه كل من يقوم به، ويحاسب عليه كل مقصّر، فهذا الشعب الطيّب والبعيد عن السلوكيات التي مارستها وتمارسها السلطة في بلاده، والتي جعلت اسمه يجري على كل لسان ويذكر في المحافل بسوء، هذا الشعب بحاجة ماسة إلى من يعينه على التخلص مما هو فيه، والأكيد أنه لن يرضى بجعل السلطة في قطر تتوقف فقط عن دعم وتمويل الإرهاب وإيواء الإرهابيين، لأنه على يقين بأن من اختار العيش في هذا الحقل لا يستطيع أن يعيش خارجه، وأن من مارس كل تلك السلوكيات السالبة لا يعرف كيف يمارس السلوكيات الموجبة، بل لا يفهمها.\nمقالات مختارة تُنشر بالتزامن مع عدد الصحف العربية والأجنبية.\nجميع الحقوق محفوظة لشركة المجال للإعلام © 2017

الخبر من المصدر