هل تشهد ألمانيا عطلاً رسمية للمسلمين قريباً؟

هل تشهد ألمانيا عطلاً رسمية للمسلمين قريباً؟

منذ 6 سنوات

هل تشهد ألمانيا عطلاً رسمية للمسلمين قريباً؟

أثارت تصريحات وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزيير والتي أبدى فيها تقبله لفكرة مناقشة إدراج عطل إسلامية في قائمة العطل في ألمانيا، نقاشات واسعة. وقال دي ميزيير في مقابلة مع صحيفة بيلد: "لماذا لا نفكر بعطلة إسلامية في المناطق التي يعيش فيها مسلمون".\nلكن هذه الخطوة قد لا تحظى بتأييد كبير من حزب دي ميزيير، الحزب االمسيحي الديمقراطي، نفسه والذي لحقت به خسائر كبيرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وفي خضم النقاشات الحامية حول تضحية الحزب بشخصيته كحزب محافظ، يأتي دي ميزيير ليتناول مسألة حساسة كهذه. لكن تقييده للموضوع بالإضافة إلى تطبيق الفكرة سابقاً يخففان من حدة الاقتراح.\nوأوضح الوزير الألماني أن عيد القديسين (في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر)، والذي يعتبر عيداً كاثوليكياً، يتم الاحتفال به، ومعاملته كعطلة رسمية في الولايات الألمانية ذات الغالبية الكاثوليكية، ولذلك فإنه يرحب بعطلة إسلامية تقتصر على مناطق محددة.\nانتقد بيرند ألتوسمان، مسؤول الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية ساكسونيا السفلى، اقتراح دي ميزيير، مشيرا الى أنّ العطل الحالية لها عادات عريقة في ألمانيا، ولذلك لا يرى أية حاجة لتغيير هيكلية هذه العطل حالياً. ولا يتعلق الأمر بتعارض آراء زميلين في الحزب فحسب، بل تعتبر النقاشات المتعلقة بالأعياد الدينية في الحملة الانتخابية غير مناسبة من حيث المبدأ. في ولاية ساكسونيا السفلى تم انتخاب برلمان جديد يوم الأحد، وكان دي ميزير قد ذهب إلى ساكسونيا السفلى كمتحدث بارز في الحزب المسيحي الديمقراطي. القضية المثيرة للجدل والتي يمكن أن تزعج الجزء المحافظ من الحزب قد تشكل خطراً.\nوأثار اقتراح الوزير ردود فعل حادة على الانترنت. فقد غردت إيريكا شتاينباخ، المسؤولة البارزة السابقة لجمعيات المهاجرين على تويتر: "الخضوع مستمر...". وعبرت السياسية البارزة في حزب البديل بياتريكس فون شتورش عن رفضها للاقتراح، بينما طلب آخرون تنظيم جدول العطل على المستوى الاتحادي، قبل التفكير في عطل إسلامية".\nالمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا يعتبر أن العطل الإسلامية تصب في صالح الاندماج\nبينما أثنى المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا على هذا الاقتراح، كما هو متوقع، واعتبر رئيس المجلس أيمن مزيك أنه "يصب في صالح الاندماج في ألمانيا"، وقال إن الأمر لا يتعلق بالحصول على إجازة من العمل، بل بمراعاة المسلمين في العمل والدراسة. وأشار مزيك إلى بعض مؤسسات الدولة الألمانية، حيث يتم تناوب العمل بين الموظفين المسلمين والمسيحين في عيد الفطر وعيد الميلاد.\nأيام العطل هي شأن الولايات\nفي بعض الولايات هناك بالفعل بعض الأمثلة على قواعد منصوص عليها قانونياً للعطل الإسلامية. فبعض الولايات مثل برلين وهامبورغ وبريمن، تعتبر أن من حق المسلمين التغيب عن المدرسة أو العمل مع حلول الأعياد الإسلامية، كما استحدثت هذه الولايات بعض التغييرات على سير العمل لموظفيها المسلمين في رمضان.\nقواعد العطل في ألمانيا هي مسألة تقررها الولايات، وهناك تسعة أيام ثابتة قانونياً كأيام عطل في جميع أنحاء ألمانيا. ويعتبر يوم الوحدة الألمانية (3 تشرين الأول/أكتوبر) يوم العطلة الاتحادي الوحيد. واقتراح دي ميزيير ليس الأول فيما يتعلق بهذا الموضوع. فقد دعا لذلك المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عام 2013، وتلته جمعية الجالية التركية عام 2014.\nفولكر فاغنر/ محي الدين حسين\nمنذ عام 1997، تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت مصادفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا". وفي هذه السنة يتوقع أن يبلغ عدد زوار المساجد 100 ألف شخص.\nالجاليات الإسلامية تريد في هذا اليوم أن تقرب الزوار من الإسلام أكثر، واختارت المساجد كأفضل مكان للالتقاء، فالمساجد ليست مكاناً للصلاة فقط، بل ولعقد اللقاءات والندوات أيضاً.\nمعظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.\nالمسجد المركزي في مدينة دويسبورغ هو من أكبر المساجد في ألمانيا، وتم افتتاحه عام 2008. يشارك المسجد في نشاطات تدعم الاندماج في المدينة. في يوم المسجد المفتوح، يتيح المسجد لزواره، بالإضافة للجولة، فرصة مشاهدة صلاتي الظهر والعصر، بالإضافة إلى تقديم الشاي لهم.\nيتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الطقوس والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.\nالمسجد الأزرق في هامبورغ، الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول، لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر! وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. في العام الماضي وفي يوم المسجد المفتوح، رسم الفنان حسن روح العالمين "مذبحة كربلاء"، ذات الأهمية الكبيرة في المذهب الشيعي.\nأبواب المساجد لا تفتح في يوم المسجد المفتوح فقط، وإنما هناك فرصة لتبادل الزيارات في يوم الكاثوليك أيضاً، كما في مسجد يافوز السلطان سليم بمانهايم، حيث قامت الراهبات وطالبات الدين من كنيسة مريم العذراء المقابلة للمسجد بجولة تعرفن فيها على الإسلام بشكل أقرب.\nيحصل الناس أحياناً على بعض الهدايا الرمزية في هذا اليوم، كالصبي الصغير الذي يظهر في الصورة، والذي حصل على مَسبَحة في يوم المسجد المفتوح في منطقة بونامس بفرانكفورت.\nويتيح يوم المسجد المفتوح للزوار مشاهدة المصلين عند تأدية الصلاة ولو لمرة واحدة. ورغم أنه لا يمكن للزوار دخول مكان الصلاة إلا أنهم يمكن أن يتابعوا الصلاة من أماكن تطل عليها، كما يظهر في الصورة.\nوبعد الجولة في يوم المسجد المفتوح، يمكن للزوار أن يستمتعوا بوجبات من جميع أنحاء العالم. وقد قدم مسجد شهيتليك (جامع الشهادة) في حي نويكولن ببرلين تشكيلة واسعة من الأطباق لزواره خلال السنوات الماضية.\nمسجد فضل عمر في هامبورغ والذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي، بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال، ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.\nوفي مدينة دريسدن أيضاً تدعو المساجد الناس للتعرف على الإسلام وإلى التبادل الثقافي. وقد أطلق مسجد المصطفى في المدينة برنامجاً يتم فيه تقديم القهوة للزوار إضافة إلى محاضرات توضيحية عن الإسلام. هيلينا فايزه/ محي الدين حسين

الخبر من المصدر