ننشر تفاصيل زيارة الرئيس السيسي للعاصمة الإدارية الجديدة

ننشر تفاصيل زيارة الرئيس السيسي للعاصمة الإدارية الجديدة

منذ 6 سنوات

ننشر تفاصيل زيارة الرئيس السيسي للعاصمة الإدارية الجديدة

قام الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بزيارة العاصمة الإدارية الجديدة احتفالًا بتدشين المرحلة الأولى منها، حيث توجه سيادته إلى مقر فندق الماسة الجديد التابع للقوات المسلحة، والذي تم الانتهاء من إنشائه بالكامل. وتفقد الرئيس الفندق بما يشمله من مبان وقاعات وإمكانات.\nوتوجه الرئيس عقب ذلك إلى قاعة المؤتمرات الرئيسية بفندق الماسة، حيث استمع إلى عرض قدمه الدكتور مصطفي مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والذي أكد خلاله حرص الدولة على تنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة وفقًا لأحدث التقنيات ومعايير الجودة العالمية، مشيرًا إلى أنها تُمثل طفرة في مجال الإنشاء والتعمير في مصر.\nواستعرض الوزير التحديات التي كانت تواجه الدولة في مجال الإسكان منذ عام 2014، والتي تطلبت وضع رؤية استراتيجية شاملة للتنمية العمرانية تشمل العمل على مضاعفة المساحة العمرانية في مصر خلال السنوات القادمة بما يضمن استيعاب الزيادة السكانية والحد من النمو العشوائي وتآكل الأرض الزراعية، وذلك بالتوازي مع العمل على تحقيق التوزان في التوزيع السكاني، وهو ما يتطلب بناء مدن جديدة في مختلف أنحاء الجمهورية، مع الارتقاء بالعمران القائم ورفع كفاءته.\nكما أوضح الوزير أن المدن الجديدة أصبحت تستوعب الآن 20% من عدد سكان الحضر بعدد يصل إلى 7 ملايين مواطن. ونوه الدكتور مصطفي مدبولي إلى أنه يتم حاليًا بناء 14 مدينة جديدة في مختلف أنحاء الجمهورية، منها ثلاث مدن على الساحل الشمالي.\nوفيما يتعلق بالعاصمة الجديدة، أوضح وزير الإسكان أن القدرة الاستيعابية للقاهرة أصبحت محدودة في ضوء ما تشهده من تكدس، مستعرضًا المعايير التي تم اتباعها في اختيار موقع العاصمة الإدارية الجديدة، والذي يمثل امتدادًا طبيعيًا لنمو القاهرة الكبرى تجاه الشرق، بالإضافة إلى قرب الموقع من محور قناة السويس.\nولفت الوزير إلى حرص الدولة على أن تكون العاصمة الجديدة مدينة عصرية ذكية حديثة تقدم نموذجًا حضاريًا وإنسانيًا يليق بمصر، مشيرًا إلى أنه تمت مراعاة توفير مواصلات النقل الجماعي والمساحات الخضراء وإنشاء مراكز للمال والأعمال، وذلك على مساحة إجمالية تبلغ نحو 170 ألف فدان، في حين أن القاهرة لا تتجاوز مساحتها 95 ألف فدان.\nواستعرض الوزير في هذا الصدد المناطق والمرافق المختلفة التي ستشملها العاصمة، ومنها 20 حيا سكنيا، ومطار، ومنطقة للمال والأعمال تضم 20 برجًا بينها أعلي برج في إفريقيا، وحي حكومي، وحي دبلوماسي، ومدينة للفنون والثقافة. كما أوضح أن تنمية العاصمة يتم على ثلاث مراحل، مشيرًا إلى أنه تم البدء في التنفيذ منذ في مايو 2016، وهو ما يعكس أن ما تحقق حتى الآن من إنشاءات تم في زمن قياسي.\nأكد الرئيس خلال اللقاء أهمية أن تمثل العاصمة الجديدة جيلًا جديدًا من المدن المصرية توفر جودة حياة مرتفعة لساكنيها وفقًا لأعلي المعايير وأحدث التقنيات، مشيرًا إلى أن العاصمة ستحقق استدامة النمو السكاني المخطط بما يحد من النمو العشوائي وما يستتبعه من مشكلات متعددة.\nكما أشار إلى أن المساحات الخضراء المخطط إقامتها بالعاصمة الجديدة تأتي في إطار الحرص على الاستفادة من مياه الصرف وإعادة تدويرها واستخدامها من أجل ري المناطق الخضراء.\nوأوضح الرئيس أن الدولة تعمل في آن واحد على معالجة عدة أوليات، وأنها تقوم ببذل جهود مضاعفة على محاور متعددة من أجل بناء دولة حديثة تحظي باحترام الجميع. كما أكد أنه من حق المصريين أن يحلموا بالمستقبل الأفضل، وأنه من الضروري تعويض ما ضاع من وقت خلال السنوات الماضية، لافتًا إلى أن بناء العاصمة الجديدة لم ولن يأتي على حساب ما تقوم به الدولة من مشروعات تنموية أخري تتمتع أيضًا بأولوية مماثلة.\nكما ناشد سيادته الجميع بأهمية الإلمام الجيد بتفاصيل الأمور قبل التطرق إلى الموضوعات المتعلقة بالعاصمة الإدارية الجديدة، منوها إلى أن الجميع سيدرك قريبًا أهمية ما يتم تنفيذه خلال هذه المرحلة في سبيل تحقيق التنمية الشاملة التي يتطلع إليها المصريون.\nوقدم خلال اللقاء أيضًا اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عرضًا حول الموقف التنفيذي للأعمال التي تنفذها الهيئة حاليًا بالعاصمة الإدارية الجديدة، مستعرضًا التصميمات المختلفة لمباني الاحياء الجاري إنشاؤها وصور من أرض الواقع ونسب التنفيذ التي وصلت إليها الأعمال الإنشائية.\nكما تطرق رئيس الهيئة الهندسية إلى المشروعات الأخرى التي تُنفذها الهيئة بمختلف أنحاء الجمهورية، ولاسيما بسيناء والمناطق الحدودية والنائية، مستعرضًا المشروعات الجاري تنفيذها في سيناء، والتي تستحوذ على نحو 32% من إجمالي عدد المشروعات التي تنفذها الهيئة الهندسية.\nوأكد الرئيس في هذا الإطار عزم الدولة على تحقيق تنمية حقيقية في سيناء، مشيرًا إلى أن ما يُبذل هناك من جهود تنموية مضاعفة يأتي في ضوء الأهمية الاستراتيجية لسيناء.\nوأشار إلى أن ما يتم إنفاقه على المشروعات التنموية بسيناء والمحافظات المجاورة وصل إلى نحو 150 مليار جنيه، بما يؤكد توجه الدولة لتحقيق تنمية شاملة بسيناء وحرصها على ضمان عدم المساس بها مستقبلًا.\nوتحدث كذلك المهندس أحمد زكي عابدين رئيس مجلس إدارة العاصمة الإدارية الجديدة عما يتم بذله من جهود لتلبية طلبات المستثمرين لإنشاء مشروعاتهم بالعاصمة الجديدة، سواء كانت جامعات ومؤسسات تعليمية أو تجمعات سكانية أو تجارية، مؤكدًا الحرص على تلبية طلبات جميع المستثمرين.\nوتناول كذلك التصميمات والمخططات التي تم اعتمادها لمد العاصمة الإدارية بالمرافق اللازمة وبشكل مستدام، فضلًا عن التنسيق الجاري مع الوزارات والجهات المعنية من أجل تنفيذ هذه المرافق.\nوأكد الرئيس في هذا الصدد أن تكلفة إنشاء العاصمة الإدارية تم إعدادها والتجهيز لها بشكل كامل، مشيرًا إلى أن الطلب على الأراضي في العاصمة الجديدة يتزايد من جانب المستثمرين ويغطي تقريبًا كافة المساحة المتاحة. وقد وجه السيد الرئيس في هذا السياق بمعالجة جميع الإشكاليات المتعلقة بتوفير التمويل اللازم لإدخال المرافق المختلفة إلى العاصمة الإدارية. وكلف سيادته المهندس إبراهيم محلب بالإشراف على معالجة هذه الإشكاليات بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية.\nكما أشار الرئيس إلى أن فلسفة العمل بالعاصمة الإدارية هي تحقيق واقع على الأرض قبل طرح الأراضي للمستثمرين، منوهًا إلى أن المرحلة الأولي الجاري إنشاؤها ستكون قاطرة المشروع. وأشاد سيادته في هذا الإطار بوتيرة العمل السريعة التي يشهدها تنفيذ العاصمة الإدارية، مشيرًا إلى أن المشروعات الأخرى المماثلة حول العالم استغرق تنفيذها سنوات طويلة. وأوضح الرئيس أن الدولة طرحت خلال السنوات الماضية نحو 125 ألف قطعة أرض لتلبية احتياجات المواطنين، وأنه جار الآن طرح 35 ألف قطعة أرض إضافية، وهو ما يشكل معدلا غير مسبوق في توفير الأراضي.\nوقدم خلال اللقاء الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء عرضًا حول محطة توليد الطاقة الكهربائية التي تم إنشاؤها بالعاصمة الإدارية بالتعاون مع شركة "سيمنز" الألمانية، حيث أوضح أن المحطة لا يقتصر هدفها على توفير الكهرباء للعاصمة الإدارية فقط، بل يشمل مد الشبكة القومية بالطاقة الكهربائية اللازمة لجميع المناطق المجاورة، بما في ذلك محور قناة السويس. كما استعرض السيد الوزير الجهود التي تتم للانتهاء من باقي محطات توليد الطاقة الكهربائية الجاري إنشاؤها على مستوي الجمهورية، بالإضافة إلى الخطط التي تنفذها الوزارة لتطوير شبكات نقل وتوزيع الكهرباء وغرف التحكم الخاصة بها، وذلك سعيًا لجعل مصر ممرًا إقليميًا للطاقة الكهربائية.\nوأوضح الرئيس أن حجم التكلفة التي تم إنفاقها على محطات توليد الكهرباء الجديدة وتطوير شبكات النقل والتوزيع وغرف التحكم وصل إلى نحو 483 مليار جنيه، وذلك من أجل معالجة التحديات التي تولدت على مدار السنوات الماضية والارتقاء بقدرات قطاع الكهرباء لتتناسب مع احتياجات المستقبل، مشيرًا إلى أهمية استيعاب الجهد والتمويل الكبير الذي تنفقه الدولة على إصلاح قطاع واحد فقط من القطاعات الحيوية.\nوتناولت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط أيضًا خلال اللقاء حجم الاستثمارات التي تنفقها الدولة حتى نهاية العام المالي الحالي وانعكاسات هذه الاستثمارات على معدلات النمو والبطالة، حيث أوضحت أن إجمالي المشروعات التي تنفذها الدولة وصل إلى ما يزيد على 10 آلاف مشروع باستثمارات تبلغ قيمتها نحو 1.3 تريليون جنيه، وهو ما يمثل نشاطًا استثماريًا غير مسبوق من جانب الدولة في مختلف القطاعات. كما تطرقت إلى الجهود التي تبذلها الدولة لاستكمال المشروعات المتعثرة والمتوقفة منذ سنوات لأسباب مختلفة.\nوأكد الرئيس أهمية الإعداد الجيد لنقل الوزارات والهيئات الحكومية إلى العاصمة الجديدة، مشيرًا إلى ضرورة أن تساهم عملية النقل في ترسيخ ثقافة ومفاهيم عمل جديدة لتلك الوزارات والهيئات، بما يساعد على تحسين وتطوير منظومة العمل بالجهاز الإداري للدولة وتعظيم امكانياته.\nكما أشار سيادته إلى أن تأخّر اتخاذ قرار إنشاء عاصمة جديدة لسنوات أدى إلى ارتفاع التكلفة، لافتًا إلى أن تكلفة تطوير خطين فقط من مترو الأنفاق بالقاهرة تبلغ الآن نحو 50 مليار جنيه، وهو ما يعكس ضخامة المبالغ التي يجب أن تنفقها الدولة اليوم على تطوير البنية الأساسية بالمقارنة بالسابق.\nوفي ختام اللقاء شهد الرئيس مراسم توقيع عقد إنشاء المنطقة المركزية للمال والأعمال بالعاصمة الجديدة مع إحدى كبري الشركات صينية المتخصصة في هذا المجال.\nوتوجه الرئيس عقب ذلك إلى المنصة الرئيسية بوسط العاصمة الإدارية، حيث استمع سيادته إلى شرح على أرض الواقع من وزير الإسكان  ومدير إدارة الأشغال العسكرية حول المشروعات والاحياء المختلفة الجاري إقامتها بالعاصمة الإدارية. كما قام الرئيس بوضع حجر الأساس الخاص بتدشين العاصمة الإدارية، وذلك بمشاركة عدد من الشباب. \nكما تفقد الرئيس عددًا من الطرق والكباري والمواقع بالعاصمة الجديدة، بما في ذلك موقع إنشاء كاتدرائية "ميلاد المسيح"، بالإضافة إلى الحي السكني الثالث، حيث تفقد سيادته إحدى الوحدات السكنية كاملة التشطيب بالعمارات المنتهي إنشاؤها بشكل كامل، وكذا الحي الحكومي وما يشمله من إنشاءات خاصة بمقر رئاسة مجلس الوزراء ومجلس النواب والوزارات المختلفة.

الخبر من المصدر