مواقف سودانية ... وقراءة في وقتها

مواقف سودانية ... وقراءة في وقتها

منذ 6 سنوات

مواقف سودانية ... وقراءة في وقتها

دائما ما تتحرك سياسات الدول فى اتجاه مصالحها على قواعد أراها حاكمة فى العلاقات الدولية ومن منطق توازنات القوى التى اصبحت تعنى الكثير اﻵن خاصة فى ظل النظام العالمى الجديد الذي لم يستطع أن يغير شيئا فى معطيات النظريات السياسية وخاصة فى معايير المصالح التى ما زالت تحكم العالم منذ تربع الوﻻيات المتحدة الامريكية على زعامة العالم بالمعنى الواسع لتلك المرحلة التى اصبحت هناك شراكات ومصالح كلها تدور فى فلك الرأسمالية الطاغية لدرجة جعلت فوكوياما السياسى والمنظر اﻻمريكى يقول متباهيا بنصر بلاده ان الرأسمالية اصبحت دين العالم الجديد...ومن تبعات ذلك سيادة اقتصاديات السوق الحر وسيادة القيم اﻻمريكية وفرض تلك القيم على كافه المستويات فى جميع دول العالم الثالث .\nتلك كانت مقدمة أراها ضروريه ﻻظهار ان اﻻساس فى العلاقات الدولية المصالح المشتركة ومن هنا نستعرض بعض المواقف السودانية ناحية مصر التى تستند باﻻساس الى افكار النخبة التى مازالت تبحث عن وعودها التى لم تتحقق منذ الوصول الى الحكم في عام 1989 ... بل ان تلك المواقف من مصر ﻻتتوافق مع اﻻرث التاريخى والجغرافي والثقافى الذى يجمع البلدين منذ عقود بعيدة ﻻن المتأمل فى واقع تلك المواقف يراها ضد مصالح البلدين التى ﻻتتحقق اﻻ بالتوافق التام وتنسيق المواقف ﻻن التغييرات القادمة ستكون تداعياتها كارثية على البلدين وخاصة فى محيطنا اﻻقليمى واﻻستراتيحى لمصر والسودان وأقصد هنا تعملق اثيوبيا وتحرك المواقف السودانية نحو تأييد سد النهضه بل والتحالف مع اثيوبيا وتوقيع اتفاقيات شراكة اقتصادية وكذلك توقيع اتفاقية للدفاع المشترك ومن المعروف أن تلك المواقف فى تصورى لم يتم بناؤها على أسس سليمة مما يؤدى الى وجود عقبات مستقبليه وتاريخ العلاقات بين البلدين يشهد على تذبذب تلك العلاقات وتراجعها أحيانا ونموها وتطورها في أحيان اخرى .\nحاصل الموقف السودانى فى تلك المسألة يشير إلى اﻻنحياز الكامل ﻻثيوبيا وفق معطيات يراها النظام السودانى فى صالحه منها تعديد فوائد سد النهضة واستمرار تفعيل الشراكة بين البلدين يدعم موقف النظام السودانى دوليا وخاصة فى ظل تمتع النظام اﻻثيوبى بدعم امريكى وغربى واسرائيلى واضح يضمن للسودان قبوﻻ دوليا بعد سنوات طويلة من اﻻنعزال والعقوبات التى تم رفعها منذ أيام من قبل امريكا.. وأقصد هنا العقوبات اﻻقتصاديه وقريبا رفع اسم السودان من الدول الراعيه للارهاب في العالم ...تلك توازنات النظام السودانى وله كل الحق فى تبنى مايراه يحقق مصالحه ولكن شريطة اﻻ تؤثر تلك السياسات فى مصر التى كانت ومازالت تنظر للسودان على انها تمثل العمق الاستراتيجي واﻻمنى وذلك عبر التاريخ ..لذلك فان تغليب واقع التعاون هو اﻻصل والسيناريو اﻻقرب للحدوث مهما حدث ﻻن الروابط بيننا اكبر من العبث بها وخاصة ان ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا .

الخبر من المصدر