ما أسرار تعيين زعيم كوريا الشمالية شقيقته الصغرى في أعلى المناصب؟

ما أسرار تعيين زعيم كوريا الشمالية شقيقته الصغرى في أعلى المناصب؟

منذ 6 سنوات

ما أسرار تعيين زعيم كوريا الشمالية شقيقته الصغرى في أعلى المناصب؟

انشغل خبراء في تفسير الدوافع وراء تعيين الشقيقة الصغرى للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ يو، مرشحا للمكتب السياسي للحزب الحاكم : هل هي تشديد قبضته على السلطة؟ أم تجديد دماء الحزب؟.\n وبينما ذهب البعض إلى أن الضغوط الدولية المتزايدة  التي يتعرض لها زعيم البلاد، شقيقها كيم جونغ أون، تدفعه لتعزيز قبضته العائلية على مفاصل السلطة العليا، تحدث محللون آخرون عن ضرورة تجديد دماء الحزب الحاكم وتطعيمه بقيادات فتية. \nRT  حاولت رسم تصور، وفهم كيف يمكن أن يتغير المشهد السياسي لكوريا الشمالية مع ظهور هذه الفتاة اليافعة  في صفوف النخبة الحاكمة.\nزعيم كوريا الشمالية يعين شقيقته الصغرى بمنصب كبير في الدولة\nوكانت الجلسة الموسعة للجنة المركزية لحزب العمال الكوري الحاكم، قد وافقت على ترشيح الشقيقة الصغرى لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ - أون كعضو في المكتب السياسي. كما تمت ترقية أكثر من عشرة كوادر حزبية في التعيينات الجديدة وتسليمهم مناصب رفيعة.\nفعلى الرغم من أن سلالة كيم، حكمت كوريا الشمالية منذ خمسينيات القرن الماضي، وعيّنت أقارب رئيس الدولة في أعلى المناصب في الدولة على مدى أكثر من نصف قرن من هيمنتها على السلطة، إلا أن تسمية شابة يافعة لمنصب رفيع ومؤثر، بقي أمرا نادرا في المشهد السياسي في بيونغ يانغ.\nبعد وفاة كيم جونغ إيل، عام 2011، تسلّم مقاليد الحكم ابنه الأصغر، كيم جونغ أون، بعد أن كان أخوه الشقيق كيم جونغ تشول (المولود في عام 1981)، الشقيق الأكبر للزعيم الحالي لكوريا الشمالية، قد تخلى طوعا عام 2009، عن حقّه بالسلطة،  كما أن كيم جونغ نام (المولود عام 1971) الأخ غير الشقيق لكيم جونغ-أون اغتيل في ظروف غامضة في كوالالمبور في 13 فبراير/شباط الماضي، وفقا للتحقيق الماليزي.\nوفقا لبعض وسائل الإعلام، ظهرت كيم يو جونغ لأول مرة إلى العلن يوم 22 مارس/آذار 2014 في العاصمة في حفل لفرقة "مورانبون". ويومها وصفت الوكالة المركزية الكورية للأنباء، التي تعبر عن الموقف الرسمي لبيونغ يانغ، الأخت الصغرى لكيم جونغ أون كواحدة من الموظفين الرئيسيين لحزب العمال الكوري.\nالمعلومات عن كيم يو جونغ، مثلها مثل الأقارب الآخرين لزعيم كوريا الديمقراطية، قليلة جدا ونادرة. ويعتقد أن عمر هذه  الفتاة ما بين 28 و 30 سنة (البيانات عن تاريخ ولادتها متضاربة: وفقا لأحد المصادر ولدت عام 1987، ووفق مصادر أخرى أبصرت النور عام 1989). وفي يناير / كانون الثاني 2014، أصبحت رئيسة الفرقة الرابعة والخمسين التابعة لمركز الحزب الحاكم، التي تشمل مهامها تقديم الدعم المادي للقوات المسلحة.\nهذا المنصب كان يشغله سابقا عم كيم جونغ أون - تشيانغ سونغ تايك الذي اعتبر الشخص الثاني في كوريا الديمقراطية، قبل أن يتم إعدامه في ديسمبر/ كانون الأول2013، بأمر من زعيم الحزب بتهمة التجسس والفساد وتعاطي المخدرات.\nفي الشهر نفسه، اختفت كيم كيونغ هي، زوجة تشيانغ سونغ تايك، وابنة مؤسس دولة كوريا الشمالية وجد الزعيم الحالي، كيم إيل سونغ، من الفضاء العام.   وقبل اختفائها في ظروف غامضة، كانت عمة كيم جونغ-أون سياسية ذات نفوذ واسع، ففي عام 2010 تمت ترقيتها إلى رتبة جنرال في الجيش، وأصبحت عضوا في المكتب السياسي للحزب. وفي 11 أبريل/نيسان عام 2012 انتخبت كيم كيونغ سكرتيرا للجنة المركزية للحزب الحاكم.\nيمثل تشيانغ سونغ تايك وزوجته كيم كيونغ مصالح الجيل السابق من النخبة السياسية لكوريا الديمقراطية. وأدى عزلهما إلى الاستنتاج أن زعيم كوريا الشمالية الشاب يرغب في التخلص أخيرا من وصاية أشخاص مقربين من والده ويريد أن يخلق ولاءات شخصية له داخل الإدارة والنخبة العليا الحاكمة في البلاد.\nووفقا لوسائل إعلام غربية، فإن كيم جونغ أون يدفع بشقيقته لمراكز أرفع وأعلى في السلطة. ففي عام 2014، انتخبت كيم يو جونغ نائبا في مجلس الشعب الأعلى.\nوفي عام 2016 أصبحت عضوا في اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري، وتولت منصب نائب رئيس أحد الأقسام.  وذكرت وكالة بلومبرغ أن شقيقة زعيم كوريا الديمقراطية هي نائب رئيس إدارة الدعاية في الحزب.\nووفقا للباحث البارز في مركز الدراسات الكورية في معهد الشرق الأقصى، يفغيني كيم، بدأ ارتقاء كيم يو جونغ سلم المناصب الحكومية، في وقت سابق بكثير من ذلك الذي ذكرته وسائل الإعلام ، وفي المستقبل، ستصبح كيم يو جونغ داعمة لحكم شقيقها الذي يثق بها ثقة مطلقة.\nوقال يفغيني كيم في مقابلة مع قناة (RT)، هذه الفتاة ليست مبتدئة ولها باع طويل في الحياة العامة والسياسة. وهي تدرك كيف يعمل الاقتصاد والإدارة العامة.  حتى في ظل والدها كيم جونغ إيل، تم إدراجها في لجنة الدفاع الوطني، التي تعد واحدة من أهم السلطات".\nويعتقد الخبير، أن كيم يو جونغ، ستقود "القوة الناعمة" داخل البلاد، بمساعدة عضو المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمل الكوري، نائب المارشال، تشوى ريونغ هو، المقرّب من أسرة كيم، وهذا السياسي يشغل حاليا رئيس إدارة التوجيه السياسي الرئيسية للجيش الشعبي الكوري.\n"على الأرجح، سوف تتولى، كيم يو جونغ، التعامل مع المنظمات العامة التي تمارس من خلالها قيادة الحزب سلطتها، هذا هي القوة الناعمة، إذا كنا نتكلم بلغة بسيطة، وهذا يشمل، النواحي الثقافية، والأنشطة الترفيهية والرياضية.  وأشار الخبير كيم إلى أن هذه الإدارات تحت إشراف تشوي ريونغ هو البالغ من العمر 67 عاما.\nوتزعم وكالة بلومبرغ، أن كيم يو جونغ، سوف تهتم بالتوجيه الأيديولوجي. وتزعم أن ظهورها في المكتب السياسي يهدف إلى تعزيز "السيطرة الأسرية على النظام".\nوفي إشارة إلى خبيرة جامعة جون هوبكنز، مايكل مادن، خلصت وكالة رويترز إلى أن شقيقة كيم جونغ-أون ستصبح في الواقع اليد اليمنى للأخ الحاكم، وستكتسب درجة النفوذ التي امتلكتها عمتها كيم كيونغ هي قبل اختفائها من الحياة العامة.\nوتعتقد وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، أن التغييرات الأخيرة في بيونغ يانغ، وترقية الفتاة كيم يو جونغ، في  السلم الوظيفي، ناجمة عن رغبة كيم جونغ - أون في تشكيل طبقة سياسية جديدة من الشباب.\nوفي الوقت نفسه، لا يزال الزعيم الكوري الشمالي يعتمد على الممثلين المخلصين للجيل الأكبر سنا.  فبالإضافة إلى تشوي ريونغ هو، يعتمد كيم جونغ أون، على العمود الفقري للسلطة، وزير خارجية كوريا الشمالية، لي يونغ هو، الذي وصف تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بـ" نباح كلب " في سبتمبر/أيلول الماضي.\nويرى الخبراء الذين التقت بهم (RT)، أن وسائل الإعلام الغربية تميل إلى تشويه صورة النظام الكوري الشمالي بشكل لا مبرر له، وتعتبره نظاما مستبدا وفي الوقت نفسه غير مستقر. ويرى الروس المتحدرون من أصول كورية ، أن ارتقاء شقيقة كيم جونغ - أون عملية طبيعية تتوافق مع التقاليد والعادات السياسية.\nو تقول إيرينا لانتسوفا، الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الأمريكية في جامعة سانت بطرسبورغ الحكومية، في حديث مع RT: "لقد شارك أفراد عائلة كيم دائما في السلطة وفي الحكومة.  ليس هناك ما يدعو للدهشة من أن شقيقة الزعيم الحالي تحاول أن تكون يده اليمنى في السياسة،   فكيم جونغ-أون يحتاج لموظفين مهنيين متفانين، "ويمكنني القول إن لديه مشاكل مع الكادر".\nويسعى كيم جونغ - أون، في رأي هذه الخبيرة، إلى تحقيق توازن مع نفوذ الجيش من خلال تقديم المدنيين إلى المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الكوري وغيره من السلطات. ويهدف هذا التدبير إلى تعزيز استقرار النظام السياسي وضمان التنمية المتوازنة للدولة.\nبدوره، يفغيني كيم مقتنع بأن صعود كيم يو جونغ، ليس مرتبطا بأي مخاوف لكيم جونغ من ظهور تحد محتمل لسلطته بين الجنرالات أو البيروقراطية الحزبية.  ويرى أن هناك سوء تقدير لمدى قوة ومناعة نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون.\nويتابع "هناك تفاصيل مهمة. إن الإطاحة بكيم جونغ أون، تعني انهيار الدولة بأكملها.  فالنخبة المناوئة لن تحصل على أي شيء من هكذا انهيار، لأن الفترة الشيوعية ستخرج من التاريخ آنذاك. لقد لاحظنا شيئا من هذا القبيل، على سبيل المثال، مع اختفاء جمهورية ألمانيا الديمقراطية".\nويعتقد الخبير أن ضغوط الغرب والتهديدات العسكرية ضد كوريا الديمقراطية فقط توحد نخبة كوريا الشمالية حول زعيمهما. وكل كادر يسعى لإظهار ولائه لكيم جونغ-أون، لأنه يدرك أنه مع تغيير النظام سيصبح على هامش الحياة السياسية.\nويختم قائلا "منذ عام 2011، عززت كوريا الشمالية بشكل كبير من قدراتها العسكرية والاقتصادية. وتعتبر الآن قوة نووية تمتلك صواريخ متوسطة وبعيدة المدى. والإصلاحات التي أجريت في مجال الاقتصاد جعلت من الممكن رفع مستوى المعيشة.  وبالتالي، فإنه ليس لدى كيم جونغ -أون أي سبب للخوف من التخمر الداخلي ".

الخبر من المصدر