معارك البطولة.. مرارة الهزيمة لا تزال فى فم الإسرائيليين

معارك البطولة.. مرارة الهزيمة لا تزال فى فم الإسرائيليين

منذ 6 سنوات

معارك البطولة.. مرارة الهزيمة لا تزال فى فم الإسرائيليين

سجّل رجال القوات المسلحة فى حرب أكتوبر المجيدة المئات من معارك البطولة والفداء لأجل تحرير أراضى سيناء من مغتصبيها، والتى لا تزال تسجل علامات مضيئة فى تاريخ العسكرية المصرية، ولا تزال ندبات تدق مرارة حسرتها فى قلوب العدو.\nوتُعتبر بطولات رجال القوات المسلحة نتيجة رئيسية لتحركات المؤسسة العسكرية بعد هزيمة «يونيو 1967» لبناء الفرد المقاتل وإعداده بشكل سليم ليخوض معركة الكرامة ويسطر ملاحم بطولية أظهرت الشجاعة والتضحية والمعدن المصرى الأصيل الذى يستمده من صفاته الموروثة عبر تاريخه الضارب فى أعماق الحضارة.\nمصر كسرت غطرسة وكبرياء الجيش الإسرائيلى فى «رأس العش».. وعشرات الأسرى يقعون عقب اقتحام مواقعهم\nوتمكنت استراتيجية القوات المسلحة من قراءة تكتيكات العدو الإسرائيلى، التى ارتكزت على الاحتماء بقناة السويس باعتبارها مانعاً مائياً، وخط بارليف الذى بلغت تكاليف إنشائه 238 مليون دولار بما يعادل نصف تكاليف إنشاء السد العالى، مع إنشاء 22 موقعاً حصيناً.\nوتُعد معركة الاستيلاء على «النقطة القوية 149»، إحدى أهم النقاط التكتيكية التى أقامها العدو، من المعارك الخالدة، حيث داهمتها قواتنا على مدار 3 أيام حتى نجحت عصر يوم 8 أكتوبر فى الاستيلاء عليها، ورفع العلم المصرى خفاقاً فوق النقطة القوية عند علامة الكيلو 149، وتكبّد العدو خسائر خلال تلك المعارك بلغت 8 دبابات و31 قتيلاً وعربة نصف جنزير و21 أسيراً، بالإضافة لـ20 سيارة استولت عليها قواتنا المسلحة.\nأما معركة «جبل المر» فهى مثال حى على ما فعله الجندى المصرى أمام أحدث الأسلحة التى يمتلكها العدو فى هذا الوقت، حيث كانت المدفعية الموجودة على الجبل مصدر اشتباك عانت منه مدينة السويس، حتى تمكنت إحدى وحدات الفرقة الـ19 مشاة من الاستيلاء على الجبل، ليضطر العدو للانسحاب فى فوضى، تاركاً عدة وعتاداً خلفه تُعرض حالياً فى «المتحف الحربى».\nويُعتبر جبل المر من الموانع الطبيعية، حيث يبلغ ارتفاعه 117 متراً، بطول 8 كيلومترات، وتحيط به «الغرود الرملية» بعمق يتراوح بين كيلو واثنين كيلومتر من جميع الاتجاهات.\nوكان يوجد بالموقع سريّتا دبابات، وسرية مشاة ميكانيكية، وسريّتا مقذوفات موجهة مضادة للدبابات، وبطارية مدفعية «25 رطل»، وكتيبة مدفعية «155 ملليمتر» ذاتية الحركة، أما قواتنا فكانت وحدات فرعية للواء الثانى المشاة الميكانيكى بدأت قصف الجبل بالمدفعية صباح يوم 9 أكتوبر، مع تمكُّن القواذف المحمولة على الأكتاف من إسقاط طائرة «سكاى هوك»، وأسر طيارها، ودارت معارك بالدبابات، وعلى مستوى السرايا لاقتحام الجبل، لتسيطر القوات تماماً على الجبل.\nمعركة «جبل المر» مثال حى على ما فعله الجندى المصرى أمام أحدث الأسلحة التى يمتلكها العدو أثناء الحرب\nومنع الاستيلاء على الجبل العدو من استخدام مرابض مدفعيته ضد قواتنا، لتصبح أجناب العدو وتحركاته معرّضة لنيران كثيفة من قواتنا المحتلة للجبل، كما تم حرمان العدو من استخدام الطائرات الهليكوبتر فى أعمال الاستطلاع.\nترك العدو العديد من الخسائر بميدان المعركة، وهى 3 طائرات مقاتلة، و10 دبابات، وعربة نصف جنزير، ومدفع «155 ملليمتر» ذاتى الحركة صالح للعمل، ومدفع «25 رطل» صالح للعمل، وعربة مقذوفات موجهة، وعشرات القتلى والأسرى، بالإضافة لمعسكر كامل مزود بجميع وسائل الإعاشة.\nأما معركة «رأس العش» فرغم أنها سبقت «حرب التحرير»، فإنها كانت درساً قاسياً للعدو، إذ اعتقد أنه لن تقوم لقواتنا قائمة بعد «النكسة»، ولكنه فوجئ بكفاءة وشجاعة قوة مصرية صغيرة فى رأس العش حطمت كبرياءه وغروره، ثم وقت الحرب جرى مهاجمتها مرة أخرى.\nتمثل رأس العش أهم نقطة قوية أقامها العدو عند الكيلو10 شمال القناة وتمثل القفل الشمالى لخط بارليف على القناة، كما أنها تؤمّن القطاع الشمالى والطريق الأوسط إلى سيناء وتمثل نقطة إنذار رئيسية، بالإضافة إلى أنها جُهزت كمركز قيادة متقدم للقطاع الشمالى لسيناء.\nوكلفت القوات إحدى كتائب المشاة بالاستيلاء على الموقع، وبنت القيادة خطة الاستيلاء على الموقع بإعادة تجميع الكتيبة والأسلحة والمعدات خلال يومَى الرابع والخامس من أكتوبر 1937 واستغلال التمهيد النيرانى وأسلحة الرمى المباشر ونيران الدبابات على النقطة الحصينة فى حين تقوم السرية الثانية للكتبية باقتحام قناة السويس من الغرب فى اتجاه القطاع الجنوبى للموقع لمهاجمته والاستيلاء عليه.\nوفى نفس الوقت تقوم السرية الأولى للكتيبة مدعمة بسرية دبابات عدا فصيلة ومعها 2 دبابة دقاقة بمهاجمة القطاع الشمالى الغربى والاستيلاء عليه بعد فتح عدد من الثغرات فى حقول الألغام بواسطة الدقاقات وأفراد المهندسين ودفع فصيلة من قيادة اللواء لإجراء هجوم خداعى فى اتجاه القطاع الشمالى الشرقى للموقع فى نفس توقيت هجوم السرية الأولى والسرية الثانية، وتحتل السرية الثانية الموقع الأول وتقدم المعاونة النيرانية للسرية الأولى أثناء اقتحامها الموقع، ويتم تعاون القوتين فى استكمال الاستيلاء عليه بالتعاون مع نيران المدفعية والهاونات ووسائل الدفاع الجوى.\nونجحت القوات بالفعل فى السيطرة على الموقع بعد قتال عنيف، ليتم قتل كل أفراد الموقع، عدا 27 فرداً تم أسر من بقى منهم حياً، ليتم رفع العلم المصرى عالياً خفاقاً على الموقع.

الخبر من المصدر