تعلّم الغزل من أجل اندماج سلس!

تعلّم الغزل من أجل اندماج سلس!

منذ 6 سنوات

تعلّم الغزل من أجل اندماج سلس!

"الحياة في ألمانيا بالنسبة للشباب اليافع من الوافدين الجدد بدون شابات كانت ستصبح أكثر صعوبة مما عليه الحال لدى الكثيرين منهم"، هكذا شرع المدرس الألماني الخمسيني شتيفان مولر بالحديث حول الدروس التي يقدمها للشباب والشابات اللذين يزورون حصته التربوية التي أطلق عليها اسم " الغزل للاجئين". ويضيف مولر أنه أقتبس الفكرة من  هورست فنزل الذي  وقدم مثل هذه الدروس. أما اليوم ونظرا لنجاح مبادرته يواصل المعلم تقديم دروسه في إحدى المدارس بحي نويكولن البرليني.\nالمدرس مولر: تعلم الغزل يساعد على اندماج أفضل\nأريد من خلال تقديم دروس في الغزل وطرقه اللطيفة التي تلقى إعجابا لدى الشابات الألمانيات أو العكس فتح باب الاندماج على مصراعيه" يقول مولر مضيفا بأن الاندماج ليس فقط تعلم اللغة والحصول على تأهيل للدخول في سوق العمل، بل أيضا التمتع بالحياة مع الشابات كوجه آخر لنجاح الاندماج في ألمانيا. ومما لاحظه مولر في حديثه مع مجموعة من الشباب المراهق في مدرسته بحي نويكولن أن موضوع التعرف على الشابات الألمانيات يحتل صدارة المواضيع، كما لاحظ أيضا أن طريقة الغزل التي يتوخاها رواد درسه لم تثمر ويتابع: " لا شك أن هؤلاء قدموا من حضارة أخرى والهوة بين الشاب والشابة شاسعة، لاسيما بالنسبة للذين أتوا  من المناطق الريفية ".\nوبخصوص أساليب الغزل التي يستعملها الشباب من الوافدين وترفضها الفتيات يقول مولر أن أبرزها "التصفير والمناداة بصوت مرتفع أو ملاحقة شابة بطريقة عنترية من أجل الفوز بها". هنا يتوقف مولر للضحك تارة والابتسام تارة أخرى وهو يتذكر طرق غزل اتبعها طلابه مع شابات سواء هنا في المدرسة أو خارجها. أما الطرق التي يؤكد عليها في حصصه فتتمثل في "التأكيد على إبراز قوة الشخصية الممزوجة باللطافة والوداعة مع شيئا ما من الفذلكة"، مضيفا: " أوصي طلابي أيضا بتصويب نظرهم في نحو أعين الشخص المقابل بشيء من الدعابة."\nطلاب في سن المراهقة يتعلمون الغزل للوصول إلى قلوب الفتيات\nالسيد مولر يتحدث مع طلابه حول الحب والجنس ومواضيع أخرى تحظى بالاهتمام وحولها اختلاف في وجهات النظر.  دروس الغزل هذه كما يقول المربي لا تخلو من الضحك والقهقهات العالية كلما تعمق في الحديث في مغازلة الشابات.\nيزور حصة المعلم التربوية الحالية 9 شبان بينهم شابتان سوريتان. هما أيضا فضوليتان وتريدان التعرف على جانب من العقلية الألمانية في الغزل والمداعبة على حد قول الشابة بسمة (اسم مستعار): "المغزى من هذه الحصة هو التعرف على طرق المغازلة في الساحة الشبابية الألمانية ومقارنتها بطرقنا نحن في المجتمع العربي".  \nالمجاملة عبارات رقيقة وقصيرة ذات تأثير سحري على الطرف الآخر، لكنها تحتاج لحرص شديد في اختيار العبارات ويجب أن تأتي في التوقيت والمكان المناسبين، فمتى تنقلب المجاملة لعكسها؟ وما هي عبارات المجاملة التي يجب تجنبها تماما؟ (07.03.2016)\nيتنهد العشاق ويرسلون زفرات الهوى مرددين حكايا الغرام وعبارتهم المفضلة في ذلك "ومن الحب ما قتل"، لكن دراسة نُشرت مؤخراً، أثبتت أنّ العشاق أوفر صحة من غيرهم كما أنّ الحب مفيد للأبدان. (09.02.2015)\nكانت الشابة بسمة البالغة 19 ربيعا تتكلم إلينا  مبتسمة، وقد أخذ محياها يحمر شيئا فشيئا من الخجل كلما طال الحديث بيننا، وحول نصائح أستاذهم مولر تقول:" أرى أن طرق الغزل الألمانية مقبولة لأنها لطيفة وتتسم بالدعابة  ويغلب عليها الطابع المرح على عكس طرق شبابنا الذي كثيرا ما تكون فاضحة وتتسم بالمجون المفرط مثل المبالغة في الشعور العاطفي والعنتريات."\nسامر (اسم مستعار) شاب دمشقي عشريني يزور هو الآخر نفس الحصة. يقول سامر حول الطريقة التي يقدمها لهم الاستاذ مولر: " أرى الطرق التي ذكرها لنا الأستاذ لطيفة، لكني اعتبرها أنثوية، فحينما أريد التغزل مع شابة لا ينبغي علي اظهار الجانب الرجولي". وحول تجاربه في الغزل مع الشابات الألمانيات في المدرسة أو خارجها يقول سامر:" باءت كل تقنيات الغزل التي وظفتها في مغازلة الشابات بالفشل.\nومن خلال الدروس التي يقدمها لنا الأستاذ في وقت فراغه أدركت سبب الخيبات".  كان سامر يتحدث ضاحكا وهو يرمي بنظره إلى رفاقه في الفصل. ثم حدق في أحدهم بجانبه قائلا:" لا تضحك هكذا.. أنت الآخر لم تفلح في الحصول على نتيجة بالطريقة الريفية الخشنة.. الشابات هنا يعشقن رهافة الحس والنظرات الناعمة".  ما انتهى سامر من كلامه حتى أخذ الجميع يضحكون بأصوات عالية ما جعل السيد مولر هو الآخر يضحك رغم عدم فهم محتوى الكلام الذي قيل بالعربية.\nطلال مهاجرون يتعلمون ثقافة الألمان في الغزل\nأشرف (اسم مستعار) هو الآخر من زوار حصة الغزل التي ينظمها مولر مرة في الأسبوع. يقول أشرف حول الغاية من زيارة الحصة:" أريد أن أتعرف على شابة ألمانية شقراء، أرى الطرق والحيل والنصائح التي يعطيها لنا الأستاذ في قالب مرح  هامة حتى لا تفكر الشابات بأننا عنيفون". ويرى أشرف أن فن المغازلة في ألمانيا يختلف جذريا عن الطرق المألوفة لديه. وعلى عكس سامر يرى أشرف بأن الطريقة التي يقدمها السيد مولر ليست أنثوية بقدر ما هي حضارية، ويضيف:" على المر ء ان يظهر جانبه الإيجابي حتى يطمئن الطرف المقابل."\nفي حديث DW عربية مع السيد مولر علمنا أن كثيرا من الطلاب العرب في المدرسة، لاسيما الشابات يردن  زيارة هذا الفصل إلا أن الأولياء يرفضون ذلك رفضا باتا مثل أبو أسعد الحلبي الذي التقيناه أمام مبنى المدرسة وقال لنا: " أنا على دراية بالحصة، إذ سبق في أحد اجتماعات أولياء الطلاب أن تم التعريف بها وبمنافعها على أساس أنها أحد أوجه اندماج الشباب والشابات في المجتمع الألماني"، غير أن الحلبي يرفض مشاركة ابنه في الحصة لأن دروسها "ليست تربوية ولا تتناسب مع عمر الشباب في سن المراهقة" حسب رأيه مضيفا: "قد يكون ذلك سببا في  فشلهم الدراسي إذا ما شرعوا يطبقون طرق الغزل هنا وهنا".\nالكثير من اللاجئين يعول على المستشارة الألمانية في إيواء أكبر عدد ممكن ممن فروا من أعمال الحرب وظروف العيش القاهرة للاستقرار في ألمانيا. لكن أعمال التحرش الجنسي التي قام بها مؤخرا لاجئون في كولونيا جلبت للمستشارة ميركل سيلا من الانتقادات وحملت سياستها مسؤولية ما حدث.\nزعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ هورست زيهوفر وجد في اعتداءات الأجانب في كولونيا على نساء ألمانيات ليلة رأس السنة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا.\nبعد أحداث كولونيا هبت كثير من الأحزاب للمطالبة بتعديل القوانين لتسهيل ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جنايات، غير أن زعيم حزب الخضر تشيم أوزدمير اعتبر أن القوانين السائدة كافية لمعاقبة من يخل بالقانون. في المقابل طالب حزب الخضر بدعم الشرطة والعدالة بالموظفين والتجهيزات.\nيوليا كلوكنير زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية رينانيا بلاتينا اعتبرت أن نسبة لا يستهان بها من الرجال المنحدرين من دول عربية لا تحترم المرأة. وتطالب كلوكنير باعتماد وثيقة تفاهم مع كل لاجئ تضبط الحقوق والواجبات لخدمة الاندماج.\nالرئيس يواخيم غاوك الذي سبق له أن زار مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن حث المواطنين على ضبط النفس وحذر من الترويج لصورة عدائية للإسلام.\nأعمال التحرش التي مارسها لاجئون في كولونيا قوت جناح المبادرات الشعبية المناهضة للأجانب مثل حركة بغيدا التي تظاهر أنصارها لوقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.\nأيمن مازييك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا حذر من وضع المسلمين تحت شبهة عامة، وقال بأنه لا يمكن ربط أعمال كولونيا بالدين أو الوطن الأصلي، معتبرا أن الجناة كانوا شبانا يتحركون تحت تأثير الكحوليات.\nتجاوز عدد الشكاوى التي تلقتها الشرطة في كولونيا 500 شكاية غالبيتها من نساء تعرضن للتحرش الجنسي. وخرجت بعض النسوة للاحتجاج ضد ما حصل لشجب كل أشكال التحرش والعنصرية.\nلاله أكغون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهي من أصول تركية اعتبرت أن المتحرشين ضد النساء أمام محطة القطار الرئيسية بكولونيا يعانون من الكبت في بلدانهم الأصلية، وفي ألمانيا بلاد الحرية أطلقوا العنان لهواجسهم الشخصية. وتقول أكغون إن هؤلاء الرجال يحملون صورة عدائية ضد المرأة.

الخبر من المصدر