كيف تتعامل تونس مع أزمة المهاجرين؟

كيف تتعامل تونس مع أزمة المهاجرين؟

منذ 6 سنوات

كيف تتعامل تونس مع أزمة المهاجرين؟

الموقع الجغرافي لتونس في أقصى شمال إفريقيا يجعلها نقطة انطلاق للمهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. غير أن هذا البلد ليس بلد العبور الرئيسي للمهاجرين، حيث أن 0.5 بالمائة فقط من المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا بطريقة غير قانونية عبر البحر المتوسط في عام 2016 جاؤوا من تونس. وقال الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، إن أكثر من 1000 من المهاجرين التونسيين غير القانونيين عبروا من تونس إلى إيطاليا في عام 2016.\nأعلن مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمنافسة على منصب المستشارية مارتن شولتس، رفضه لإقامة مراكز استقبال لاجئين في شمال إفريقيا. فيما أبدى زعيم الحزب البافاري تمسكه بوضع حد أقصى للاجئين القادمين إلى ألمانيا. (01.03.2017)\nتختتم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل جولتها في شمال إفريقيا التي تستغرق يومين بإجراء محادثات في تونس بشأن أزمة اللاجئين وسبل التعاون الممكنة. (03.03.2017)\nوقد تأثرت البلاد بشدة من الحرب الأهلية في ليبيا، وبحسب منظمة مشروع بورغن المتخصصة في الأمن الغذائي العالمي، فقد دخل نحو 991 ألف شخص من ليبيا إلى تونس، و بعد ذلك عاد سبعة وسبعون في المئة منهم إلى ليبيا. وبحسب المنظمة فإن العديد من اللاجئين الليبيين كانوا من الطبقة المتوسطة، وكانوا من الذين يعيشون بمفردهم، ولم يكونوا يحتاجون بالضرورة إلى مساعدة المنظمات غير الحكومية أو منظمات الإغاثة. ويوجد في تونس بعض اللاجئين السوريين أيضاً، وبلغ عددهم عام 2016 حوالي 600 لاجئاً وفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.\nفي عام 2011، أقامت تونس مخيم شوشة للاجئين بالقرب من الحدود الليبية. ولجأ للمخيم 300 ألف لاجئ من 22 جنسية مختلفة بسبب الحرب الأهلية في ليبيا، وفي عام 2013، أغلقت الأمم المتحدة المخيم وتم نقل السكان إلى مناطق أخرى من تونس.\nووفقاً لمؤسسة روزا لوكسمبورغ، توجد شبكات بين تونس والصحراء الإفريقية الكبرى، "حيث يتم تهريب الشابات إلى تونس للعمل كخادمات للأسر الغنية، ولا سيما في العاصمة تونس وصفاقس". وتزعم المؤسسة أنه "لا تتم مراعاة حقوق أولئك النساء اللواتي تصبحن تحت رحمة أصحاب العمل".\nمخيم أممي على الحدود التونسية لليبية، أرشيف\nمع انطلاق الثورة التونسية عام 2011، أصبح هناك فراغ أمني على حدود البلاد، ما أدى إلى زيادة مؤقتة في معدل الهجرة غير النظامية، حيث وصل 28 ألف تونسي إلى الحدود البحرية الإيطالية في مطلع عام 2011، وفقاً للسلطات الإيطالية.\nوبسبب الاقتصاد النامي لتونس توجه بعض المهاجرين التونسيين إلى أوروبا للبحث عن عمل. وفي هذا العام وصلت ما تسمى بـ "قوارب الأشباح" من تونس إلى الجزر الواقعة في جنوب إيطاليا حاملة مهاجرين تونسيين، حيث وصل نحو 3000 مهاجر تونسي إلى جزر صقلية أو لامبيدوزا أو لينوسا في الشهرين الماضيين.\nاتفاقية بين تونس والاتحاد الأوروبي\nوقد عقد الاتحاد الأوروبي اتفاقيات مع تونس للحد من الهجرة غير القانونية. ومن أبرز هذه الاتفاقيات هي اتفاقية الشراكة في مجال التنقل، التي وقعت في عام 2014. ووفقاً للاتفاق، سيوفر الاتحاد الأوروبي فرصأ أكبر للهجرة القانونية لسكان بعض الدول ومنها تونس، وإتاحة الفرصة أمام المواطنين التونسيين للحصول على تأشيرة دخول إلى الاتحاد الأوروبي. في المقابل، ستبذل تونس المزيد من الجهود لمكافحة الهجرة غير القانونية.\nفي عام 2016، أطلق الاتحاد الأوروبي برنامجاً بقيمة 11.5 مليون يورو لخلق فرص اقتصادية في تونس ومكافحة الهجرة غير القانونية، وكان الهدف منه أيضاً دعم إدماج المهاجرين في سوق العمل التونسي.\nبدأت احداث "الربيع العربي" في تونس بمدينة سيدي بوزيد بعد أن احرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا على مصادرة عربته مصدر رزقه، فخرج الشباب والعاطلون عن العمل وعمال النقابات متظاهرين محتجين ونجحوا في وقت قياسي في اسقاط حكومة زين العابدين بن علي الذي فرّ من البلد الى السعودية .\nارسى التغيير في تونس ديمقراطية ودستورا جديدا شاركت في صياغته مختلف القوى السياسية. ونجحت القوى الإسلامية متمثلة بحزب النهضة بالفوز في الانتخابات التشريعية لكنها فشلت في تحقيق مطالب الشعب. وفي انتخابات 2014 نتحقق التغيير الديمقراطي وفازت أحزاب جديدة في البرلمان، رغم ذلك ما زالت فئات كبيرة من الشعب ترى أنها لم تنل أي نصيب من "الكعكة الديمقراطية".\nأراد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011 الاحتفال بيوم الشرطة التقليدي ومنع التظاهرات خوفا من شرارة قد تقود إلى انتفاضة ضد حكمه، رغم ذلك خرجت تظاهرات حاشدة عمت مدن مصر ونادت بإسقاط نظام حكم مبارك الذي تربع على راس هرم السلطة لثلاث عقود.\nالتغير في مصر أوصل "الإخوان المسلمين" ومحمد مرسي إلى الحكم، لكن فئات كبيرة من الشعب استاءت من تعامل "التنظيم الإسلامي" مع السلطة وخرجوا بالملايين مدعومين من الجيش مطالبين بإسقاط "حكم الإخوان". البعض عد ذلك "نكسة للديمقراطية" فيما وصفه آخرون بـ"العملية التصحيحية".\nمر الربيع العربي في ليبيا بشكل مختلف تماما عن تونس ومصر، إذ لم تستطع القوى المدنية إنهاء حكم معمر القذافي الذي قمع الثورة بشتى الطرق، وسرعان ما تحولت الثورة بعد ذلك إلى صراع مسلح تمكن فيه "الثوار" بمساعدة قوات الناتو من قتل القذافي واسقاط نظامه، لكنهم عجزوا بعدها عن الاتفاق على نظام بديل.\nالعملية الديمقراطية في ليبيا بدأت وما زالت متعثرة حتى اليوم رغم الاتفاقات الكثيرة التي حصلت بين الأطراف المتصارعة. ومنذ صيف عام 2014 تتنافس حكومتان إحداهما في طرابلس والأخرى في الشرق على إدارة البلد. وفي تطور جديد أعلن المجلس الرئاسي الليبي هذا الشهر عن تشكيل حكومة وفاق وطني جديدة، في إطار خطة الأمم المتحدة لتوحيد الفصائل المتناحرة في ليبيا.\n"الربيع العربي" ربيع الشباب في اليمن، انطلق في شباط/ فبراير 2011، مطالبا بإنهاء حكم علي عبد صالح الذي استمر لأكثر من ثلاثين عاما. وبعد ضغط محلي وخليجي كبير وافق صالح على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي وغادر اليمن في كانون الثاني/ يناير 2012.\nنفي علي عبد ألله صالح من اليمن لم ينه نفوذه في البلد. وبقيت فئات من الشعب والجيش موالية له عشائريا وسياسيا. في 2015 نجح "الثوار" الحوثيون وبالتعاون مع قوات موالية لصالح في نزع السلطة من الرئيس هادي، ما جعل دول الخليج وبقيادة السعودية تدخل حربا مباشرة لإعادة السلطة لهادي.\nتظاهرات الربيع العربي بدأت سلمية في سوريا في مارس/ آذار 2011 مطالبة بإنهاء سلطة حزب البعث و حكم عائلة الأسد المستمر منذ عام 1971. لكن بشار الأسد واجه "التظاهرات" بإصلاحات "شكلية" تضمنت منح الأكراد بعض الحقوق ورفع حالة الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة، فيما واصل قمعه للمحتجين وبدأ بشن عمليات عسكرية ضدهم.\nبعد أشهر من الاحتجاجات اتخذ الربيع العربي في سوريا منحى آخر وأصبح البلد يعج بكثير من الفصائل المسلحة التي فشلت في توحيد صفوفها ضد النظام. الفراغ الأمني والسياسي في سوريا هيأ الأجواء لتنظيمات مسلحة ذات توجهات إسلامية إيدلوجية متطرفة، مثل تنظيم "داعش"و" النصرة" للسيطرة على مناطق واسعة من البلد.\nفي البحرين بدأت الاحتجاجات في شباط / فبراير 2011 في ساحة اللؤلؤة ونادت بتغييرات سلمية وإصلاحات سياسية لصالح الأغلبية الشيعية في البلد وإنهاء سيطرة العائلة المالكة على الحكم وسلطة مجلس الوزراء التابع لها، ما أثار حفيظة دول الخليج وخاصة السعودية فأرسلت قوات تحت مظلة قوات درع الجزيرة وقمعت الحركة، لكن الاضطرابات ما زالت تتفجر من وقت لآخر.\nبعد مرور خمسة أعوام على " الربيع العربي" لم يتبق من هذا التغيير إلا بعض النقاط المضيئة، كما في التجربة التونسية وبعض الامتيازات للشباب في مصر. اما ليبيا واليمن وسوريا والبحرين فما زالت ابعد ما تكون عن الاستقرار، والمستقبل فيها يبدو بلا افق مضيء. نتاج الربيع العربي قوافل من النازحين ، وملايين اللاجئين يتدفقون على اوروبا والمانيا على وجه الخصوص.

الخبر من المصدر