سيناريوهات محتملة لاستفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق

سيناريوهات محتملة لاستفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق

منذ 6 سنوات

سيناريوهات محتملة لاستفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق

"اليوم يحسم إقليم كردستان العراق مصير 5.6 مليون كردي، في استفتاء الانفصال التاريخي الذي يواجه اعتراضات كثيرة، من الدول المجاورة، لكنه يُمهِد الطريق لإقامة دولة كردية".\nحيث سيجري الاستفتاء في مناطق متنازع عليها بين أربيل وبغداد، بما في ذلك محافظة كركوك الغنية بالنفط والمختلطة عرقيًا.\n"اللجنة الانتخابية" ذكرت أن إجمالي عدد من يحق لهم التصويت في كردستان والمناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمالي العراق يبلغ 5.6 مليون شخص، غير أن غالبية الذين سيدلون بأصواتهم يعبرون عن مخاوفهم من تبعات هذه الخطوة، حيث تسود أجواء من الترقب الحذر، خشية اندلاع اضطرابات، تدعمها تحذيرات متتالية من دول الجوار التي تعارض هذا المقترح بشدة.\nتخوفات دول الجوار ارتبطت بعدة سيناريوهات نظرًا لأنها لن تكون في مصلحة أي دولة عربية أو إقليمية، بل ستصب في مصلحة إسرائيل:\n"احتمال مستبعد" لأن الشعب الكردي ينتظر منذ عقود إجراء ذلك الاستفتاء ليظهر للعالم أجمع أنه موافق على الانفصال عن العراق، وإعلان الدولة الكردية المستقلة، وفي حال جاءت النتيجة بالرفض، فإن ذلك سيكون من شأنه الحفاظ على وحدة واستقرار العراق.    \nفي حال وافق الشعب الكردي على الانفصال عن العراق، سيبدأ رئيسه "مسعود بارزاني" في إجراءات الانفصال القانونية مع الحكومة العراقية أولًا، ثم مع الهيئات الدولية، تمهيدًا لإعلان الدولة الكردية، والاعتراف بها في الأمم المتحدة.\nوهذا السيناريو لن يكون في مصلحة أي دولة عربية أو إقليمية، وسيصب في مصلحة إسرائيل فقط التي ترتبط بعلاقات جيدة مع الإقليم، وستتعزز علاقاتهما، حال إعلان كردستان "دولة"، بل إن تل أبيب ستكون أول من يعترف بالدولة الكردية الجديدة، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي لدول المشرق العربي التي ستحاط بكردستان شمالًا، وإسرائيل جنوبًا.   \nهذا السيناريو سيحدث حال موافقة الشعب الكردي على الانفصال، وإرجاء إعلان الدولة الكردية ربما لسنوات قادمة، وهو ما لوّح به رئيس هيئة الاستفتاء الكردية هوشيار زيباري (وزير خارجية العراق الأسبق)، حيث أكد أن إجراء الاستفتاء لن يتبعه مباشرة إعلان الدولة الكردية، لأن الخطوة الأخيرة تخضع للعديد من الحسابات الإقليمية والدولية.\nوسيكرر الوضع القانوني للسلطة الفلسطينية، حيث سيمتلك إقليم كردستان شعبًا، وسلطة حاكمة، وتمثيلًا دبلوماسيًا في بعض الدول عبر قنصليات كردية، ولكنه لن يعلن كدولة مستقلة معترف بها دوليًا.\nوربما يكون هذا السيناريو الأقرب للواقع، لأنه سيحقق مصالح جميع الأطراف.\nففي كردستان، سيكون بارزاني قد نفّذ تعهده بإرجاء الاستفتاء لاحتواء الغضب الشعبي المتصاعد ضده، وسيبقى العراق دولة مُوحدة نظريًا فقط.\nالسيناريو الرابع- إعلان الدولة وعدم الاعتراف بها دوليًا:\nسيحدث حال الموافقة على الانفصال، حيث سيلجأ "بارزاني" للهيئات الدولية للاعتراف بها كدولة كردية، بيد أن تلك الهيئات ترفض تحريض من الدول الكبرى، كالولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وألمانيا، التي ترتبط بعلاقات وثيقة بالشعب الكردي، وربما ترى تلك الدول أن الوقت غير مناسب الآن لإعلان الدولة الكردية". \nوبالتالي، فإن قرار إعلان الدولة الكردية ليس قرارًا كرديًا، أو عراقيًا، أو حتى عربيًا، بل هو قرار دولي سيخضع للعديد من الصفقات والمساومات السياسية بين عدة قوى إقليمية، كتركيا وإيران، ودولية، كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ما يمثل صعوبة على مسعود بارزاني.\nأثار الاستفتاء انزعاج (تركيا وإيران وسوريا) بسبب مخاوف من إمكانية تشجيع الأقليات الكردية في تلك البلدان على الانفصال.\nليخرج الرئيس التركي عقب تلك الخطوة، ويؤكد أن استفتاء انفصال الإقليم عن العراق فاقد للشرعية، ولن نعترف به، وهو بحكم الملغي من حيث نتائجه. \nفي الوقت نفسه، حذرت الأمم المتحدة من "التأثير المحتمل لزعزعة الاستقرار"، بينما قالت الولايات المتحدة: إن "الاستفتاء يمكن أن يؤجج الاضطرابات الإقليمية ويشتت الانتباه عن الحملات الجارية لدحر تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا".\nليس هذا فحسب، بل أعلنت إيران إغلاق حدودها البرية مع الإقليم ووقف الرحلات الجوية بطلب من حكومة بغداد، وذلك بعد تحذيرات من إجراء الاستفتاء حول استقلال الإقليم، قائلة: إنه "سيؤدي إلى تكريس الخلافات بين الأحزاب الكردية وتصعيد التوترات في هذه المنطقة".   \nووفقًا لبيان رسمية، فإن الأكراد الذين لم يسبق لهم أن عاشوا تحت سلطة مركزية ينقسمون إلى عدد لا يُحصى من الأحزاب والفصائل والحركات، مُوزعة على أربع دول، وعادة ما تكون تلك الأحزاب عابرة للحدود، وتناصب بعضها العداء اعتمادًا بالخصوص على تحالفات كل منها مع الأنظمة المجاورة.\nلطالما عُرف عن الأكراد أنهم شعب بلا وطن، حيث تتراوح أعدادهم بين 25 و35 مليون نسمة، ويتمركزون بشكل أساسي في أربع دول (تركيا وإيران والعراق وسوريا)، وهم من أصول (هندو-أوروبية)، وينحدرون من القبائل "الميدية" التي استوطنت بلاد فارس القديمة، وأسست إمبراطورية في القرن السابع قبل الميلاد.\nإضافة إلى أنهم ينقسمون ما بين أغلبية ساحقة من المسلمين السنة وأقليات غير مسلمة، وعلى أحزاب سياسية علمانية، وتتوزع مناطقهم على مساحة تبلغ نصف مليون كلم مربع، تتقاسمها أربع دول هي تركيا وإيران والعراق وسوريا.\nويختلف تعداد الأكراد باختلاف المصادر، حيث يعيش القسم الأكبر منهم في تركيا (ما بين 12 إلى 15 مليون نسمة)، ثم إيران (6 ملايين نسمة) يليها العراق (4,69 مليون نسمة) و سوريا (أكثر من مليوني نسمة)، وأخيرًا هناك أعداد كبيرة في كل من أذربيجان وأرمينيا ولبنان إضافة إلى أوروبا.\nنزعتهم للاستقلال في كردستان مُوحدة، دفعتهم إلى الانقسام في الدول الأربع وتسبب ذلك في نزاع مع الحكومات المركزية التي ترى فيهم تهديدًا لوحدة أراضيهم.\nففي تركيا، استؤنف النزاع المسلح بين القوات الحكومية وحزب العمال الكردستاني في صيف 2015، ما بدد آمال حل هذه الأزمة التي أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص منذ عام 1984.\nأما إيران، تدور بين الحين والآخر اشتباكات بين قوات الأمن ومتمردي حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك)، وذلك بعد أن شهدت الثورة الإسلامية في 1979 انتفاضة كردية قمعتها السلطات بشدة.\nوفي العراق، استغل الأكراد الذين اضطهدهم نظام صدام حسين الهزيمة التي مني بها بعد انسحابه من الكويت، وقاموا بانتفاضة ضده في 1991، وأقاموا بعد ذلك، حكمًا ذاتيًا في إقليمهم الشمالي، أُقر رسميا في 2005 بموجب الدستور العراقي الذي أنشأ جمهورية اتحادية.\nوأخيرًا وليس آخرًا، "سوريا" - حيث عانى الأكراد على مدى عقود من تهميش واضطهاد من قبل النظام البعثي، الذي رفض الاعتراف بحقوقهم، وعندما اندلع النزاع بين النظام والمعارضة في 2011 وقف الأكراد على "الحياد"، لكنهم ما لبثوا أن استفادوا من الفوضى التي ولدّتها الحرب لإقامة إدارة كردية تتمتع بحكم ذاتي في قسم من المناطق الشمالية.

الخبر من المصدر