تقسيم الميراث بـ«القتل».. حين يعمي المال أصحاب الدم الواحد

جرائم من نوع خاص عاملها المشترك ودافعها الوحيد وهو الطمع فى الحصول على المال، والرغبة فى النيل من حقوق الآخرين حتى وإن كانوا أقارب من درجة أولى، إذ يسطير فيها الشيطان على الجانى، وتدفعه شهواته لإخراج أقبح ما فيه من أجل الحصول على المال.\n «التحرير» تستعرض خلال السطور المقبلة أبرز الحوادث التى ارتكبت مؤخرا بسبب الطمع في «الميراث».\nأقدم شخص فى منطقة إمبابة بالجيزة على قتل شقيقه، وسدد له عدة طعنات فى صدره، أودت بحياته على الفور، بسبب الخلاف على الميراث.\nوتلقت الأجهزة الأمنية بالجيزة إخطارا من مستشفى إمبابة العام بوصول شاب جثة هامدة، مصابا بعدة طعنات فى صدره، قبل أن يتم إخطار النيابة التى تولت التحقيق.\nوأفادت التحريات الأمنية بأن مشاجرة نشبت بين خمسة أشقاء بسبب استيلاء أكبرهم على قيمة الإيجارات الشهرية لمحلات تجارية ورثهم، وقام على إثرها بطعن شقيقه الأصغر بسكين فسقط جثة هامدة في الحال، غارقا فى دمائه، قبل أن يتم ضبط المتهم وحبسه على ذمة التحقيقات.\nفى منطقة مصر القديمة أقدم عاطل على قتل خالة زوجته ونجلها بسبب خلافات على الميراث، قبل أن يتم ضبطه وإخطار النيابة التى أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.\nوتلقت شرطة النجدة بلاغا من الأهالى يفيد بإطلاق الرصاص داخل أحد المنازل ووجود ضحايا.\nوأفادت التحريات الأمنية بأن عاطلا أطلق الرصاص على خالة زوجته ونجلها بسبب خلافات حول الميراث ما أدى إلى مصرعهما بسبب الخلاف على منزل كان محل نزاع مع أشقائها، وبعد علم أشقائها حضروا إلى المنزل للاعتراض فنشبت مشاجرة بينهم.\nوأضافت التحقيقات أن المتهم أحضر بندقية آلية، وأطلق عدة أعيرة نارية عشوائية، أصابت شقيقة حماته ونجلها، ما نتج عنها مصرعها ونجلها فى الحال.\nفى منطقة البدرشين بالجيزة، أقدم عامل على قتل عمه بإطلاق الرصاص عليه بسبب خلافات على الميراث، قبل أن يتم ضبطه وحبسه على ذمة التحقيقات.\nوتلقى قسم شرطة البدرشين بلاغًا من الأهالي يفيد بنشوب مشاجرة وسقوط قتيل. \nوتبين وجود جثة مسن "حمدى.س" مصابة بطلقة خرطوش، دلت التحقيقات أن مشاجرة نشبت بين عائلة بسبب خلافات على الميراث تطورت إلى مشاجرة بالأسلحة النارية، قام المتهم على إثرها بإطلاق الأعيرة النارية من بندقية خرطوش ناحية عمه حتى سقط جثة هامدة.\nولقى مهندس مصرعه على يد نجل شقيقه "جزار"، بقرية برقين التابعة لمركز السنبلاوين بالدقهلية، نتيجة خلافات على الميراث.\nوتلقت مباحث السنبلاوين بلاغا من المستشفى العام بوصول "محمود.ح" 45 سنة، \nمهندس، بشركة المياه والصرف الصحى جثة هامدة، وأفادت التحقيقات بقيام نجل شقيق المجنى عليه، حامد. م، 45 سنة، جزار، بالتربص له فى أثناء عودة من المسجد، وانهال عليه بالضرب بعصا خشبية حتى فارق الحياة.\nرصاصة في قلب ابن أخيه\nفى قرية ميت جابر بمركز بلبيس بالشرقية، نشبت مشاجرة عنيفة بين شقيقين حركتها شهوة المال الذى تركه والدهما إرثاً لهما، فعزم "عبد العال.م" 60 سنة موظف على قتل أخيه، فأخرج سلاحا ناريا، وصوبه تجاهه إلا أن نجل أخيه والذى يعمل محاميا دافع عن والده بنفسه فاستقرت طلقة نارية فى صدره، سقط بعدها قتيلا فى الحال، وأصيب والده بشظايا الطلقات النارية ونُقل إلى المستشفى متأثرا بجراحه.\nوتوجه العشرات من أهالى القرية بعد الحادث إلى منزل الجانى "عبد العال.م"، احتشدوا أمامه وأحرقوا النيران فيه، فهرولت زوجته وأبناؤه بالفرار بعد أن أتت النيران على كل ما فى المنزل، فتدخلت الأجهزة الأمنية للسيطرة على الموقف، وألقى القبض على المتهم وأحيل إلى النيابة التى أمرت بحبسه.\nغاب العقل وسيطر الطمع والجشع على أصحاب القلوب الضعيفة، وبات المال هو محرك الشهوات الأولى للإنسان، لكن الدكتورة هدى زكريا، الخبيرة فى علم الاجتماع تبدي عدم استغرابها من كثرة الحوادث التي سببها الميراث.\nوأوضحت هدى أن الجريمة من أيام قابيل وهابيل، وليست جديدة على الخليقة، قائلة إنها لا تعتبر جرائم الخلاف على الميراث صدمة.\nوأضافت «زكريا» لـ«التحرير» أن المصلحة هى التى توجه السلوك فى الدرجة الأولى، وهو ما يشعرنا بالخوف، مؤكدة أن الغرباء فى كثير من الأحيان لا يكون بينهم تلك المشاحنات التى توجد بين الأقارب، لأن الأقارب « فى وش بعض علطول».\nولفتت خبيرة علم الاجتماع والنفس إلى وجود حالة مقارنة بين الأشقاء أحيانا، واستكملت بأن الخلطة العاطفية تغزو طبيعة وكواليس تلك النوع من الجرائم، متابعة: «بيحصل مقارنات لها وطأة وضغط عاطفى ونفسى على طبيعة العلاقات بين البشر».\nوأكدت وجود ما يسمى بعلاقة «الوجه للوجه» في الخلافات، وهى تلك التى تحدث نتيجة للخلاف على الإرث مثلا وأحيانا ما تلعب الزوجات دورا فى مثل تلك الخلافات والنزاعات العائلية.\nواختتمت هدى: «الكل يكون خاسرا فى جريمة الخلاف على الميراث فالأسباب متعددة كما ذكرت»،