بوجود اللاجئين..."السوق السوداء" وسيلة للحصول على موعد لدى دائرة الأجانب؟

بوجود اللاجئين..."السوق السوداء" وسيلة للحصول على موعد لدى دائرة الأجانب؟

منذ 6 سنوات

بوجود اللاجئين..."السوق السوداء" وسيلة للحصول على موعد لدى دائرة الأجانب؟

الحصول على موعد لدى دائرة الأجانب في مدينة إيسن بات أشبه بالمستحيل ويحتاج لوقت طويل. وتعد دائرة الأجانب هي الدائرة الألمانية الأولى التي ينبغي التوجه إليها، لمن تمّ الاعتراف بلجوئه، من أجل الحصول على راتب المعونة الشهرية من قبل الجوب سنتر أو للبحث عن عمل أو مسكن مثلا.\nغالبا ما يكون تحديد الموعد لدى دائرة الأجانب، عبر الصفحة الرسمية للدائرة الخاصة بكل مدينة. هذه الإمكانية لم تعد متاحة في مدينة إيسن منذ مدة طويلة كما يروي لنا –مهند (تمّ تغيير الاسم) وهو أحد المتطوعين في مساعدة اللاجئين.\nربما تكون كثرة المواعيد مقارنة مع الإمكانيات المتاحة مبررا لذلك. فمدينة إيسن، الواقعة في ولاية شمال الراين ويستفاليا، قريبة من مدينة دورتموند، حيث يوجد أكبر مركز إيواء للاجئين في الولاية. حاليا يعيش في إيسن 20 ألف لاجئ، وهي نسبة كبيرة مقارنة بأعداد اللاجئين في المدن الألمانية الكبيرة.\nمواعيد مدفوعة عبر الهواتف الذكية\nلكن يبدو أن الأمر ليس كذلك تماما، فوفقا لبحث استقصائي قامت به صحفيتان من موقع "في دي إر"، تبين أن الحصول على موعد لدى دائرة الأجانب في إيسن، ممكن و"بسرعة فائقة" ولكن عبر ما يعرف بـ"السوق السوداء"، حسبما تؤكد لينا (تم تغيير الاسم) الصحفية التي شاركت في عملية البحث في حوار خاص لها مع موقع مهاجر نيوز، مضيفة بالقول "هناك من يقوم بإعطاء المواعيد - لدى دائرة الأجانب في إيسن- مقابل المال".\nعبر برنامج الاتصالات "واتس آب" يمكن للاجئين التواصل مع الشخص الذي يقوم بـ "بيع المواعيد"، والرقم يتم تداوله علنا وخاصة بين اللاجئين الناطقين باللغة العربية.\nقبل عامين وصل إلى ألمانيا نحو مليون لاجئ، حين قررت فتح حدودها واستقبال اللاجئين الذين سلكوا طريق البلقان إلى غربي أوروبا. لكن أحداثا شهدتها ألمانيا غيرت الوضع وانتهى الترحيب الشعبي باللاجئين. مايلي عرض لبعض تلك الأحداث. (10.09.2017)\nلا يمتلك اللاجئون، المال لركوب المواصلات العامة الغالية نسبيا في ألمانيا. فانطلقت مبادرة "بطعم الحرية " في مدينة كولونيا تساعدهم على التجول في المدينة بحرية وبدون الحاجة لتذاكر المواصلات الباهظة الثمن بالنسبة إليهم. (06.09.2017)\nوفي تصريح  خطي حصل موقع مهاجر نيوز على نسخة منه، أكد المخبر عن انتشار ظاهرة "السوق السوداء" في إيسن، أن الحصول على الرقم يكون "إما عبر الأصدقاء أو الفيسبوك"، فمن خلال أحد الحسابات الخاصة بمساعدة اللاجئين على موقع فيسبوك، يمكن للاجئين الاستفسار عن إمكانية الحصول على موعد لدى دائرة الأجانب في إيسن، وعبر هذا الحساب يتم تزويد اللاجئ برقم هاتف سيدة تقوم بتوزيع المواعيد مقابل مبلغ مادي حسبما يؤكد المخبر، ويضيف قائلا "بالنسبة للسوريين، لا تختلف مدينة إيسن عن دمشق، فظاهرة السوق السوداء منتشرة بشدة هناك ويتوجب على السوريين دفع المال دوما لتسيير معاملاتهم".\nحصلت مؤسسة "في دي إر" الإعلامية على رقم الوسيط وحاولت التواصل معها بغية الحصول على موعد لدى دائرة الأجانب. في البداية تم الاستفسار عن سبب الموعد لدى دائرة الأجانب وعن الاسم، وليتم تحديد الموعد كان لا بد من دفع المبلغ المادي المتفق عليه أولا، وتم تسليم المبلغ في إحدى محطات المترو في مدينة إيسن..\nوفي اليوم التالي – مباشرة بعد تسليم المال- تم إرسال الموعد المحدد لدى دائرة الأجانب عبر رسالة خطية على "الواتس آب"، حسبما أكدت الصحفية لينا مضيفة: " تحديد الموعد تمّ بسرعة فائقة". فعادة ما ينتظر اللاجئون شهورا طويلة ليحصلوا على موعد لدى دائرة الأجانب وهو ما يؤكده أيضا كريستيان كرومبرغ المسؤول عن الشؤون التنظيمية داخل بلدية إيسن قائلاَ: "لاشك أن دائرة الأجانب في إيسن تتحمل عبئا  أكثر من طاقتها. هناك  أمور كثيرة لا يمكن حلها بهذه السرعة. وحاليا  من غير الممكن زيادة عدد العاملين في هذا الدائرة لحلّ الأمور، ما يتيح بدوره إمكانية تحديد المواعيد بشكل أسرع".\nصدمة في أوساط بلدية إيسن والتحقيق جارّ\nتواصلت لينا مع بلدية إيسن للاستفسار عن الأمر، لكن سلطة المدينة أكدت بأنها" مصدومة من التقرير الاستقصائي الذي قامت به مؤسسة "في دي إر" الإعلامية حول قضية المواعيد التي يتم حجزها مقابل المال لدى دائرة الأجانب ورفعت القضية فورا إلى مكتب الادعاء العام للتحقيق في الأمر".\n في البداية تمّ الاشتباه بمشاركة أحد موظفي دائرة الأجانب في هذه العملية، لكن هذه الشكوك لم تتأكد بعد. وجدير بالذكر أن التحقيقات بشأن بيع المواعيد في دائرة الأجانب في إيسن لازالت جارية حتى الآن.\nيقبل التمويل الأوروبي للمنظمات غير الحكومية التي استجابت لأزمة المهاجرين في الجزر اليونانية، على الانتهاء شهرآب/أغسطس. ومنذ ذلك الحين كانت الدولة اليونانية المسؤولة الوحيدة عن التعامل مع طالبي اللجوء. الا أن غياب خطة انتقال واضحة، ساهمت في ظهور ثغرات واضحة على مستوى الخدمات الإنسانية في جميع أنحاء جزيرة ليسبوس.\nموريا ليست مرفق الاستقبال الرئيسي في ليسبوس، وانما توجد مخيمات أخرى غير قادرة على التعامل مع استمرار وصول الأعدادا القليلة لطالبي اللجوء. تزايد التوتر يؤدي الى تحول الإحباط بسرعة إلى عنف وعدوانية، والصراعات بين الأفراد تتحول إلى معارك بين مختلف المجموعات العرقية.\nخارج موريا، يتم التخلص من عبوات الشامبو والمياه بالقرب من أماكن الاستحمام غير القارة أو المتنقلة. بسبب النقص في المرافق الصحية في المخيم، الكثير من الناس هناك يبحثون عن خيارات أخرى. وهم يرون أن الفشل في توفير مرافق كافية، استراتيجية متعمدة لتدهور الظروف المعيشية بالمخيم.\nأمان من إريتريا، يعتذر عن عدم قدرته على تقديم الشاي أو الماء في خيمته. انه ينتظر قرارا بشأن طلب لجوئه منذ وصوله الى ليسبوس قبل ثلاثة اشهر. "حتى في موريا توجد مشاكل كثيرة". اكتظاظ الملاجئ والتوترات بين مختلف المجموعات يولد معارك وصراعات بين أفرادها.\nطالب لجوء أفغاني يقوم بإعداد علامات احتجاج ضد الظروف السيئة والفقيرة في موريا. معظم الأفغان الذين يحتجون في ليسبوس لأكثر من عام لايزالون ينتظرون الرد على طلبات لجوئهم. غياب المعلومة، صعوبة الظروف المعيشية والخوف من الترحيل إلى أفغانستان تجعل الكثيرين من هؤلاء يعيشون في حالة قلق دائم ومستمر.\nيناقش سكان ليسبوس احتجاج الأفغان. أزمة اللاجئين تسببت في انخفاض كبير في السياحة في ليسبوس، حيث انخفضت بنسبة 75 في المائة تقريبا هذا العام مقارنة بعام 2015. كما كان للأزمة الاقتصادية في اليونان أثر كبير على الجزيرة. وبالرغم من تعاطف العديد من السكان المحليين مع احتياجات طالبي اللجوء، إلا أنهم لا يعتقدون أن اليونان قادرة على استضافتهم في الوقت الحالي.\nيحاول بعض المتطوعين بموريا، سد الثغرات الموجودة هنا. فهم يقومون بتوفير الرعاية الصحية مثلا، والتي تعتبر من المطالب الملحة للساكنة. الطبيبة الألمانية جوتا ميوالد قدمت إلى ليسبوس لمدة أسبوعين لتقديم مساعدتها، وقالت إن السبب الرئيسي في الكثير من المشاكل الصحية هنا بموريا، هو الظروف المعيشية للسكان. وقد اشتكى الموجودون في المخيمات من أن الأطباء هناك عادة ما يعطونهم مسكنات للألم بغض النظر عن آلامهم.\nفي مركز الموزاييك للدعم طالبي اللجوء يحولون - سترات الحياة - أو سترات الإنقاذ التي يتم تجميعها من الشاطئ في أكياس ومحافظ. مثل هذه الأنشطة مرحب بها لمحاربة رتابة الحياة في المخيمات، بالإضافة إلى الحصول على دخل للعالقين هنا، مثل هذه المرأة الإيرانية، ولو كان الدخل صغيرا.\nمنذ بداية سنة 2015، اضطر الوافدون الجدد إلى البقاء في الجزيرة إلى أن تتم معالجة طلبات لجوئهم. إلا أن تراكم الطلبات وعملية معالجتها المطولة لم تساعد الكثيرعلى الاستفادة منها. أكثر من 14 ألف مهاجر وصلوا إلى اليونان هذا العام، وفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين. وفي العام الماضي منحت اليونان اللجوء لحوالي 12500 شخص، في حين جاء 173 ألف لاجئ. فينسنت هايغس/ مريم مرغيش

الخبر من المصدر