الإهمال يضرب جامع «الصالح طلائع».. الأهالي: 32 مليون جنيه «صرفت» على ترميمه ذهبت مع الريح.. فيديو وصور

الإهمال يضرب جامع «الصالح طلائع».. الأهالي: 32 مليون جنيه «صرفت» على ترميمه ذهبت مع الريح.. فيديو وصور

منذ 6 سنوات

الإهمال يضرب جامع «الصالح طلائع».. الأهالي: 32 مليون جنيه «صرفت» على ترميمه ذهبت مع الريح.. فيديو وصور

نعم الله على مصر كثيرة لا تعد ولا تحصى منها تلك الآثار التى تقف شاهدة على عظمة تاريخ هذا البلد منذ آلاف السنين، وتنوع تراثه وثقافاته ما بين فرعونى وقبطى وإسلامي، وتشهد كذلك على عبقرية من شيدوها وهو ما لم تعيه الأجيال التى أتت فيما بعد، حيث تركت تلك الآثار عرضة للخراب والدمار، بدلا من الحفاظ عليها والاستفادة منها.. ومن هذه الآثار جامع الصالح طلائع بن رزيك.\n"صدى البلد" زار الجامع الذي شيد فى منتصف القرن السادس الهجرى الثانى عشر الميلادى، وتجولت بداخله وحوله لتشهد على ما يتعرض له هذا الأثر الإسلامى من إهمال متعمد بحسب خادم الجامع المعين من قبل وزارة الأوقاف المصرية للإشراف عليه، وبعض أصحاب المحال المنتشرة بميدان المتولى بالدرب الأحمر.\nيقول خادم المسجد ان الجامع يقع في ميدان المتولى ب"حي الدرب الأحمر" مواجهًا لباب زويلة - أحد أبواب السور الجنوبي لمدينة القاهرة الفاطمية، أي أن الجامع بني خارج سور المدينة الفاطمية وامر بإنشائه الوزير "أبو الغارات" الملقب بالصالح طلائع بن رزيك فارس المسلمين سنة 555ه _1160م، وكان وزيرًا فى عهد الخليفة الفاطمي الفائز بنصر الله اى قبل 11 عاما من سقوط الدولة الفاطمية.\nيضيف الخادم إذا كان الجامع الأزهر هو أول المساجد الجامعة التي بنيت في القاهرة في العصر الفاطمي، فإن جامع الصالح طلائع هو آخر هذه الجوامع وأول جامع معلق بنى فى مصر والثالث من نوعه على مستوى العالم، ورغم أنه فرغ من بنائه سنة 555 ه _1160م إلا أنه لم يصبح مسجدًا جامعا إلا بعد بنائه بحوالي مائة سنة حين أقيمت فيه أول صلاة للجمعة أيام السلطان المملوكي عز الدين.\nيتابع الخادم قائلا: بنى الجامع ليدفن فيه رأس الحسين رضى الله عنه ، إلا أن الخليفة الفاطمي الفائز بنصر الله رفض وقال "لا يكون إلا داخل القصور الزاهرة" وبني المدفن داخل القصر الكبير الفاطمي، ويوجد اليوم بقايا من المدفن بجوار جامع الحسين في حي الحسين لكن هذا الجامع حسب ما قيل يحوى الخشبة التى غسل عليها الامام الحسين كما يوجد تحت صحنه بئر ماء متفرع منه سرداب يؤدي لمسجد الحسين كما يوجد خلف المنبر شباك خلفه خندق يؤدى للقلعة.\nيواصل الخادم قائلا: الجامع بنى على مساحة 1500 متر فى منطقة حافلة بالآثار الإسلامية له ثلاث مداخل رئيسية أحيانا يستخدمها أهالي المنطقة للمرور كما له 4 وجهات حجرية شيد أسفل 3 منها مجموعة من الحوانيت بلغ ارتفاعها 4 أمتار وترتفع أرضية الجامع عن مستوى الشارع بمقدار نصف متر ويبلغ ارتفاع جدرانه 14 مترا.\nبحسب الخادم تعرض الجامع للهدم أكثر من مرة وقام الأهالى باستغلال المحال الموجودة بأسفله بشكل سيئ أدى إلى إخفاء معالمه وقد تم ترميمه وإعادة تجديده مرات عدة منذ بنائه آخرها تقريبا من 20 عاما حيث قامت منظمة اليونسكو وهيئة الآثار المصرية بترميمه بمبلغ تجاوز 32 مليون جنيه وشاركت فى افتتاحه بعد الترميم هيلارى كلينتون زوجة الرئيس الامريكى الاسبق بيل كلينتون.\nالخادم يؤكد أن الجامع يتعرض لسرقة محتوياته يشكل دائما ويضربه الإهمال والخراب بالرغم من أنه مزار سياحى حيث تأتيه وفودا من كافة دول العالم خاصة المحبين لآل البيت من ايران والعراق والبحرين وسوريا بالاضافة الى الكويت والسعودية متسائلا لماذا صرفنا كل هذه الأموال وتركنها تذهب سدى.\nيقول رضا صاحب محل مجاور للجامع إن القمامة هى اكثر شئ يلفت نظرك حين تأتي للمكان، كما أن المياه الجوفية قضت على الجامع وحين اجريت عملية ترميم للجامع تم طمس معالمه كما تم تحويل المياه التى كانت اسفله للصرف الصحى بدلا من الاستفادة منها فى زراعة ورش الحدائق العامة كما أن المحال التي كانت منتشرة حول الجامع اغلقت وتحولت لوكر للعاطلين ومدمني المخدرات متسائلا عن المسئول عن هذا الخراب الذى لحق بالجامع.\nويقول محمد صاحب أحد المحلات المجاورة للجامع ايضا كنا قبل غلق المحال من قبل الأوقاف وقبل عملية الترميم نستخدم مواتير لشفط المياه وتجفيفها تماما وننظف ما حول الجامع ونمنع انتشار القمامة والحشرات الضارة والكلاب والثعابين ولكن بعدما اغلقت المحال، لم يكن هناك بد وترك ما حول الجامع عرضة للإهمال والخراب وانتشار كل ما هو سيئ.

الخبر من المصدر