ترمب يؤكد أن التاريخ الاميركي «يمزَّق»

ترمب يؤكد أن التاريخ الاميركي «يمزَّق»

منذ 6 سنوات

ترمب يؤكد أن التاريخ الاميركي «يمزَّق»

ترمب يدين "اعمال العنف العنصرية" في شارلوتسفيل\nواشنطن: يحاول الرئيس الاميركي دونالد ترمب، الذي يواجه صعوبات كبيرة بعد تصريحاته بشأن حوادث شارلوتسفيل، نقل محور الجدل بتأكيده أن التاريخ الاميركي "يمزَّق" عبر سحب تماثيل شخصيات الولايات الجنوبية المؤيدة للعبودية.\nوتبنى ترمب في ثلاث تغريدات الخميس موقفًا حاسمًا في هذا الجدل الحساس الذي عاد الى الواجهة بعد اعمال العنف في فيرجينيا، حيث تجمع مؤيدون لفكرة تفوق البيض من اجل الاحتجاج مبدئيًا على الاعلان عن ازالة تمثال للجنرال الجنوبي روبرت اي لي.\nويرى بعض الاميركيين في هذه التماثيل التي اقيمت تكريمًا "لكونفدرالية ولايات الجنوب"، التي بدأت الحرب الاهلية خصوصًا للدفاع عن العبودية، احتفاء بماضٍ عنصري. لكنّ آخرين يعتبرون ان ازالتها تعني محو فصل كامل من التاريخ الاميركي. وجعل المدافعون عن تفوق البيض هذه القضية محور معركتهم.\nوكتب ترمب في واحدة من التغريدات "من المحزن أن نرى تاريخ وثقافة بلدنا العظيم يمزقان عبر سحب تماثيلنا ونصبنا الرائعة"، معتبره هذه الخطوة "غباء".\nوكشف استطلاع للرأي اجري لحساب الشبكات الاعلامية "ان بي آر/بي بي اس" و"نيوز آور/ماريست" ونشرت نتائجه الخميس، أن نحو اثنين من كل ثلاثة اميركيين يؤيدان بقاء التماثيل التي تمجد شخصيات من ولايات الجنوب المتحدة، في اماكنها.\nوبمعزل عن الجدل الاساسي، ساهمت العبارات التي استخدمها الرئيس الاميركي واللحظة التي اختارها للإدلاء بها في اثارة انتقادات عديدة بما في ذلك من داخل معسكره، تستنكر خصوصاً عدم ادانة المجموعات اليمينية المتطرفة بشكل واضح.\nوما زال اعضاء الحزب الجمهوري بعد خمسة ايام على مقتل امرأة في عملية دهس متعمدة قام بها احد مؤيدي النازيين الجدد، يعبرون عن استيائهم من رد فعل الرئيس.\nستسنح الفرصة لترمب لتغيير مجرى الحديث السياسي بتوجهه الى كامب ديفيد المقر الرئاسي المحمل بالتاريخ، ويبعد نحو مئة كيلومتر عن واشنطن شمالاً. وسيرافقه في رحلته هذه بصفته قائدًا للقوات المسلحة الاميركية، نائبه مايك بنس ووزير الدفاع جيم ماتيس وكل فريق الامن القومي، للبحث في الاستراتيجية الاميركية في افغانستان.\nوقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي بوب كوركر إن ترمب وبعد قضية شارلوتسفيل "لم يظهر صلابة ولا بعض صلاحياته الضرورية" لممارسة مهامه.\nولم يتردد تيم سكون السناتور الجمهوري الاسود الوحيد في التعبير عن رأيه، قائلاً: "لا شك ان اليومين الماضيين اضعفا السلطة المعنوية لهذه الادارة".\nاما نانسي بيلوسي زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب، فقد دعت الخميس الى سحب تماثيل شخصيات "كونفدرالية ولايات الجنوب" من مبنى الكونغرس.\nوقالت: "لا يمكننا تكريم التعصب العنيف لرجال الكونفدرالية في ممرات الكابيتول (مبنى الكونغرس) العريقة". ووصل الامر بالنائب الجمهوري توم روني الى الدعوة في الموقع الالكتروني "ذي هيل" الى "الكف عن تكريم القضية التي كان يدافع عنها هؤلاء الرجال".\nكشف تقرير أخير نشره "مركز قانون الفقر الجنوبي" (ساذرن بوفرتي لو سنتر) المتخصص بالحركات المتطرفة والحقوق المدنية أن اكثر من 1500 رمز للكونفدرالية ما زالت موجودة في الاماكن العامة في الولايات المتحدة معظمها في الجنوب.\nوكان ترمب وقف في صف الابقاء على هذه التماثيل في اماكنها، في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء في برجه في نيويورك الثلاثاء. وقال إن "جورج واشنطن كان يملك عبيدًا (...) هل سنزيل تماثيله؟ وتوماس جيفرسون؟ هل سنزيل تماثيله؟".\nوهو يشير بذلك الى الرئيسين الاول والثالث للولايات المتحدة، اللذين توفيا قبل حرب الانفصال (1861-1865).\nويذكر هذا الجدل بقضية اعلام الكونفدرالية التي اججها في يونيو 2015 مقتل تسعة من السود في كنيسة في كارولاينا الجنوبية بأيدي احد دعاة تفوق البيض كان يحب التقاط الصور مع هذه الاعلام.\nوفي هذه الاجواء المتوترة في الفريق الرئاسي، دافع ستيف بانون المستشار الاستراتيجي السابق المثير للجدل لترمب، في صحيفة نيويورك تايمز عن الرئيس.\nوقال إنه بتغريداته الصباحية "اوجد ترمب علاقة مع الاميركيين وثقافتهم وتاريخهم وتقاليدهم"، معبرًا عن سخريته من "اليسار الذي يريد أن يقول إن كل شيء هو عنصرية".\nوسيتوجه ترمب الجمعة من نادي الغولف الذي يمتلكه في بدمينستر بولاية نيو جيرسي الى كامب ديفيد، حيث سيبحث في امكانية ارسال قوات اضافية لمساعدة كابول على الصمود في وجه ضربات حركة طالبان، بناء على طلب الجنرالات الميدانيين.

الخبر من المصدر