استفتاء "الانفصال" في العراق.. رفض دولي وترحيب إسرائيلي

استفتاء "الانفصال" في العراق.. رفض دولي وترحيب إسرائيلي

منذ ما يقرب من 7 سنوات

استفتاء "الانفصال" في العراق.. رفض دولي وترحيب إسرائيلي

أثار قرار سلطات الإقليم الكردي، إجراء استفتاء "الانفصال" عن العراق، في سبتمبر المقبل، ردود فعل رافضة، من معظم أطراف المجتمع الدولي، في حين كانت دولة الاحتلال الوحيدة التي أعلنت دعمها للخطوة.\nوكان رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، حدد 25 سبتمبر المقبل، موعدًا لإجراء استفتاء، نتائجه غير ملزمة، أي فقط اختبار اتجاهات التصويت، إزاء الوحدة أو الانفصال.\nووصفت العديد من الدول الغربية والإقليمية، وأغلبيتها الساحقة تعارض أصلا، إجراء الاستفتاء، خطوة بارزاني بأنها ليست صائبة.\nوبالضرورة، تأتي بغداد، في صدارة الرافضين، إذ أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن إجراء الاستفتاء، سيعقد الأمور، بدلا من حل المشاكل العالقة، بين حكومته وأربيل.\nواعتبر العبادي بأن الاستفتاء "غير دستوري"، وأن الإقليم "جزء من العراق، والأكراد مواطنون من الدرجة الأولى، وسيبقون كذلك".\nكما قال وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، خلال لقائه الوفد المفاوض الخاص بموضوع الاستفتاء في بغداد مؤخرا، إن الاستفتاء "لا يصبُّ في مصلحة وحدة العراق، الذي خرج توّا، من حرب عالميَّة ضدّ تنظيم داعش الإرهابي".\nوأضاف "لم يُسمع من أيِّ بلد من بلدان العالم، دعما لخطوة الاستفتاء، والجميع يؤمنون أن وحدة العراق مُهمّة لاستقرار المنطقة".\nمؤكدا أن "الانفصال لا يصب بمصلحة أحد، وأننا نحترم رأي المواطن الكرديّ، بشرط أن يكون ضمن الدستور".\nأعربت إيران عن رفضها للاستفتاء، وفقا للمتحدث باسم خارجيتها، بهرام قاسمي، الذي قال إن موقف حكومته "واضح في هذا الموضوع، وهو دعم حماية وحدة الأراضي العراقية وسيادتها".\nودعا قاسمي إلى حل الخلافات بين بغداد وأربيل، عبر الحوار، مبينا أن العراق بحاجة إلى تضامن وطني أكثر من أي وقت مضى.\nالاتحاد الأوروبي حث في بيان صدر عنه، الإقليم الكردي، على الابتعاد عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب.\nوأكد التكتل الأوربي دعمه لوحدة الأراضي العراقية، وحل المشاكل العالقة، وفقا للدستور وعبر الحوار.\nومن برلين، قال وزير الخارجية الألماني، سيجمار غابرييل، إن بلاده تشعر "بالقلق الشديد" حيال تصريحات الإقليم الكردي المتعلقة بإجراء "استفتاء للانفصال" عن العراق.\nوصرح غابرييل أن "الأمر الوحيد الذي يمكن القيام به بهذا الخصوص، هو التحذير من اتخاذ خطوة أحادية".\nورأى أن "تعريض وحدة العراق للخطر، وحتى الرغبة في رسم حدود جديدة، ليست طريقا صحيحا، هذا سيزيد من الوضع الصعب وغير المستقر، في أربيل وبغداد".\nودعا جميع الأطراف للحوار، قائلا "لا بد من حل المشاكل بالتوافق، وعدم تأجيج الخلافات".\nونبه الوزير إلى أن الحرب على "داعش" لم تنته بعد، وأنه يمكن التغلب على المشاكل عبر الوحدة.\nطلب وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، من بارزاني، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، تأجيل تنظيم الاستفتاء، ودعاه لمواصلة الحوار مع بغداد.\nوقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، إنهم يدعمون عراقًا موحدًا ومستقرا، معتبرة أن من شأن الاستفتاء، إبعاد جميع الأطراف عن أولوية القضاء على "داعش".\nوفيما وصفت الاستفتاء بأنه "شأن عراقي داخلي"، أكدت دعم بلادها لـ"عراق موحد، مستقر وديمقراطي".\nوأفادت بأنه "لدينا أصدقاء في الشمال (في الإقليم الكردي)، ولدينا أيضا، أصدقاء داخل الحكومة العراقية؛ لكن ينبغي علينا أولا، إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، وعقب تحقيق هذا الهدف، يمكن مناقشة الاستفتاء لاحقا".\nأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن دعم بلادها وحدة العراق وأراضيها، في معرض تعليقها على عزم الإقليم الكردي إجراء الاستفتاء.\nوقالت زاخاروفا "أود أن أؤكد مرة أخرة، أن روسيا تدعم وحدة الأراضي العراقية، وينبغي تسوية المشاكل القائمة بين بغداد وأربيل عبر حوار بناء".\nأبدت تركيا مبكرا رفضها لإجراء الاستفتاء، حيث قال الرئيس، رجب طيب أردوغان، إنّ بلاده "لا تعتبر هذه الخطوة صائبة، وأبلغنا حكومة الإقليم بذلك".\nوأضاف "سيندمون على هذه الخطوة، لأن (مسعود) بارزاني وحكومة الإقليم ليسا جاهزين بعد، لهذه المرحلة، وإنّ هذه الخطوة مخالفة لمبدأ وحدة الأراضي العراقية".\nورأى أردوغان أنه "في حال أقدم الإقليم على الانفصال عن العراق، فإنّ ذلك لن يكون الأخير، إنما ستقوم فئات أخرى بعد ذلك، وستطالب بنفس الشيء".\nمن جانبه، وصف رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، قرار الإقليم الكردي بأنه "غير مسؤول" في ظل الأزمات التي تشهدها المنطقة.\nوقال يلدريم إن موقف أنقرة واضح وصريح حيال هذه المسألة، وهي تريد وحدة الأراضي العراقية، وأن يعيش الشعب العراقي معًا، تحت سقف دولة واحدة.\nوبالتالي، يضيف يلدريم، "نرى أنه من غير الصائب إحداث مشكلة جديدة في المنطقة، لأن هناك ما يكفي من المشاكل فيها".\nكما وصفت وزارة الخارجية التركية، قرار الإقليم الكردي حيال تنظيم استفتاء الانفصال عن العراق بـ"الخطأ الفادح".\nوأكدت الخارجية في بيان عنها، أن الحفاظ على سلامة أراضي العراق ووحدته السياسية، على رأس أولويات السياسة التركية الخارجية.\nوحسب البيان، فإن أنقرة نقلت قلقها وموقفها من تنظيم الاستفتاء، للحكومة المركزية في بغداد، وللإقليم الكردي، وأهم الدول الفاعلة في المجتمع الدولي.\nوشددت على أن استفتاء الانفصال لن يصبّ في صالح العراق، مثلما أنه لن يكون أيضا لصالح الإقليم الكردي.\nومحليا، دعت حركة التغيير الكردية، والجماعة الإسلامية الكردستانية، في بيان مشترك، لتأجيل الاستفتاء.\nوتعتقد حركة التغيير الكردية، أن قرار الاستفتاء لا تتوفر له "أرضية قانونية واقتصادية وسياسية واجتماعية مناسبة".\nغير أن بارزاني أعلن مؤخرا، أنه لا تراجع عن قرار إجراء استفتاء الاستقلال، بحجة أن ذلك "حق طبيعي للأكراد".\nوبالنسبة إلى رئيس وزراء الإقليم، نجيرفان بارزاني فاعتبر أن "ردود فعل الدول طبيعية حيال الاستفتاء، ولا توجد هناك أمر يدعو للقلق".\nذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قال في تصريح صحفي، عند استقباله وفدا من الكونغرس الأمريكي، في 13 أغسطس الحالي، إنهم يدعمون استقلال الإقليم الكردي عن العراق.\nوجادل نتنياهو بأن "الأكراد شعب شجاع وموال للغرب، ويتقاسمون قيمنا".\nوكان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد أعلن، في 2014، أنه يتعين على بلاده دعم تطلعات الأكراد في الاستقلال.

الخبر من المصدر