«عزبة العبيد».. حكايات كفاح سيدات «بلا رجال»

«عزبة العبيد».. حكايات كفاح سيدات «بلا رجال»

منذ 6 سنوات

«عزبة العبيد».. حكايات كفاح سيدات «بلا رجال»

تفاصيل وحكايات تختبئ خلف جدران كل منزل، كانت خير شاهد على قصص كفاح لنساء لم يعرفن الاستسلام، منحتهن الحياة لقب عبيد لكنهن أحرار، استطعن بصبرهن التغلب على الصعاب، وتحملن مسؤوليات تفوق قدرتهن، حالمين بالخروج من عباءة الفقر والعيش في سلام، دون أن ينظر إليهن أحد بعين الشفقة والاحتياج.\nالتقت «الدستور» بسكان «عزبة العبيد» التي تقع في قرية «مناشي البلد» بمحافظة الجيزة، يغلب على سكانها الطابع الأنثوي، الذي جعلهن رجالًا في قوتهن ونساءً في صبرهن، بعدما أجبرتهن الظروف على العيش بمفردهن بلا عائل أو سند.\nعلى أحد «المصاطب» تجلس مجموعة من النساء يلتقطن أحاديثًا جانبية معًا، بينما انهمك الصغار في لهوهم، وأخريات ذهبن لملئ زجاجات المياه من محطات الشرب التي خصصتها محافظة الجيزة إليهم.\nفي غرفة صغيرة بالطابق الأرضي تجلس «هانم جاد» على كرسيها الخشبي لا تنتبه لما حولها، كأنها في عالم آخر، تتناثر حولها كراتين البسكويت والشيبسي التي لا تتغير، انفصلت عن زوجها منذ 6 أعوام، تركت منزلها بالعزبة بعد أن صار مهدد بالسقوط، وانتقلت إلى غرفة صغيرة إيجارها 200 جنيه، قائلة: «كنت ببيع عيش ولما كبرت في السن مقدرتش أشيل القفص وقلت استرزق من الكام كرتونة دول، بس محدش بيشتري غير قليل لأن العيال بيجروا على البقالين اللي عندهم محلات».\nتؤكد المرأة السبعينية أنها لا تعلم شيء عن طليقها سوى أنه تزوج وأنجب، أما ابنها الوحيد فقد انقطعت زيارته بعد أن اجتهدت وساعدته ليتزوج، وصارت لا تعلم عنه شيء مثل والده: «كنت لما أخلف عيل لازم يموت لحد ما خلفت ابنى الوحيد سميته شعبان علشان يعيش، واتجوز وخلف وعايش بعيد عنى معرفش حاجة عنه ومليش غير ربنا، عندى القلب بقالي سنتين بجيب العلاج من معهد القلب لما مش بيكون معايا فلوس، غير كده بروح الصيدلية علشان المعهد بعيد عنى، وباخد 320 جنيه من الشئون».\nيعيش سكان تلك المنطقة على قلب رجل واحد يقفون يدا واحدة بجوار بعضهم، فلا تقع إحداهن في ضيق إلا وتجد الجميع حولها يمددن يد العون: «كلنا اتولدنا في العزبة وعمرنا كله فيها، محدش فينا غريب وكلنا واحد وبنساعد بعض».\nبدأ الأمر أصعب لدى «حورية مصطفى» التي توفي زوجها وشقيقها وتركا لها 7 أطفال تحملت مسؤوليتهم على عاتقها، لم تجد من يساعدها ويقف بجوارها سوى نساء المنطقة: «أخويا توفي من 4 سنين جاتله ساكتة قلبية وساب ليا عياله ومات، ومراته راحت اتجوزت وسابت العيال ومشيت وجوزى متوفي من 16 سنة، والعيال كلهم في التعليم وبصرف عليهم وأهل المنطقة واقفين جنبي».\nوتضيف المرأة الأربعينية: «عملت ليهم معاش أبوهم قالولي في الشئون لازم أمهم اللي تروح تقبضه، عمتهم التانية بتخلص الورق وبيطلع ليهم 210 جنيه، بياخدو دروس كلهم، ولولا ولاد الحلال وإني بعرف أدبر أموري مكناش عيشنا، روحت اتحايل على المدرس عشان بياخدو المادة بـ 200 جنيه، ساب ليا 10 جنيه بالعافية وكلهم واحد عندي ونفسي أشوفهم حاجة كبيرة».\nأما «أمل حياتي» فلم تترك بابًا للعمل دون أن تطرقه، لتتمكن من توفير احتياجات أسرتها بعد أن توفي زوجها إثر إصابته بالسرطان، كان والدها يعشق «أم كلثوم» ويحفظ أغانيها عن ظهر قلب، لكن أغنية «أمل حياتي» كانت المفضلة لديه، والأقرب إلى قلبه، لذلك سمى ابنته باسمها: «معايا إعدادية وبدور على شغل فى أي مكان بعرف أقرأ واكتب، قدمت في مستوصفات ومستشفيات ومصانع، مسبتش أي حاجة ومستنية شغل منهم، لأن عمري ما همد إيدي لحد.. ستات العزبة كلهم بميت راجل اتربوا على إنهم يجيبوا القرش ويتعبوا زي الرجالة».\nتؤكد المرأة الأربعينية أن زوجها توفى منذ 3 أعوام، لديها 3 أبناء تعولهم بمفردها: « محمد 4 ابتدائي وإبراهيم أولى ثانوي عام وآية 22 سنة، قاعدة في بيت أبويا، وجوزي لما تعب بعت العفش كله عشان أجيبله العلاج ومتحوجش لحد».\nتتقاضى «أمل حياتي» 270 جنيه من الشئون الاجتماعية، تنفقهم على أبنائها إلى أن تحصل على عمل يؤهلها لمستوى اجتماعي أفضل: «جوزى كان راجل أرزقى على الله، ملهوش أي حاجة ناكل من وراها عيش، بعافر علشان عيالى ميحتاجوش لحد، وأهلى هما اللى واقفين جنبى لكن أهل أبوهم معرفش حاجة عنهم».\nتشهد الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، الثلاثاء، والمهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومحافظو القليوبية، الدقهلية، الفيوم، بورسعيد، والأقصر، توقيع ...\nنشرت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية، اليوم الثلاثاء، 20 صورةً ترصد كواليس زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للعاصمة الرواندية كيجالي. وفي الصور، يظهر الرئيس السيسي وهو يتسلم باقة من الورود ...

الخبر من المصدر