الحياة وجهات نظر

الحياة وجهات نظر

منذ 6 سنوات

الحياة وجهات نظر

سمعت آذان الفجر بين أجفان الكرى فقامت تتثائب وتتسند على قطع الأثاث، والتفت قدميها مرات ومرات وهى تبحث عن الشبشب.\nجاهدت حتى لا تسقط فما هى يقظة وما هى نائمة!\nحتى وصلت فى أمان الله إلى الحمام لتتوضأ\nوصعقتها المفاجأة وهزت كيانها، رأته واقفا ينظر إليها بتحد كما لوكان يقول: من أنت؟! لماذا دخلت هنا !\nترددت للحظة ثم انطلقت كدانة مدفع سكرانة تبحث عن البيروسول.\nبحثت فى كل مكان فى فزع وذهول وسرعة، كما لو كانت الشياطين تطاردها، ثم وجدته.\nدخلت الحمام فى تلصص حرصا على المفاجأة، وفعلا اطلقت عليه السائل بكل قوتها وبكل العنف، فما كان من الملعون إلا أن جرى فى اتجاهه، وكانت مطاردة خيالية.\nهى تطلق البيروسول بهيستيريا وهو فتح جناحيه كطائرة حربية تتجه بإصرار نحو الهدف .............قدميها.\nوكانت ساحة الحمام مكان خيالى لحركات بهلوانية من القفز واللف والدوران، حتى كادت تموت هى والصرصار من البيروسول، ولكنها ولله الحمد لحقت بصلاة الفجر قبل أن ينتهى الوقت.\nالفجر قرب والدنيا هديت والناس دخلت تنام وما عادتش الرجل رايحة جاية، وآن الأوان اخرج للقمة العيش، مراتي حامل وقربت تبيض، وابني الصغير دينامو رايح جاي، وقلت أروح لشقة قريبة من سكني، كنت بحب الست صاحبتها، كذا مرة اسمعها بتدعي لي وتقول "ربنا ما يحوج صرصارنا لجارنا" وكنت بآآمن على كلامها واحس بحبها وحنانها وعطفها عليا، وكان نفسي اترمي في حضنها، فقلت أروح أزور شقتها واقرأ لها الفاتحة، وتسللت من بالوعة الحمام التى يقع بداخلها منزلى وأنا مطمن، وفجأة........ الدنيا ولعت، المزغودة بنتها صحيت ونورت النور لتتوضأ.. ياه قد إيه باكرهها.\nخرجت للحظة مش كفاية علشان أفكر وأقرر ارجع البيت تاني -خصوصا إني كنت لسه على باب البلاعة- أو انزوي فى أي ركن لحد ما تمشي؟ لكن الشريرة الشرسة اللي بلا قلب عادت ومعها علبه بيروسول وأخذت ترشه في وجهي بلا رحمة ولا شفقة كأنها بتنتقم من العلبة وعايزة تخلصها.\nوالأمر أصبح مسألة حياة أو موت، وقررت أدافع عن حياتي، بس إزاي وأنا ماعنديش صوت أسد ولا حتى أظافر قطة، قلت امشي على رجليها، أنا عارف إن الحركة دي بتجننهم وتخليهم هستيريا واندفعت بإصرار ناحية رجليها.\nبشر مجرمين ما يعرفوش الرحمة، مش علشان ربنا اداهم جسم وشوية قوة ينسوا الغلابة، قطيعة ما حدش بياكلها بالساهل.\nوانهارت المجرمة وخافت وظلت تلف وتدور وتنط زي ما يكون لبسها عفريت، الحقيقة أنا اترعبت تقع على دماغي تخلص على وتنهار أسرتي، وكل ما أجري ناحيتها يزداد جنانها، وأنا فرحان فيها وبادعي عليها، إذا كان لابد أموت من البيروسول تموت هى كمان منه، وعليا وعلى أعدائى، الله يرحم أمها اللي كانت بتدعي لي. 18 يونيو 2015

الخبر من المصدر