الدوحة وأنقرة تبنيان "درعا حديدية"

الدوحة وأنقرة تبنيان "درعا حديدية"

منذ 6 سنوات

الدوحة وأنقرة تبنيان "درعا حديدية"

تطرق الكاتب راوي مصطفين، في مقال له نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، إلى تطورات أزمة الخليج؛ مشيرا إلى اجتذابها شركاء جددا.\nعلى الرغم من طلب "رباعية" الدول العربية إغلاق القاعدة التركية على الأراضي القطرية، فإن الدوحة وأنقرة أجرتا مناورات عسكرية مشتركة، حملت تسمية "الدرع الحديدية".\nوهكذا، فإن الأزمة القطرية، التي دخلت مرحلتها المزمنة، هي مثل الإعصار الاستوائي، الذي ضعف قليلا، لكنه لا يزال يحتفظ بقوته الهدامة، تجر إلى دوامتها دولا ومنظمات دولية جديدة.  \nأزمة قطر خلطت محاور النفوذ في المنطقة\nفقبل أيام أعلن وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا عن نيته وقف بث قناة الجزيرة القطرية، وإغلاق مكتبها وطرد 30 موظفا يعملون هناك. وقال: "عندما ترى الدول العربية أننا لا نحارب قناة الجزيرة، فإنهم سوف يستنتجون أننا متضامنون مع إيران، حزب الله وحماس".\nووفقا للوزير الإسرائيلي، فإن نشاطات التلفزيون القطري أصبحت تهدد أمن المواطنين الإسرائيليين. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتهم في وقت سابق قناة الجزيرة بالتحريض؛ مشيرا إلى التغطية التلفزيونية للأحداث الأخيرة في محيط الحرم القدسي الشريف، والمواجهات بين المحتجين الفلسطينيين والسلطات الأمنية الإسرائيلية، والتي أدت إلى إصابة أكثر من 100 شخص.\nوبناء عليه، اتخذت إسرائيل موقفا تضامنيا مع "الرباعية المناهضة" لقطر، والتي تتألف من السعودية، البحرين، الإمارات العربية ومصر، والتي أعلنت عن وقف بث قناة الجزيرة على أراضيها في وقت سابق. من جهة أخرى، عدَّ القطريون القرار الإسرائيلي مجحفا، ويعتزمون تقديم شكوى إلى المحكمة ضد السلطات الإسرائيلية. \nأردوغان يعود من الخليج بخفي حنين\nويبدو أيضا أن أزمة الخليج بدأت تجتذب المنظمة الدولية للطيران المدني. وذلك بعد أن أعلنت السلطات الجوية للدول العربية الأربع، وبعد التشاور مع ممثلي منظمة الطيران المدني الدولي، عن فتح تسعة ممرات جوية للطيران المدني القطري، أحدها يمر في المجال الجوي الدولي فوق البحر الأبيض المتوسط، والذي تتحكم في مساره هيئات مراقبة حركة الطيران في مصر. أما الممرات الأخرى، فتمر عبر أجواء الخليج، التي تشرف عليها دولة الإمارات.\nبيد أن الدوحة تقول إن هذا النبأ عارٍ عن الصحة، وعلى أقل تقدير، هي لا تعلم عنه شيئا. في حين أن ممثلي منظمة الطيران المدني الدولي يلتزمون الصمت في هذا الشأن، ولم يعلقوا على ذلك.\nومن الجدير بالملاحظة أنه بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة و"الرباعية العربية" فتحت إيران مجالها الجوي أمام حركة الطيران المدني لقطر.\nهذا، وتتعرض قطر لضغط إعلامي. فقد نشر موقع "عرب نيوز" نتائج استطلاع للرأي العام بين 2263 من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أجرته شركة "يو غوف". واتضح أن 27% من الأمريكيين، وهم عادة لا يهتمون بالقضايا الدولية، يعدُّون قطر دولة صديقة، بينما أشار 50% منهم إلى ضرورة نقل القاعدة العسكرية الأمريكية مع 11 ألف عسكري يرابطون فيها إلى دولة أخرى، كما رأى 44% من المستطلَعين أن قناة الجزيرة تساند المنظمات الإرهابية.\nوكيفما كان عليه الحال، فإن قطر لا تستسلم. وهي لا تظهر عدم رغبتها في تنفيذ المطالب التي قدمت إليها فحسب، بل تبدو وكأنها تفعل كل شيء عمدا لإغاظة خصومها.\nهل ستندلع حرب أخرى في الشرق الأوسط؟\nهذا، وانتهت أمس المناورات العسكرية المشتركة القطرية-التركية "الدرع الحديدية"، التي كان هدفها، كما ذكرت صحيفة "الشرق" (القطرية)، هو "التحقق من جاهزية القوات القطرية لحماية المنشآت الاقتصادية والاستراتيجية والبنى التحتية الحيوية".

الخبر من المصدر