حسام حسن بطل الطفولة الذي ستجده داخلك رغم اختلافك معه

حسام حسن بطل الطفولة الذي ستجده داخلك رغم اختلافك معه

منذ 6 سنوات

حسام حسن بطل الطفولة الذي ستجده داخلك رغم اختلافك معه

"قد تبدو مستحيلة.. حتى تتحقق". قالها نيلسون مانديلا، وآمن بها حسام حسن فصنع بها تاريخه.\nحين قص شعره وسافر مع المنتخب إلى بوركينا فاسو متجاهلا مطالبات الإعلام باعتزاله في 1998، عاد باللقب وجائزة الهداف، فكان مثالا يحتذى به إلى اليوم في الإصرار على تحقيق الهدف.\nترك الأهلي وانتقل إلى الزمالك في عمر الـ34، فظن الجميع أنه يكتب نهاية مأساوية لتاريخ صنعه مع الأحمر ولن يستفيد بخطوته تلك، فكان هو من يضع قواعد اللعبة، وحقق مع الأبيض كل شيء في ثلاث سنوات.\nفي عيد ميلاده.. لاجازيتا ربطت حسام حسن ببرشلونة.. والموندو تنفي أرقام في الجول – ماذا سيفقد الأهلي مع رحيل حسام غالي بعد طلبه الرحيل علنا.. الإسماعيلي يحيل إبراهيم حسن للتحقيق\n"لا يحب إلا نفسه" و"لن تجد أكثر منه إخلاصا بعمله". جملتان يلخصان آراء غالبية الجمهور في حسام حسن، وبينهما ربما تتضح شخصيته.\nرجل لا يهاب المغامرة في الحياة، حتى وإن كانت بتاريخه. فلا يزداد إلا سطور جديدة تكتب بتاريخ كبير صنعه في سنوات طويلة كان فيها مصدرا لسعادة الجماهير.\nلماذا نحب حسام حسن؟ سؤال ستعرف إجابته بالتفتيش في مسيرته، وكلما وجدت ما يغضبك تجاهه، كلما ستجد ما يجبرك على مسامحته، والحنين للحظة سعادة عشتها، كان هو صانعها.\nإن كنت من جمهور الأهلي، حيث بدأ حسام حياته وتربى داخل جدرانه وصنع الجزء الأكبر من تاريخه.\nحسام تألق في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات. قاد المنتخب إلى كأس العالم برأسية في مرمى الجزائر، ثم ظهر بشكل جيد في المونديال، ليحترف كمعظم زملاء جيله في نيوشاتل السويسري.\nمع نيوشاتل لم يخفت نجمه. تألق بشدة وسجل سوبر هاتريك في دوري أبطال أوروبا. حتى أن لا جازيتا ديللو سبورت الإيطالية نشرت في صفحاتها، أن مهاجم المنتخب المصري على رادار برشلونة! (طالع القصة بالكامل من هنا)\nالأهلي في ذلك التوقيت لم يكن في أفضل مستوياته. موسم 1991/1992 تحديدا كان كارثيا على القلعة الحمراء، وأنهاه الفريق بالمركز الرابع.\nماذا يفعل حسام؟ عاد لناديه بمجرد أن طالبته الإدارة بذلك، عاد وتوأمه ليصنع التاريخ مع الأهلي حتى عام 2000.\nحسام حسن انتقل من الأهلي إلى الزمالك غريمه التقليدي، وإن كانت ظروف انتقاله غير معلومة حتى الآن بين تصريحه بأنه "أُجبر على تلك الخطوة" وبين رؤية البعض الآخر أنه كان يملك عديد من البدائل.\nورغم ذلك، فحتى إن كان الختام غير جيد، فلا يمكن أن ينكر جمهور الأهلي ما فعله بعودته للفريق وقت الحاجة إليه، وتفضيله للنادي الذي صنع اسمه على إمكانية انتقاله لمرحلة أخرى في عالم كرة القدم.\nحسام حسن حتى الآن هو ثاني الهدافين التاريخيين للأهلي بـ140 هدفا خلف محمود الخطيب صاحب الـ157 هدفا.\nكمشجع للزمالك، ربما تلوم على حسام حسن بعض تصريحاته بعد خروجه من النادي، ربما أيضا تغضب لـ"غله" بحكم عقيدته التي لا تعرف سوى الرغبة في الانتصار بكل مرة يتقابل فيها فريقك مع فريقه.\nكل ذلك قد يغضبك، لكنك ستكون ظالما إن تناسيت عودته لتدريب الزمالك، وهو الذي كان على بعد أيام قليلة من قيادة منتخب الأردن في كأس أمم آسيا 2015.\nمجرد وصوله بالنشامى لبطولة الأسياد هو إنجاز للمنتخب الذي لم يشترك قبلها سوى مرتين في البطولة، ورغم ذلك عاد حسام حسن إلى الزمالك تاركا الأردن من أجل تلبية نداء الأبيض، الذي كان يعاني وقتها بدوري أبطال إفريقيا.\nعاد حسام ولم يستمر سوى 6 مباريات قبل أن تتم إقالته، ليرحل في هدوء.\nحسام حسن أيضا هو من غامر بمسيرته التدريبية موسم 2009/2010 حين تولى تدريب الزمالك القابع في المركز الـ12 بمنتصف الموسم، فصعد بهم في الدور الثاني، منهيا الموسم بالمركز الثاني.\nجمهور المصري أيضا هاجم حسام حين يوما حين كان مدربا للزمالك، لكنه لم ولن ينسى علاقته بأسطورتهم.\nحسام حسن لعب في المصري موسمين، وصل معهم لقبل نهائي كأس مصر، لكنهم خسروا أمام الاتحاد السكندري بركلات الترجيح.\nأما مدربا، فكان المصري هو محطة حسام الأولى، وهي محطته الحالية، وهي دائما محطته الناجحة.\nحسام أعاد المصري للمشاركة إفريقيا بعد 15 عاما من الغياب، وها هو يعيدهم مرة أخرى لنهائي كأس مصر بعد غياب 19 عاما. وربما يكون اللقب الأول معهم يوم الثلاثاء المقبل بعد الوصول لنهائي الكأس.\nمع الاتحاد السكندري ترك لهم ذكرى جميلة بالفوز الأكبر على الأهلي في العصر الحديث، ومع الإسماعيلي والترسانة لم يمهله الحظ فرصة الاستمرار طويلا ليصنع الذكريات.\nتتذكر له حسناته مع فريقك أو تناسيتها بما فعله في حقك، لكن يبقى حسام أيضا أكثر من خدم منتخب مصر عبر التاريخ.\nالتتويج ببطولتي أمم إفريقيا يفصل بينهما 20 عاما كان هو بين أبطالها، وبينهما بطولة كان نجمها الأول.\nحسام حسن حصل على أمم إفريقيا 1986، 1998 و2006 مع منتخب مصر.\nهو الهداف التاريخي لمنتخب مصر بـ69 هدفا في 169 مباراة دولية.\nحسام الذي أبكى المصريين فرحا بهدفه في الجزائر 1989 معلنا وصول منتخب مصر لنهائيات كأس العالم بعد 56 عاما من الغياب.\nهو أيضا من أبكى الملايين تأثرا حين دمعت عيناه في احتفاله بهدفه بمرمى الكونغو عام 2006، معلنا نهاية مشواره الدولي مع المنتخب، ومؤكدا أن تواجده في قائمة حسن شحاتة حينها لم يكن مجاملة، وإنما مكافأة واحتياجا لخدماته.\nحسام حسن وصل لعامه الـ51 في الحياة. لم يعد هذا الشاب كما ظل في نظر الجمهور حتى مع بلوغه الأربعين في ملاعب الكرة، لكنه سيبقى دائما شابا في طموحه وإصراره. معاركه التي يدخلها ويعرف أحيانا أنها خاسرة، لا حبا في الخسارة لكن تلبية لإيمان جمهوره بالبطل الذي لم يعرفوه مستسلما يوما.\nحكايات في الجول حسام حسن

الخبر من المصدر