المحتوى الرئيسى

«كردستان الكبرى».. حلم الدولة فى خدمة مخططات التقسيم

08/06 10:05

لم يكن حلم الأكراد فى إقامة دولتهم المستقلة أقرب أبداً من الآن، فالصراعات الدائرة فى منطقة الشرق الأوسط، علاوة على الاستقرار السياسى والاقتصادى اللذين ينعم بهما إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتى، تجعل هذه الخطوة أقرب إلى الواقع، لكن بالنظر فيما يجرى على أرض الواقع يظهر أن هذا الأمر ربما لا يزال محل نقاش، خاصة فى ظل التجاذبات وتشابك مصالح الدول الكبرى فى المنطقة. الدول المحيطة بإقليم كردستان، ترى أن إنشاء دولة كردية لن يكون فى صالح أى دولة، لا سيما تركيا وإيران، اللتين تضمان أقليات كردية تقدر بالملايين وتخشى أن تدفعها الدولة الكردية إلى المطالبة بنفس الحق على أراضيهما. ومع اقتراب انعقاد المؤتمر القومى الكردى فى «أربيل» منتصف سبتمبر المقبل، يسعى الأكراد إلى التأكيد على شىء واحد فقط هو أنهم «أصحاب قضية مشروعة»، وحقهم الطبيعى أن تكون لهم دولة مستقلة، وبالرغم من اختلاف الأكراد فكرياً وسياسياً، فإنهم يجتمعون على حلم إنشاء دولة كردستان الكبرى، هذا الحلم الذى رافقهم على مدار 100 عام منذ أن قسمت اتفاقية «سايكس بيكو» كردستان -المتصلة جغرافياً- لتكون أجزاء ملحقة بتركيا وإيران والعراق وسوريا.

استعدادت للاستفتاء على استقلال «الإقليم» فى 25 سبتمبر وسط ضغط أمريكى ومعارضة تركية.. ومحللون: إسرائيل المستفيدة

لسنوات طويلة، أكد الأكراد حلمهم وسعيهم إلى إقامة دولتهم المستقلة، وهو ما أكدته مؤخراً تصريحات هيمن هورامى مسئول الشئون السياسية والعلاقات العامة فى مكتب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزانى، الذى قال «إن الاستفتاء على استقلال الإقليم المقرر عقده فى 25 سبتمبر المقبل، ملزم وليس استطلاعاً للرأى فقط»، مؤكداً أن «الشراكة مع بغداد فشلت، وهذا الاستفتاء ليس لإعادة التفاوض على الفيدرالية، لأن الفيدرالية الآن فشلت فى العراق»، مؤكداً أن الاستقلال هو الصيغة الأفضل لعلاقة جيدة بين بغداد و«أربيل».

وحول موقف تركيا من الاستفتاء وزيارته الأخيرة إلى أنقرة، شدد «هورامى» خلال مؤتمر صحفى بأربيل على أن إقليم كردستان لم ولن يكون تهديداً. وتابع: «سنواصل البحث عن علاقة متوازنة مع تركيا، ولن نغير الحدود الدولية الحالية مع تركيا، سنقوم بتغيير الحدود مع العراق، إنه تغيير داخلى للحدود، وليس تغييراً دولياً للحدود»، مؤكداً أنه «كما كان الكل رابحاً فى الماضى، كذلك ستكون كل من تركيا وإيران وسوريا والعراق، والسلام والأمن الإقليميين، رابحين مستقبلاً».

ويرى الكاتب البريطانى إيليا ماجنير أن أهم ملامح تقسيم الشرق الأوسط هو استخدام الأكراد فى العراق وسوريا كـ«حصان طروادة» من قِبَل واشنطن بهدف تقسيم المنطقة. ودلل الكاتب على ذلك بدعوة «بارزانى» إلى إجراء استفتاء عام «ثانٍ» حول الاستقلال فى 25 سبتمبر المقبل من أجل تحقيق حلم إقامة دولة كردية فى الشرق الأوسط، تزامناً مع دعم الإدارة الأمريكية للأكراد السوريين فى محافظات «الحسكة» و«الرقة» و«دير الزور» الشمالية، والهدف من ذلك هو رؤية اتحاد كردستانى آخر يمكنه أن يتبع طريقه وربما يسبق الأكراد العراقيين. وتابع الكاتب، فى مقال له بموقع «جلوبال ريسيرش» الكندى، أن «جميع تلك الخطوات فى العراق وسوريا المتعلقة بالأكراد مرتبطة ببعضها البعض، بغض النظر عن الحدود، الدول الإقليمية المعنية مباشرة، أى أنقرة وطهران وبغداد ودمشق، تعتقد أن نية الولايات المتحدة هى إعادة تشكيل المنطقة». الكاتب البريطانى تساءل عما إذا كانت الدول التى يقطن بها الأكراد، ستسمح للولايات المتحدة بتقسيم الشرق الأوسط من خلال الاستفادة من عدد يبلغ نحو من 22 إلى 25 مليوناً من الأكراد المتحمسين والملتزمين الذين يحلمون بأن يكون لهم دولتهم الخاصة.

«ماجنير»: أمريكا دعمت الأكراد بأسلحة متطورة وتسعى لإقامة دولة لهم فى سوريا والعراق معاً

الكاتب البريطانى استعرض عدداً من الإجابات على ذلك التساؤل، مشيراً إلى أن «الأكراد فى الشرق الأوسط يمثلون أكبر عرق فى العالم حتى الآن من دون دولة، وهم ينتشرون بشكل رئيسى فى العراق وإيران وتركيا وسوريا وأذربيجان وأرمينيا ولبنان مع وجود عدد أقل فى بقية دول العالم»، وتابع: «من المؤكد أن إنشاء دولة للأكراد فى العراق وسوريا لا يتم بمباركة وموافقة الولايات المتحدة وحدها، ولكن بإجماع وموافقة تركيا والعراق وإيران وسوريا»، مضيفاً أنه «لسوء حظ الأكراد تستطيع هذه الدول التغلب على خلافاتها وأهدافها المتضاربة فى سوريا، والتوحد لمنع إنشاء هذه الدولة الكردية». «ماجنير» أشار إلى أنه عقب إعلان «بارزانى» عن نيته لإجراء استفتاء عام للاستقلال، حصل على معلومات من مصادر مطلعة عن أن ضباط الاستخبارات والأمن الإيرانيين والأتراك والسوريين قد نظموا اجتماعاً على مستوى عالٍ، لمناقشة ما سموه «العواقب المدمرة المحتملة على كل بلد منهم بعد إعلان الاستفتاء، وكذلك دراسة تأثير وجود دولة كردية مستقلة على منطقة الشرق الأوسط، حيث إنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة تستخدم الحلم الكردى من أجل تقسيم الشرق الأوسط واختبار رد فعل الدول الأخرى». واستطرد الكاتب البريطانى: «بالرغم من أن إقامة دولة كردية يبدو حلماً شرعياً من وجهة نظر الأكراد، فإن دول المنطقة تعتقد أنها خطوة سابقة لأوانها من شأنها أن تزيد من مشاكل الأكراد، لذلك من الضرورى دفن (المشروع الأمريكى) بأسرع ما يمكن وطرحه فى الوقت المناسب عندما تنتهى الحروب فى سوريا والعراق». وتابع: «دول مثل إيران وسوريا والعراق تعتقد أن الولايات المتحدة وإسرائيل وراء هذه الخطة، مستفيدة من النهج الكردستانى العاطفى تجاه فكرة وجود دولة من أجل تقسيم الشرق الأوسط، ومن شأن ذلك أن يترك (محور المقاومة) يسيطر على دول ضعيفة مقسمة، خاصة أن خطط الإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد، بعد أكثر من 6 سنوات من الحرب، وإقامة خلافة (داعش) قد أحبطت حتى الآن».

مسئول كردى: الاستفتاء ملزم والشراكة مع بغداد فشلت.. وكاتب بريطانى: الكرد «حصان طروادة» لتقسيم المنطقة

«ماجنير» يؤكد أن «تركيا تعتقد أن الولايات المتحدة لا تُعارض إضعاف موقف الرئيس رجب طيب أردوغان كعقاب له على دوره المتنامى فى الشرق الأوسط، ومشاركته المباشرة فى الحرب داخل سوريا، ومعارضته لإقامة دولة كردية سورية فى سوريا، حيث تحاول الولايات المتحدة بناء بديل للقاعدة العسكرية فى (أنجرليك) فى الوقت المناسب، كما تشجع الولايات المتحدة إقامة دولة كردية على الحدود التركية تحت سيطرة حزب العمال الكردستانى، الذى يعد من أشد أعداء تركيا»، مؤكداً أنه «لا شك أن الأكراد السوريين سيتبعون على الأرجح مسار كردستان العراق، إذ إن الولايات المتحدة تقوم بالفعل ببناء عدة قواعد عسكرية ومطارات فى شمال شرق سوريا، لاحتلال جزء من البلاد والحفاظ على وجود أمريكى طويل الأمد».

الكاتب البريطانى أشار إلى أنه تحدث مع مسئولين رفيعى المستوى فى «طهران وبغداد ودمشق»، أعربوا عن اعتقادهم بأن «الولايات المتحدة ليست لديها استراتيجية واضحة فى سوريا والعراق»، لكنه أوضح أن «مشاهدة الأحداث تكشف أن الإدارة الأمريكية تبدو فى الواقع واثقة جداً من استراتيجيتها فى العراق وسوريا، فقد دعمت قوات مجموعات (معتدلة) سورية، وذلك لتوسيع سيطرتها على السهول السورية القريبة من الأنبار العراقية وكذلك قريبة من أراض أردنية وسعودية، وكذلك مارست الولايات المتحدة ضغوطاً هائلة على بغداد لمنع وحدات الحشد الشعبى من الوصول إلى الحدود مع سوريا، كما هاجمت الرقة بمساعدة وكلائها الأكراد، وهى على وشك تحريرها من (داعش)، كما حافظت على إمكانية الوصول إلى حقول النفط والسدود فى ريف الرقة للتأكد من أن دولة (كردية) أو (كردية سورية) مستقبلية يمكنها البقاء بشكل مستقل عن دمشق». وتابع الكاتب أن «كل ما سبق من نشاط أمريكى بدا كما لو لم يكن كافياً، حيث زودت واشنطن وكلاءها الأكراد بأسلحة متطورة ومدفعية ثقيلة، وكل تلك الدلائل تشير إلى أن الولايات المتحدة تحاول مع الأكراد فى سوريا والعراق فى وقت واحد، أن ينجح أى منهم فى بناء شكل للدولة، وفرض ذلك كحقيقة على الحكومات المركزية، كما أن الإدارة لأمريكية تعلم أن تلك السياسة سوف تشجع الأكراد فى أجزاء أخرى فى إيران وتركيا على اتباع طريق الاستقلال».

خبير ألمانى: إقامة الدولة الكردية مرهون بموافقة الأتراك.. والحكومة الكردية ستحاول إقامة علاقات طيبة مع جيرانها العرب.. وبعض الدول العربية ستعترف بها

وفى الوقت ذاته، تناولت صحيفة «برافدا. رو» الروسية الفكرة نفسها فيما يتعلق بإنشاء دولة كردية، حيث رأت الصحيفة أن سعى الولايات المتحدة لإنشاء دولة كردستان فى شمال سوريا والعراق يهدف استراتيجياً إلى إنشاء بؤرة جديدة من الاضطراب فى الشرق الأوسط، فهى لا تراهن على القوات الكردية فى الحرب ضد «داعش» فقط، بل يبدو أن «واشنطن» أعطت الأكراد موافقة مبدئية على حق تقرير مصيرهم فى دولة مستقلة. وتابعت الصحيفة: «ظهور دولة كردية لن يساعد على حل أى من مشكلات الشرق الأوسط، بل ربما يخلق مشكلات جديدة، لذا فإن خطة إنشاء دولة كردستان سيكون بمثابة (إنشاء بؤرة جديدة من الاضطراب، يتم استخدامها كأداة للضغط على المستويين الإقليمى والعالمى)»، بحسب الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى أن دولة «كردستان» المزمع إقامتها، من البديهى أن تكون معادية للعرب وحليفة لإسرائيل، لذلك فإن «ظهور دولة كردية تملك جيشاً ذا خبرة وتسليح جيد، قادراً على إحداث تغيير جذرى فى ميزان القوى فى الشرق الأوسط لمصلحة إسرائيل والحد من مستوى التهديد الذى يواجهها بشكل مستمر، وبالتالى بداية متميزة لعهد جديد فى تاريخ إسرائيل، كما أن الولايات المتحدة عبر إنشاء دولة كردستان ستحل العديد من مشكلاتها النوعية، وسوف تستفيد من توسيع قائمة العملاء الإقليميين ما يمنح الأمريكيين إمكانية حركة أكثر تنوعاً على المستوى الإقليمى، وإنفاق الأموال على نحو أكثر فاعلية فى هذا الشأن».

وأشارت الصحيفة الروسية، فى تقريرها، إلى أن «القضية الكردية فى شكلها المعاصر يجرى ترسيخها فى ذهن الرأى العام العالمى بأن حق تقرير المصير للشعب الكردى حتمية مطلقة، ولا أحد يأخذ بعين الاعتبار تجربة قرون من التعايش السلمى المشترك بين الأكراد والعرب أو مع غيرهما من الأعراق الأخرى التى تعاقبت فى التاريخ»، وتابعت الصحيفة أن «المطلوب هو تضخيم الصراع، وإنشاء دولة معادية للعرب، وضد الأتراك والإيرانيين، وظهورها فى الوقت الراهن على حدود إيران الشيعية وتركيا السنية سوف يُقحم المنطقة فى دوامة جديدة من الحروب والرعب ولأمد طويل، وبمعنى آخر من وجهة نظر المنطق الإقليمى، فإن ظهور دولة كردستان يمكن مقارنته مع استقلال كوسوفو»، مشيرة إلى أنه عند النظر فى قضية إقامة الدولة الكردية يجب الأخذ بعين الاعتبار تلك الحقيقة وهى أن «الأكراد أنفسهم غير موحدين، فدولة كردستان التى ستنشأ فى ظروف الحرب، سوف تصبح مصدراً لعدم الاستقرار والصراع».

وقال كندال نيزان، مدير المعهد الكردى فى باريس، إنه «قبل 30 عاماً، لم يكن أحد يجرؤ على تخيل نشأة كيان كردستان شبه مستقل فى العراق أو بروز الأكراد كحليف يعتد به، لكن هذا هو ما يحدث اليوم». وتابع الكاتب، فى مقال له بصحيفة «لوموند» الفرنسية: «اليوم فى الغرب ثمة إقرار بمشروعية حق الأكراد فى دولة خاصة بهم، وقبل 30 عاماً سعيت إلى نشر عدد من أجزاء كتاب عن موسيقى كردستان برعاية اليونيسكو، ولم يثمر هذا المسعى إلا بعد عام ولم يصدر غير جزء واحد من الكتاب بعد تغيير العنوان إلى موسيقى كردية، فتركيا والعراق وإيران وحتى الصين عارضت المشروع». وأضاف، مدافعاً عن تجربة كردستان العراق: «الإقليم لم يتحول إلى دولة قمعية تشبه دول الجوار، فهو احترم التعدد الدينى والسياسى، ومر الإقليم فى مرحلة عسيرة فى السنوات الأربع التى تلت 2003، لكن حتى فى هذه المرحلة التى سادها نزاع داخلى لم يعم القلق الطوائف الدينية، ولا شك فى أن حزب العمال الكردستانى يتحدر من جذور كمالية تركية، وهو مشبع بالعقيدة البعثية والماركسية، ولكنه تغير وتطور وهو اليوم حركة قابلة للتغير، بينما أكراد سوريا لا يزالون منقسمين».

«برافدا» الروسية: إنشاء دولة كردية سيخلق بؤرة اضطراب جديدة فى المنطقة.. وستكون معادية للعرب وحليفة لإسرائيل

من جانبه، قال الكاتب التركى كورتولموش تاييز إن إنشاء دولة كردية هو حلم أمريكى وليس كردياً، وإنه «رغم أن بعض الفئات من الأكراد ترغب فى دولة مستقلة، فإن ذلك يعتبر أيضاً أحد المخططات التى تدعمها بريطانيا والولايات المتحدة لتقسيم تركيا». وتابع، فى مقال له بصحيفة «أكشام» التركية، أن «الحلم الذى يسعى إليه حزب العمال الكردستانى وحزب الشعوب الديمقراطى هو مجرد مشروع يهدف إلى تقسيم تركيا»، قائلاً «إن حدود كردستان ليست مرسومة فى خيال الأكراد بل هى حلم أمريكا، بينما لا يمثل حزب العمال وحزب الشعوب الديمقراطى سوى وسيلة لخدمة هذا المخطط، ويقوم دور هذين الحزبين على استفزاز الدولة التركية، لجرها إلى حرب أهلية فى مرحلة أولى، ثم دعم الحركات الانفصالية بهدف تقسيم تركيا إلى دويلات صغيرة الحجم فى مرحلة ثانية، لذلك عملت أطراف عديدة على دعم المطلب الكردى للحصول على دولة مستقلة، حيث تسعى هذه الأطراف إلى خدمة مصالحها الضيقة إلا الدولة الكردية، التى إن وجدت، لن تكون قادرة على حماية نفسها. لقد أثبتت التجربة التاريخية أن الدول الكبرى تسعى دائماً إلى زرع الفتنة فى تركيا، لأنها تخشى رؤية تركيا تستعيد أمجاد الماضى». وأضاف أن «الغرب يسعى إلى محاصرة تركيا من خلال دعم الحركات الانفصالية، وحزب العمال الكردستانى وحزب الشعب الجمهورى وحزب الشعوب الديمقراطى ليسوا سوى امتدادات داخلية للقوى المعادية الخارجية، إن المسألة ليست مرتبطة بصراع داخلى على السلطة أو العداء مع حزب العدالة والتنمية، إنما هى مجرد محاولة لإضعاف تركيا بهدف تقسيمها إلى دويلات صغيرة، واتخذت هذه المخططات أشكالاً عديدة، ارتبطت بالصراع السياسى والحرب على الإرهاب وحرب المصالح الضيقة بين الدول».

البروفيسور الألمانى المتخصص فى الشئون الكردية فرهاد إبراهيم، كان له رأى آخر فى هذا الشأن، حيث يعتقد أن «الدولة الكردية المرتقبة قابلة للحياة فى حال الاتفاق مع تركيا»، معتبرا أن «إيران تشكل الخطر الأكبر لنفوذها فى العراق ولتخوفها من نشوء دولة كردية». وقال رئيس وحدة «مصطفى بارزانى» للدراسات الكردية فى جامعة «إيرفورت» الألمانية، فى سياق حديثه للإذاعة الألمانية، إن هناك إمكانية فعلية لإقامة دولة كردية فى حال وافقت تركيا على ذلك، مضيفاً: «رغم أن الحقيقة تقول إن الوضع الجغرافى صعب، فالإقليم محاط بالدول التى ترفض وجوده كدولة، أعتقد أن الرفض التركى هو أمر شكلى فقط، الخطر الأكبر هو من إيران، فقد استطاعت (طهران) التحكم فى الحياة السياسية فى العراق، ومن الطبيعى أن تتدخل بقوة من أجل رفض وجود دولة كردية». وتابع: «بالنسبة لتركيا فقد يكون من الممكن إقناعها، فى حين توفرت ضمانات مثل استمرار إمدادها بالبترول، وضمانة وحدة أراضيها الجغرافية، وأعتقد أن كل هذه الأمور ممكنة، الإقليم مرتبط مع تركيا باتفاقيات طويلة الأمد، كما أن حزب العمال الكردستانى لا تجمعه علاقة جيدة بحكومة الإقليم الكردى، وهو ما يشكل نقطة جيدة لتركيا فى وجود دولة صديقة لها». ويضيف «إبراهيم»: «أعتقد أيضاً أن قلة السيولة النقدية للإقليم ليست مشكلة، لوجود احتياطى نفطى وغازى كبير، يمكن التعويل عليه من أجل الحصول على قروض مالية ومشاريع تنموية خارجية، إلا أن ذلك مشروط بموافقة تركية»، مضيفاً: «أعتقد أن الحكومة الكردية ستكون حذرة فى التورط فى أى صراع خارجى، بل إنها ستحاول إقامة علاقة طيبة مع جيرانها العرب، وذلك لأسباب كثيرة، فحتى فى داخل كردستان هناك تيارات إسلامية وقوى إصلاح تركز على تمتين العلاقات بالجوار العربى والإسلامى، وأعتقد كذلك أن دولاً عربية مثل السعودية والإمارات وبعض الدول الخليجية الأخرى ستعترف بالدولة الكردية وستقيم علاقات معها»، مؤكداً أنه «بالنسبة لإسرائيل فإنّ الحكومة الإسرائيلية كانت من ضمن الدول الأولى التى أرسلت تطمينات للإقليم بأنها ستعترف به فى حال إعلان الدولة، وهو ما أدى إلى وجود علاقة بينها وبين كردستان، إلا أننى لا أعتقد أن العلاقات مع إسرائيل ستكون قوية أو متينة وذلك لاعتبارات كثيرة أهمها الجانب الدينى والتعاطف مع فلسطين».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل