انقسامات في مواقف قادة الاتحاد الأوروبي بشأن "الأسواق الحرة"

انقسامات في مواقف قادة الاتحاد الأوروبي بشأن "الأسواق الحرة"

منذ ما يقرب من 7 سنوات

انقسامات في مواقف قادة الاتحاد الأوروبي بشأن "الأسواق الحرة"

يتناول قادة الاتحاد الأوروبي، مسألة العولمة الشائكة خلال قمتهم اليوم، وسط انقسامات عميقة بين المدافعين عن الأسواق الحرة والداعين إلى مزيد من الحمائية، في مقدمتهم فرنسا.\nوأثار انتخاب الرئيس الأمريكي الذي رفع شعار "أمريكا أولا" حالة من الارتباك في أوروبا، حيث يطالب المدافعون عن التجارة الحرة الاتحاد الأوروبي بتسلم القيادة وتوقيع اتفاقات تجارية جديدة مع اليابان والمكسيك وأمريكا الجنوبية.\nإلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا نظراءه إلى إعطاء أولوية لحماية الأوروبيين القلقين من العولمة أو مخاطر زيادة منسوب المشاعر الشعبوية التي أوصلت ترامب إلى الرئاسة وأنتجت بريكست.\nوأفاد دبلوماسي أوروبي قبل القمة "ليس سرا أنه لا توجد رؤية موحدة عن الكيفية التي يمكن من خلالها ضبط العولمة بشكل أفضل".\nوأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته "هناك عدد من الفروقات الدقيقة بين أولئك الأكثر تحررا حيال مسألة التجارة وغيرهم، ممن يرغبون بوجود مزيد من الضوابط".\nوالمسألة الأكثر إثارة للانقسام هو مقترح يقوده ماكرون، المؤيد للاتحاد الأوروبي، يمنح بروكسل مزيدا من السلطات للسيطرة على الاستثمارات الصينية في الصناعات الأوروبية الرئيسية.\nوعقب انقضاء أول جلسة محادثات الخميس، أكد ماكرون "أنا أفضل حمائية عادلة وتجارة حرة، وليس السذاجة".\nويطالب الرئيس الفرنسي الذي فاز على المرشحة اليمينية المتشددة مارين لوبن في الجولة الثانية من انتخابات العام الماضي، بأن تطلق القمة إجراءات للتدقيق في استثمارات الصين في أوروبا. لكن بحسب مسودة قرارات القمة التي اطلعت عليها وكالة "فرانس برس"، نجحت جهود معارضي ماكرون حتى الآن في عرقلة محاولته وهو ما سيؤخر فعليا النقاش إلى تاريخ لاحق غير محدد.\nوحسب المسودة، يطلب القادة من المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، "دراسة الحاجة" للتدقيق في الاستثمارات التي تقوم بها دول خارج الاتحاد الأوروبي، مع كون الصين الهدف الأول.\nوسيدعون كذلك إلى الدفاع عن "التجارة الحرة ومتعددة الأطراف، وسط دور مركزي لمنظمة التجارة العالمية" و"محاربة الحمائية".\nوأصر ماكرون، أمس، أن "تحديث أدواتنا التجارية هو شيء أوليه الاهتمام بالفعل".\nوواجهت فكرة ماكرون الاعتراضات الأشد من السويد وفنلندا والتشيك، إضافة إلى المفوضية الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم، الذين توجسوا من طريقة تدخل فرنسا في السوق المفتوحة.\nوأفادت مالمستروم، هذا الأسبوع بأنها "مسألة غاية في الحساسية" مدافعة عن اتحاد أوروبي منفتح على التبادل التجاري في وجه تنامي النزعة الحمائية في الولايات المتحدة، "لا نريد أن نؤذي الاستثمارات" التي كانت "جيدة بالنسبة لأوروبا".\nوابتعدت ألمانيا، التي تعتبر الصادرات دعامة اقتصادها، تاريخيا عن الحمائية إلا أنها تخوفت مؤخرا من استحواذ شركة "ميديا" الصينية على "كيوكا" الألمانية لصناعة الروبوتات، في عملية شرائية أثارت الجدل محليا.\nودعمت برلين حتى الآن ماكرون في سعيه إلى التدقيق في الاستثمارات الصينية وستؤثر بشكل كبير على النتيجة النهائية للنقاش في هذا الشأن.\nومن جهة أخرى، هناك انقسام أقل بكثير بين المشاركين في القمة بشأن إيجاد وسائل لتعزيز دفاعات الاتحاد الأوروبي ضد الإغراق الذي تمارسه الصين وغيرها من الدول.\nوواجهت بكين إدانات دولية لإغراقها العالم بفولاذ وألواح شمسية وغيرها من المنتجات الرخيصة للغاية، ما ينعكس بشكل سلبي على منافسيها الدوليين.\nويتوقع أن يحث القادة مؤسسات الاتحاد الأوروبي على سرعة تنفيذ إجراءات لمناهضة الإغراق يتم حاليا التفاوض عليها في بروكسل.

الخبر من المصدر