كيف تعالج قلبك من الرياء؟

كيف تعالج قلبك من الرياء؟

منذ ما يقرب من 7 سنوات

كيف تعالج قلبك من الرياء؟

بقلم – هاني ضوَّه :\nالنفس الإنسانية مجبولة على حب المدح والثناء، وتعشق أن ترى الإعجاب والتعظيم في أعين الناس؛ ولكن احذر .. فحب مدح الناس لك يوقعك في الشرك الخفي، الذي حذرنا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين خرج على أصحابه فقال: "أيها الناس إياكم وشرك السرائر"، قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر؟، قال: "يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدًا لما يرى من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر".\nودخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الصحابة الكرام وهم يتذكرون المسيخ الدجال فقال: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيخ الدجال "؟ فقالوا: بلى يا رسول اللَّه فقال: "الشرك الخفي، أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل".\nإذن فالرياء هو طلب الجاه والمنزلة في نفوس الناس بإظهار الالتزام بأعمال الخير من عبادات أو غيرها، أو بما يدلُّ عليها من الآثار، لمحبة ذلك أو للوصول به الى هدف دنيوي.\nوقد سماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالشرك الأصغر فقال: "إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عليكُم الشِّرك الأصغَر"، قالوا: وما الشِّرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: "الرِّياء، يقول الله - عزَّ وجلَّ - لهم يوم القيامة إذا جُزِي الناسُ بأعمالهم: اذهَبُوا إلى الذين كنتُم تُراؤُون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً".\nوالرياء يحبط ثواب الأعمال الصالحة والعبادات، فلا يجتمع الثواب والرياء فقد جاء رجلًا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "يا رسول الله .. أرأيت رجلًا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ قال النبي: "لا شئ له" وأعادها ثلاثًا.\nكما أن الرياء من علامات أخر الزمان روى الطبراني والبيهقي مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق: فرقة يعبدون الله خالصاً، وفرقة يعبدون الله رياء، وفرقة يعبدون الله تعالى ليستأكلوا به الناس، فيقول الله عز وجل للمخلصين: اذهبوا بهم إلى الجنة، ويقول للآخرين: امضوا بهم إلى النار".\nوهناك ثلاث علامات للمرائي وهي: أنه ينشط إذا رأى الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويحبّ أن يحمد في جميع أموره، فإذا وجد شخص في نفسك تلك العلامات فلينتبه وليبدأ في مجاهدة نفسه ليتخلص من هذا الداء الذي يورده المهالك.\nوما أروع ما قاله الإمام أبو حامد الغزالي عن ضرر الرياء: "ومهما عرف العبد مضرة الرياء وما يفوته من صلاح قلبه وما يحرم عنه في الحال من التوفيق وفي الآخرة من المنزلة عند الله، وما يتعرض له من العقاب العظيم والمقت الشديد والخزي الظاهر، حيث ينادى على رؤوس الخلائق يا فاجر يا غادر يا مرائي أما استحييت إذا اشتريت بطاعة الله عرض الدنيا، وراقبت قلوب العباد، واستهزأت بطاعة الله، وتحببت إلى العباد بالتبغض إلى الله، وتزينت لهم بالشين عند الله، وتقربت إليهم بالبعد من الله، وتحمدت إليهم بالتذمم عند الله، وطلبت رضاهم بالتعرض لسخط الله.. أما كان أحد أهون عليك من الله فمهما تفكر العبد في هذا الخزي، وقابل ما يحصل له من العباد والتزين لهم في الدنيا بما يفوته في الآخرة، وبما يحبط من ثواب الأعمال مع أن العمل الواحد ربما كان يترجح به ميزان حسناته لو خلص، فإذا فسد بالرياء حول إلى كفة السيئات فترجح به ويهوي إلى النار، فلو لم يكن في الرياء إلا إحباط عبادة واحدة لكان ذلك كافياً في معرفة ضرره".\nأما عن كيفية علاج الرياء فيتمثل في مراقبة الإنسان لله في كافة أعماله، وأن الله مطلع عليه، وأنه سبحانه وحده من يستحق العبادة الخالصة وأن تصرف الأعمال والطاعات لوجه الكريم سبحانه.\nوكذلك مجاهدة النفس من أجل الخلاص من الرياء، وتذكر عظمة الله وجلاله، واستحضار دائمًا أن الرياء يحبط العمل لأنه نوع من الشرك الخفي الذي يورد صاحبه المهالك، والابتعاد عن مواطن إظهار العبادة حتى لا تزين النفس والشيطان للإنسان أن يظهر عبادته من أجل اكتساب احترام الناس وتعظيمهم واعجابهم.\nفجاهدوا انفسكم وتخلصوا من الشرك الخفي، وادعوا الله مخلصين أن يعيذنا من أن نشرك به شيئاً نعلمه، ونستغفره مما لا نعلمه.

الخبر من المصدر