أسبوع على قطع العلاقات مع قطر.. ماذا جرى؟ وما المُنتظر؟

أسبوع على قطع العلاقات مع قطر.. ماذا جرى؟ وما المُنتظر؟

منذ ما يقرب من 7 سنوات

أسبوع على قطع العلاقات مع قطر.. ماذا جرى؟ وما المُنتظر؟

مرّ أسبوع على قرار قطع العلاقات مع قطر الذي أقدمت عليه مصر والسعودية والإمارات ودول أخرى، على خلفيّة اتهامات صريحة بدعم الدوحة للإرهاب في المنطقة، في خطوة تصعيدية عدّها محللون "أكثر صرامة" مما اتُخِذ خلال خلاف دام ثمانية أشهر في 2014، عندما سحبت السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من الدوحة.\nوتعد هذه الأزمة هي الأخطر التي يتعرض لها مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه في 1981. يضم المجلس 6 دول هي السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان بالإضافة إلى قطر.\nجاءت هذه الخطوة بعد تصريحات نسبتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هاجمت دول مثل مصر والسعودية والإمارات وأمريكا، وشكّكت في نوايا الأشقاء الخليج. فيما خرجت الدوحة لتنفي تلك التصريحات وتؤكّد تعرض وكالة الأنباء للاختراق من قِبل جهة غير معلومة. وماتزال تُجري تحقيقاتها حول الأمر بمساعدة (إف بي ىي).\nعلى مدى الأسبوع الماضي، أعلنت 12 دولة قطع العلاقات مع قطر وإغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية مع الدوحة. ضمّت الدول المُقاطعة مصر والسعودية والإمارات والبحرين ثم لحقت بها اليمن وليبيا والمالديف وموريشيوس وجزر القمر وجمهورية تشاد وموريتانيا، فيما قررت جيبوتي والأردن خفض درجة تمثيلهما الدبلوماسي.\nوأمهلت مصر السفير القطري لدى القاهرة 48 ساعة لمغادرة أراضيها، ومنعت السعودية والبحرين والإمارات مواطنيها من السفر إلى قطر وأمهلت القطريين 14 يومًا لمغاردتها. وعلّلت هذه الدول قرارها بقطع العلاقات، بسبب "تدخل قطر في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب".\nوحذّرت السلطات في الإمارات والبحرين، مواطنيهم من إبداء التعاطف مع قطر أو انتقاد الإجراءات المُتخذة بحقها، في وسائل الإعلام أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبرته "جريمة"، مهددة بسنّ عقوبات على المخالفين قد تصل إلى غرامة لا تقل عن 500 ألف درهم والسجن 15 عامًا في الإمارات، وعامًا في البحرين.\nوبعد القرار توالت عدد من الإجراءات التي جاءت متوائمة مع الخط العام للمقاطعة، فأعلنت شركات الطيران في مصر والسعودية والإمارات والبحرين والمغرب تعليق رحلاتها الجوية من وإلى الدوحة حتى إشعار آخر.\nكما قرّرت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن إنهاء مشاركة قطر في التحالف بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب، ودعمها تنظيمات في اليمن ومنها القاعدة وداعش والإخوان المسلمين، وتعاملها مع المليشيات الانقلابية في اليمن بما يتناقض وأهداف التحالف التي من أهمها محاربة الإرهاب.\nوأعلن نادي الأهلي السعودي -أحد أكبر أندية المملكة-فسخ عقد الرعاية المبرم بينه وبين الخطوط الجوية القطرية. وأغلقت وزارة الثقافة والإعلام السعودية مكتب قناة الجزيرة وسحبت الترخيص الممنوح لها، وكذلك فعلت الأردن.\nوبعد 3 أيام، أصدرت مصر والسعودية والإمارات والبحرين بيانًا مشتركًا، أدرجت فيه 59 فردا و12 كيانًا على قوائم الإرهاب المدعومة من قطر، أبرزهم يوسف القرضاوي ومحمد الإسلامبولي وطارق الزمر. وانتقدت عدم وفاء السلطات في الدوحة بالالتزامات الموقّعة بعدم دعم أو إيواء عناصر منظمات تهدد أمن الدول.\nبعد قرار قطع العلاقات، ظهر أمير دولة قطر لعدة ثوان على قناة "الجزيرة" القطرية وهو يستعد ليلقي كلمة، لكن تم قطع البث دون سابق إنذار.\nوقالت قناة العربية السعودية إنه عقب قرارات دول عدة بقطع علاقاتها بقطر ساد الارتباك مستويات عدة، فعلى المستوى الإعلامي وبينما كانت تنتظر القنوات القطرية كلمة لأمير قطر. توقفت المذيعة في قناة "الجزيرة" -التي تصرف عليها الدوحة مئات الملايين- فجأة لتعلن موعد الكلمة. لكن سرعان ما انقطعت الكلمة بتقرير منقول من قناة العربية لتعود المذيعة وتعتذر عن الخطأ غير المقصود وتقول "يبدو أنه جانب قصير من الخطاب".\nوأعربت الخارجية القطرية عن أسفها لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية معها. وقالت إن "الإجراءات غير مُبرّرة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة". وأضافت أن هذه القرارات تهدف إلى "وضع قطر تحت الوصاية، وأنها تعد انتهاكًا لسيادة الدولة القطرية".\nوأوضح وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الحصار الحالي المفروض على قطر من جيرانها الخليجيين سيكون له آثار سلبية على المنطقة بأكملها. وأدان التحركات ضد قطر، مُعتبرًا إياها "عقابًا جماعيًا".\nكما أعلن استعداد إيران تزويد بلاده بمواد غذائية وتخصيص 3 موانئ لقطر بعد أيام من قطع دول عربية وإسلامية على رأسها مصر والسعودية والبحرين العلاقات مع الدوحة.\nوحول وضع مواطني الدول المُقاطعة في الدوحة، أكّدت قطر على عدم المساس بهم، ونشرت وزارة داخليّتها بيانًا، أمس الأحد، أوضحت فيه أن لمواطني الدول التي قطعت العلاقات معها كامل الحرية في البقاء في قطر وفقا للقوانين المعمول بها.\nشهدت الدوحة فوضى غير مسبوقة في أول ليلة بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مما أغلق خطوط النقل، وأدى إلى نقص في الإمدادات حسب روايات شهود عيان.\nونقل موقع "أخبار الدوحة" تعليق أحد المقيمين في قطر بشأن التكدس الحاصل في مراكز التجزئة، قائلا: "لم أر أي شيء من هذا القبيل أبدا، الناس يجرون عربات كاملة من الطعام والماء".\nوهرع العديد من المواطنين والمقيمين في قطر إلى المتاجر، منذ صباح الاثنين الماضي، لتخزين المواد الغذائية، بعد الاستيقاظ على خبر إغلاق السعودية لحدودها البرية مع قطر، حيث كان يتم استيراد قدرا كبيرا من المنتجات الغذائية عبرها، وفقا لـ "أخبار الدوحة".\nوعلى الصعيد التجاري، خسرت الشركات القطرية مليارات الدولارات جراء قطع العلاقات. فخسر بنك قطر الوطني 3 مليار دولار من قيمته السوقية، فيما انخفض سهم "أمال" بأكثر من 10 في المئة على إثر ارتفاع الزخم في الأسواق. وتراجع البنك القطري الأول 9.9 في المئة.\nصاحب قرار قطع العلاقات مع قطر ردود فعل دولية واسعة، ما بين تأييد ومعارضة ومحاولات للوساطة والتهدئة.\nوقادت الكويت مساعي وساطة، توجّه في إطارها أميرها الشيخ صُباح الأحمد الصُباح، إلى السعودية لإجراء محادثات لحل الأزمة. فيما علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترامب قائلًا "عزل قطر يمكن أن يكون بداية النهاية لرعب الإرهاب".\nعلى الجانب الآخر، دعا رجب طيب أردوغان لرفع الحصار على قطر، مؤكدا أن بلاده لن تتخلى عن الدوحة. وصادق على قرار البرلمان الذي وافق على تطبيق اتفاقية نشر قوات تركية على الأراضي القطرية، حسب بيان للرئاسة التركية نقلته وكالة "الأناضول".\nواعتبرت إيران الحصار على قطر إجراء "غير مقبول". وأرسلت طائرة شحن إلى قطر مُحمّلة بمواد غذائية. وقال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل إن "قطع العلاقات وفرض الحصار أمور مرفوضة وغير مقبولة".\nفيما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "هذا شأنهم، هذه علاقات ثنائية بين هذه الدول، ونحن لا نتدخل في هذه القرارات".\nاتسم موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته بشيء من التناقض حيال قطع العلاقات مع قطر.\nففي بداية الأزمة؛ سارع ترامب للإعلان عن دعمه للإجراءات التي اتخذتها الدول الأربعة ضد قطر، مؤكدًا أن عزل قطر يشكل "بداية نهاية" رعب الإرهاب.\nوألمح الثلاثاء الماضي، إلى تمويل قطر للتطرّف، وقال في تغريدة عبر موقع تويتر: "خلال زيارتي الأخيرة للشرق الأوسط، حددت أنه لن يكون هناك تمويلاً للأيديولوجية الراديكالية مجددًا، وأشار الزعماء إلى قطر، انظروا!". فيما ردّ وزير خارجية قطر قائلاً إن "قطر تحارب بالفعل تمويل الإرهاب".\nوفي اليوم التالي لدعمه القرار، كشف البيت الأبيض عن اتصال هاتفي دار بين ترامب وأمير قطر تميم بن حمد، تضمًنًا عرضًا من الأول للثاني المساعدة في حل الأزمة الدبلوماسية مع الدول العربية.\nبيد أنه سُرعان ما تغيّر موقف ترامب، حتى خرج يوم الجمعة الماضي، يطالب قطر بوقف تمويل الإرهاب بشكل سريع، ويُشير إلى أن كل من كان في قمة الرياض اتفقوا على وقف دعم الإرهاب.\nوقال في المؤتمر الذي عقده في البيت الأبيض، إن قطر تاريخيًا هي ممولة للإرهاب وعلى أعلى المستويات.\nالتناقض في الموقف امتد لوزير خارجيّته ريكس تيلرسون، الذي قال قبل ساعات من تصريح ترامب، إنه لا يتوقع أن يؤثر قرار قطع العلاقات مع قطر، بشكل كبير على قتال تنظيم داعش، وأضاف أن "أمير قطر حقّق تقدما في وقف تمويل الإرهاب، وإبعاد المتشددين من بلاده"، داعيًا لتخفيف الحصار على قطر، وحثها في نفس الوقت على القيام بالمزيد لوقف دعم الإرهاب.\nكما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن أزمة الخليج لم يكن لها تأثير، ولا يتوقع أن يكون لها أي تأثير على العمليات العسكرية الأمريكية في قطر. وقال المتحدث باسمها جيف ديفيز: "لم تتأثر عملياتنا سواء في قطر أو فيما يتعلق بالمجال الجوي المتاح حولها، ولا نتوقع أن يكون هناك أي تأثير".\nواعتبر عدد كبير من وسائل الإعلام الأمريكية موقف ترامب المُعلن والصريح إزاء تمويل قطر للإرهاب، بمثابة إدانة للإدارات الأمريكية المُتعاقبة التي "غضّت البصر" عن ممارسات الدوحة، لاسيّما في ضوء التناقض مع إدارته التي تحاول نزع فتيل الأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط.\nونقلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عن الخبير السياسي ريتشارد هاس، قوله إن الانحياز الأمريكي "غير المشروط" مع السعوديين ضد قطر وإيران "خطير"؛ لأنه قد يُشجّع الرياض على التصرف بتهوّر.\nيرى الدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الحل الدبلوماسي للأزمة "صعب للغاية، وربما يكون مستحيلًا"، وقال إن حل أزمة الدوحة مرهون بتقديمها تنازلات مؤلمة وكبيرة جدًا، قد تُغيّر من سياستها. وأشار إلى أن أطراف النزاع الأخرى لن تقبل بالتعهدات ولن تراها كافية، خاصة بعد الأزمة الدبلوماسية التي وقعت في 2014، عندما سحبت مصر والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة، والتي لم تُنفذ فيها قطر ما قدّمته من وعود.\nوعن احتمالية اللجوء إلى الخيار العسكري، قال أحمد إن ذلك "غير قانوني لأنه بمثابة غزو، ودول الخليج لن ترغب في الإقدام على فعل شيء من هذا القبيل". وأضاف أن "أكثر السيناريوهات المحتملة الحدوث، هو القيام بتغيير داخلي في قطر، وهذا ليس سهلا، ولكن يمكن أن يحدث، خاصة وإنه حدث من قبل".\nفيما رأى الباحث الاستراتيجي، عامر سباينة، أن الخيارات باتت محدودة أمام قطر، الذي أشار بوضوح إلى خيار واحد هو العودة إلى نقطة الارتكاز وهي مخرجات قمة الرياض الأخيرة، بحسب ما قاله لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.\nوأكد أن ترامب تشاور مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون ومع قادة الجيش الأمريكي، في رسالة لقطر مفادها بأن "الرسالة لقطر دبلوماسية" حتى الآن.

الخبر من المصدر