"أمين" يواجه "بطش البلدية" بلافتة "ارحموا البياعين": سيبونا ناكل عيش

"أمين" يواجه "بطش البلدية" بلافتة "ارحموا البياعين": سيبونا ناكل عيش

منذ ما يقرب من 7 سنوات

"أمين" يواجه "بطش البلدية" بلافتة "ارحموا البياعين": سيبونا ناكل عيش

"يا رؤساء حي الدقي.. ارحمو البائعين في شارع نادي الصيد.. احنا مش تاعبين حد.. الريس قال سيبوا الناس تاكل عيش" هكذا فاض حماس "أبو عبدالله" وغلب عليه الطابع الثوري، فأحضر لوحة بيضاء صغيرة وعلقها على سور معهد البحوث الزراعية بشارع نادي الصيد بحي الدقي، وكتب عليها رسالة إلى البلدية باللون الأحمر، في محاولة منه لوقف تجاوزتها مع الباعة الجائلين. \nمحمد أمين الشهير بأبو عبدالله، يعمل بائعا متجولا أمام سور مكتب بريد الدقي منذ أكثر من 30 عاما، يقول لـ"الوطن": "بشتغل هنا من زمان قوي والناس كلها تعرفني".\n"بطش البلدية المتكرر" أكثر ما يضايق "أبو عبدالله" أثناء عمله، يشكو لـ"الوطن" قائلا: "مش سيبيني في حالي، ما بقتش عارف أكل عيش"، يفاجئ دومًا بقوات البلدية باحتجاز بضاعته على حين غفلة رغم سماحهم له بالبيع أمام معهد البحوث الزراعية "ملهمش كلمة، يدوب نفرش وييجوا ياخدوا الحاجة تاني، عشان كدة خسارتي أكتر من مكسبي".\nيستكمل "أبو عبدالله" شكواه قائلا: "كنا بنشتغل قدام وزارة الزراعة، والوزير كان يعدي من وسط البياعين وما يتكلمش، والوزير اللي جه بعده كان كويس وبخلينا نشتغل، لكن الوزير الأخير مشى كل البياعين من قدام الوزارة" هكذا وصف البائع معاناته مع "البلدية" والقرارات الوزارية المختلفة من وزير لآخر.\nيؤكد الرجل الأربعيني الذي اشتهر ببيع لعب الأطفال، أن الباعة الجائلين يعيشون في مطاردات يومية متكررة من قبل حي الدقي، إلى أن استقروا في شارع نادي الصيد، حيث الهيئات والمصالح الحكومية المكتظة بالموظفين الذين يقصدهم الباعة الجائلين لبيع سلعهم، ما دفع "أبو عبدالله" لعرض بضاعته في توقيت خروجهم، يقول: "بنشتغل من الساعة 7 الصبح للساعة 2 الضهر".\nلم تأت اللافتة التي كتبها "أبو عبدالله"من فراغ، بل كانت نابعة من حبه للكتابة والرسم بالخط العربي، يقول: "من صغري وأنا بحب اكتب واعمل لوحات بخط حلو"، وكان يشارك في كتابة العديد من اللافتات في ثورة 25 يناير بميدان التحرير، يتذكر "أنا ثورجي، كنت قاعد وسط الميدان بكتب لوحات وبهتف مع الثوار لحد ما الثورة نحجت".\nزاات مداهمات البلدية لـ"أبو عبدالله"، فاضطر للتصالح معهم، إلا أن ذلك لم يمنعه من كتابة اللافتة بعد احتجاز البلدية لبضائع زملائه الذين يرافقونه البيع في نفس المكان، يقول: "أنا والبلدية بقينا حبايب، وكتبت اللوحة دي عشان الناس اللى بتيع هنا اتبهدلت".\nبعد حصول "أبو عبدالله" على دبلوم تجارة منذ أكثر من 20 عاما، تقدم لشغل وظيفة سكرتير بمشيخة الأزهر، ورغم قبوله بها إلا أنه لم يعمل بها قط، نظرا لإدارته برفقة أشقائه "مقلة" ورثوها عن والدهم بروض الفرج، وسرعان ما ترك أخوته وفكر في عمل مستقل ينفق من خلاله على أسرته الصغيرة.

الخبر من المصدر