الآلف خطوة لاندماج المهاجرين في ألمانيا تبدأ بدورة!

الآلف خطوة لاندماج المهاجرين في ألمانيا تبدأ بدورة!

منذ 7 سنوات

الآلف خطوة لاندماج المهاجرين في ألمانيا تبدأ بدورة!

يجلس ريبر عمر في قاعة حديثة لكنها بسيطة الأثاث وهي تابعة للمدرسة الشعبية في قلب مدينة كولونيا بالقرب من ميدان "نوي ماركت" الشهير، وهو يستمع بتركيز كبير إلى شرح معلمة اللغة الألمانية لبعض حالات القواعد اللغوية. ورغم جفاف المادة وصعوبتها يحاول الشاب الكردي القادم من سوريا كلاجئ أن يفهم ويحاول كتابة الملاحظات التي يحصل عليها أو يفهمها من الدرس. الدرس هذا هو جزء من دورة اندماج يتحمل تكاليفها مكتب الهجرة واللاجئين. ريبر يتحدث الألمانية بشكل لا بأس به وهو سعيد لمشاركته في هذه الدورة ويقول دوما "دون تعلم اللغة لا يمكن للمرء أن يعيش" في هذا البلد.\nنجت ميار ونوار البليش من تفجيرات سيارات ملغومة في دمشق. والآن تقيم الشقيقتان السوريتان مع عائلتهما كلاجئين في ألمانيا وتذهبان إلى دورة لتعلم اللغة الألمانية وتريدان دخول الجامعة ودراسة اختصاص يلبي طموحاتهما. (23.02.2017)\nستبدأ اعتباراً من يناير/ كانون الثاني المقبل في ألمانيا دورات توجيهية أولية لطالبي اللجوء الذين ينحدرون من دول لا تتمتع بمستوى عال من الأمن ولا تُصنف على أنها دول آمنة، وقد تم توفير تمويل لحوالي 88 الف فرصة تدريب. (11.11.2016)\nفي سوريا تعلم ريبر مهنة الحلاقة إلى جانب مهنة "خباز البيتزا" وكان يعيش من المهنتين حسب الظروف. أما في ألمانيا فيرغب ريبر في تعلم حرفة "ميكانيك السيارات". ريبر لم يلتق بوالديه منذ ثلاث سنوات، حيث يقول عنهم إنهم هربوا إلى العراق ويتصل بهم بين الحين والآخر عبر شبكة الانترنت.\nيجلس ريبر إلى جانب ميلاكه على طاولة واحدة في الفصل. ميلاكه مهاجر قادم من إريتريا ويتحدث الألمانية بصعوبة، لكنه مصمم على تعلم اللغة الألمانية بشكل جيد وبأسرع وقت ممكن، ويقول " إنه من المهم بمكان أن يتمكن المرء من الحديث مع الناس". ميلاكه قدم إلى ألمانيا قبل عامين وكان عمره آنذاك 19 عاما، ويأمل في الدراسة في ألمانيا في المستقبل.\nتستمر دورة الاندماج هذه حوالي عاما كاملا وتتضمن ما بين 700 ساعة دراسية للراشدين و 1000 ساعة دراسية للشباب. وتتوزع الساعات الدراسية على ثلاث وحدات تعليمية مهمة: الأولى تعلم أساسيات اللغة الألمانية فيما يخص مواضيع التسوق أو التبضع والسكن والصحة والتعليم وقضاء وقت الفراغ.\nفي الوحدات التعليمية المتممة يتعلم المشاركون كيفية خوض نقاش باللغة الألمانية في مواضيع المجتمع ووسائل الإعلام وعن الدولة والثقافات الأخرى. وتختتم الدورة باختبار، تتبعه دورة توجيهية يتم فيها مناقشة وتعلم النقاش في مواضيع مهمة في المجتمع، مثلا النظام القضائي الألماني والتاريخ والثقافة والقيم الاجتماعية. وهذه الدورة تنتهي أيضا باختبار . ومن يجتاز الاختبارين يكون قد أكمل دورة الاندماج بنجاح.\nفي الغرفة المجاورة لغرفة ريبر وميلاكه تجلس ماريا في الدورة الخاصة بالمجتمع والقيم الثقافية والأخلاقية في المجتمع، أي في الجزء الأخير من دورة الاندماج. ماريا مهاجرة من إيران وترغب العمل في محل لبيع الورد أو افتتاح مقهى خاص بها، وتقول في هذا السياق: "أحتاج إلى الدورة لأني أريد أعيش هنا وأريد تعلم مهنة ما وأرغب أن أعمل وأكسب عيشي". ماريا تفتقد عائلتها في إيران وتقول" أريد أن أكون هناك، حيث تكون الحرية". ماريا ممتنة في وجودها في ألمانيا "لأن ألمانيا تحترم حقوق المرأة، في ألمانيا أعيش مطمئنة وأتمتع بالهدوء"، حسب قولها.\nمعلم ماريا والذي حاول خلال الدورة أن يلخص في وقت قصير التطور السياسي في ألمانيا من عام 1806 وحتى الوقت الحاضر، هو مدرس اللغة الألمانية ومادة التاريخ المتقاعد فولفغانغ هيرمان. هيرمان يقدم أسبوعيا 10 ساعات من دروس دورات الاندماج في المدرسة الشعبية في كولونيا.\nيقول هيرمان "إن العمل هنا يشكل إثراء بالنسبة لي" ويعبر هيرمان عن سعادته بالحصول على هذه الفرصة في هذا المجال المهم، ويضيف "العمل هنا يعطيني الكثير. وأكن احتراما كبيرا لمصير هؤلاء الناس القادمين إلى بلدنا". ويتأثر المعلم هيرمان كثير بما يرويه المشاركين في فصله الدراسي بشأن طريقة هروبهم وعصابات المهربين الذي يستغلون معاناة المهاجرين من أجل كسب المال. وآخر ما سمعه هيرمان في هذا المجال يقوله بنفسه" روى لي أحد المشاركين في الأسبوع الماضي أنه دفع مع اثنين آخرين مبلغ 50 ألف دولار لمهربين".\nتزايد الطب على دورات الاندماج\nويتزايد الطلب على دورات الاندماج يوما بعد يوم "ففي عام 2016 شارك أكثر 340 ألف شخص في دورات الاندماج"، كما تقول المتحدثة باسم المكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين ساندرا شلوتسير. كما خطط المكتب الفيدرالي للهجرة والمهاجرين لعدد كبير من المشاركين في دورات الاندماج في عام 2017، حيث خصص المكتب مبلغ 610 ملايين يورو لتغطية تكاليف هذه الدورات.\n  وشهدت الفترة ما بين 2015 و2016 تضاعف عدد المشاركين في دورات الاندماج. ويعود سبب ذلك، حسب المتحدثة باسم المكتب الفيدرالي ساندرا شلوتسير، إلى أن السلطات سمحت للاجئين من بعض الدول التي تكون نسبة الاعتراف بهم كلاجئين عالية، بالمشاركة في دورات الاندماج حتى وإن كانت طالباتهم قيد الدراسة ولم تحسم بعد. ومن هذا الدول سوريا وإريتريا وإيران والعراق والصومال.\nحسن ع.حسين (إ ب. د(\nألمانيا واحدة من أكثر الدول جاذبية للمهاجرين من مختلف دول العالم وخاصة الشباب من دول الاتحاد الأوروبي وحوض المتوسط بما فيها الدول العربية.\nفي العقود الأخيرة مع تزايد أعدادهم بات دور المهاجرين في ألمانيا أكبر في الحياة الاقتصادية والسياسية وأثبت كثيرون جدارتهم مثل جام اأوزدمير رئيس حزب الخضر.\nتعتبر ألمانيا من الدول الأقل نموا في عدد السكان ويعاني المجتمع الألماني من الشيخوخة مع مرور الزمن، لكن المهاجرين يساهمون في حل هذه المشكلة إلى حد كبير.\nأشار مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا إلى أن عدد المواليد في ألمانيا من ذوي الأصول المهاجرة ارتفع العام الماضي بنسبة 4,2%، وهي زيادة غير مسبوقة.\nكثير من الطلاب يفضلون الدراسة في ألمانيا نظرا لتقدمها العلمي والسمعة الجيدة لجامعاتها ومجانية التعليم بمختلف مراحله حتى الجامعي للطلاب الأجانب أيضا.\nلكن رغم جاذبيتها والامتيازات التي توفرها للمهاجرين من أصحاب الكفاءات، نادرا ما تهاجر القوى العاملة المتخصصة من خارج الاتحاد الأوروبي إلى ألمانيا.\nأدركت ألمانيا أهمية المهاجرين ودورهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، لذا تساعدهم وتدعمهم لتعلم الألمانية والاندماج ولعب دور أكبر في المجتمع.\nولإتاحة الفرصة لذوي الأصول المهاجرة للعمل في القطاع الحكومي، تبذل السلطات جهدها لجذب أبناء المهاجرين والتقدم للوظائف الحكومية مثل الإدارات والشرطة.\nأظهرت الدراسات أن نجاح الاندماج وتجنب بناء مجتمعات موازية، يحتاج إلى تفاعل وتعاون ومساهمة المهاجرين أيضا، إذ أن برامج الاندماج الحكومية لوحدها لا تكفي.\nألمانيا لا تستقبل الطلاب والأيدي العاملة المهاجرة فقط، وإنما اللاجئين أيضا. إذ استقبلت أكبر عدد من اللاجئين في أوروبا وخاصة السوريين. الكاتب: عارف جابو

الخبر من المصدر