معتصمو تطاوين يتمسكون بمطالبهم رغم تدخل الأمن

معتصمو تطاوين يتمسكون بمطالبهم رغم تدخل الأمن

منذ ما يقرب من 7 سنوات

معتصمو تطاوين يتمسكون بمطالبهم رغم تدخل الأمن

ما زال التوتر سائدا في مدينة تطاوين التونسية، حيث واصلت الوحدات الأمنية لليوم الثاني على التوالي انسحابها من نقاط التفتيش ومراكز الشرطة، وانتشر الجيش أمام مقر المحافظة لتأمينها في حالة إعادة المحتجين نصب خيامهم والاعتصام داخلها.\nوازداد التوتر فجر الثلاثاء بعد تعرض مقري الشرطة والحرس للاقتحام والحرق من قبل مئات المحتجين، قبل أن تواجههم الشرطة بقنابل الغاز المدمع لإخراجهم من مقر المحافظة.\nونظم المئات مسيرة شعبية تنديدا بالتدخل "العنيف"، كما طالبوا بمحاسبة المتسببين في مقتل أحد المعتصمين في الكامور دهسا بسيارة أمنية وفق شهادات المرافقين له.\nوأفاد ياسر بالسنون أحد المشاركين في الاحتجاجات للجزيرة نت بأن عشرات العاطلين عن العمل توافدوا على مقر المحافظة للاعتصام سلميا. وأضاف "هذا التحرك جاء فور سماعنا خبر اعتداء الحرس الأمني على المعتصمين في صحراء الكامور وحرق خيامهم".\nويروي شهود عيان أن عناصر الشرطة بادرت بإطلاق قنابل الغاز مما سبب حالة من الهلع في صفوف المحتجين، الذين تعهدوا منذ البداية بسلمية الاعتصام وعدم المساس بالمقرات الحكومية أو القيام بأعمال تخريبية.\nوفي ذات السياق قال مسؤول أمني للجزيرة نت مفضلا عدم كشف اسمه، إن انسحاب الشرطة من المراكز كان ضمن "خطة إستراتجية لتجنب الاشتباك مع المحتجين وتفادي سقوط ضحايا"، مضيفا أن هذا القرار تم اتخاذه رغم توقع ما سينجم عنه خاصة بعد مقتل أحد المعتصمين -ويدعى أنور سكرافي- عقب إسعافه إلى المستشفى.\nويرى عضو تنسيقية اعتصام الكامور نور الدين التطاويني أن الجهاز الأمني أخرج الاعتصام من طابعه السلمي، ويقول للجزيرة نت "رغم عدم الاستجابة لمطالبنا لم نتعمد تنفيذ أعمال تخريبية، ووصولنا إلى مضخات البترول كان لمجرد الضغط على الحكومة".\nويضيف أن تعزيزات أمنية وصلت مكان الاعتصام واستفزتهم قبل البدء بتفريقهم ومطاردتهم بالسيارات، مما أسفر عن إصابة عشرات المعتصمين ومقتل الشاب سكرافي.\nويرفض أعضاء التنسيقية إمهال الحكومة فترة زمنية أخرى، مطالبين بالاستجابة الفورية لمطالبهم، ومؤكدين على قدرة الحكومة على إيجاد حلول مثل تشغيل مجموعة من المعتصمين ثم إلحاق البقية وفق جدول زمني. كما يرون أن الشركات البترولية العاملة في المنطقة قادرة على استيعاب العاطلين عن العمل.\nويتهم الاتحاد الجهوي للشغل في تطاوين قوات الأمن بالتسبب في الاحتقان، حيث يقول كاتبه العام البشير السعيدي للجزيرة نت إنهم حذروا أكثر من مرة من اللجوء إلى الحل الأمني مع المعتصمين الذين حافظوا منذ شهرين على سلميتهم.\nويدعو السعيدي الحكومة التونسية إلى عقد جلسة عاجلة تجمع وزراء مع أعضاء تنسيقية اعتصام الكامور والهياكل النقابية، معتبرا أن "تلكؤ" الحكومة في وعودها التي قدمتها للمعتصمين والاتفاقيات المبرمة مع اتحاد الشغل ساهمت في تأجيج الوضع.

الخبر من المصدر