نجوم خطفهم الموت (5).. محمد عبد الوهاب مات على البساط الأخضر - E3lam.Org

نجوم خطفهم الموت (5).. محمد عبد الوهاب مات على البساط الأخضر - E3lam.Org

منذ 7 سنوات

نجوم خطفهم الموت (5).. محمد عبد الوهاب مات على البساط الأخضر - E3lam.Org

شاركها Facebook Twitter Google +\nالشهرة، النجاح، النجومية، أحلام حققوها ووصلوا لها بتعب واجتهاد دام سنوات، إلا أن الموت قرر اختطافهم في عز سطوع نجمهم، تاركين وراءهم أعمالهم، التي خلدتهم في قلوب جماهيرهم.\nنرشح لك: نجوم خطفهم الموت (4).. عمر فتحي قتلته السرقة\nفي صباح اليوم الأخير من أغسطس 2006، احتضن بساط نادي الأهلي الأخضر، آخر أنفاس ألمع نجومه وقتها، لاعب خط الوسط الأيسر محمد عبد الوهاب، بعد وقوعه عليه أثناء التمرين، واعتقاد الجميع بأن قدمه خانته للحظات، وسيقف ليستأنف اللعب مرة أخرى، ويستعجله أمير عبد الحميد حارس المرمى، لكنه لا يجيب!\nنرشح لك: نجوم خطفهم الموت (3).. محمد الشرقاوي نام ولم يستيقظ‎\nلحظة صمت وصدمة حلت على الجميع، جرى الفريق ليطمأنوا على زميلهم، ويسبقهم الدكتور إيهاب علي، الذي صرخ مرعوبًا يطلب الإسعاف، إلا أن وائل رياض “شيتوس”، أسرع لإحضار سيارته، المركونة أمام الملعب مباشرة لإصابته، أدخلها ونقلوه بداخلها، وصاحبهم الكابتن حسام البدري، الذي جلس بجوار “شيتوس”، الذي يقود السيارة، وخلفهما “عبد الوهاب”، والطبيب، الذي حاول إعطائه “قبلة الحياة”، وصرخ فيه “يا محمد إصحى”، إلا أنه لم يفلح، ولفظ أنفاسه الأخيرة في السيارة، لكن الأخير فضل كتم الأمر، إلى أن يتأكد في المستشفى.\nنرشح لك: نجوم خطفهم الموت (2).. هالة فؤاد بسببها حاول أحمد زكي الانتحار\nكانت “أشهد أن لا إله إلا الله”، آخر ما لفظ “عبد الوهاب”، الذي انتقل للعناية المركزة في المستشفى، وانتظره أقرانه خارجها في ترقب، ليطمئنهم أحد العاملين، بأن الوضع مطمئن، فيهدئون، إلا أن طبيب الفريق يخرج باكيًا ويخبرهم أن “محمد مات”، لينهار الجميع باكيًا غير مصدقين، متسائلين عن كيفية إخبار والدته، المتواجدة في الفيوم، والتي تركته قبل وفاته بيوم واحد، بعد إلحاح منه بأن تسافر لإخوته، وإصراره على أن يبيت معه أصدقائه عله كان يحاول الخروج من اكتئابه الذي أصابه في فترات حياته الأخيرة، لكنهم اعتذروا منه، لارتباطاتهم.\nلحظات صعبة، عاد أصدقائه للنادي لتبديل ملابسهم، وأخذ حاجياتهم، للاستعداد للجنازة، ينهار “شيتوس”، بعدما فتح دولابه، ورأى أشيائه التي وضعها قبل وفاته، ولم يكن يعلم أنه لن يأخذها مرة أخرى، وصل الخبر لإخوته، ولأهل قريته، والأقارب، الذين تجمعوا أمام المنزل، منتظرين الأم العائدة من السوق، والتي رأتهم مجتمعين ففطنت أن سوء ضرب المنزل، عله الأب المسافر، سألت ولديها أحمد ومحمود الصغير الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، “أبوك حصله إيه؟”، إلا أنهم أكدوا لها بأنه بخير، لكن “محمد” أكبر أولادها الذكور أصابته وعكة صحية ونُقل إلى المستشفى ويريد رؤيتها، لكن عاطفة الأم، أدركت أنها ذاهبة لتشييع جثمانه، وتحضنه الحضن الأخير، الذي حُرمت منه وهو يحتضر، والذي ظلت تسأل أصدقائه لأعوام كثيرة بعدها “حد كان جمبه؟ حد كان واخده في حضنه؟ آخر حاجة قالها إيه؟”، أسئلة كثيرة راودتها لأعوام، تسرق منها لحظات تواسي قلب الأم الكسير، الذي انفطر على “سندها”، كما وصفته، والذي بموته عاشت أعوام بعدها “ميتة” لتؤدي رسالتها في الحياة وتربي أصغر أبنائها.\nجنازة مهيبة، عدد كبير من المصلين عليه في المسجد، دموع من الجماهير، الكل غير مصدق أن ابن الـ23 من عمره، الصحيح جسديًا، يختطفه الموت بتلك السرعة، تلك المظاهر التي خففت على والدته وثبتتها، وجعلتها لا تفعل شيء سوى أن تدعي له، وتصرخ في من حولها، تطالبهم بالدعاء له، فهو يُسأل، وسيطويه التراب وحيدًا، ذلك الذي كان سندًا لها ولشقيقاته الأكبر منه، وأشقائه الأصغر، لتعود منزلها بعدها، وحيدة، حاملة هم أم ثكلى، تعيش حياتها المتبقية، في تعب لا يشفيها منه سوى أن تدفن بجواره.\nمات نجم نادي الأهلي، الذي لمع سريعًا وخطف انتباه الجماهير ومحبتهم، لأخلاقه قبل أدائه، ولكنهم لم يكن يعلموا حقيقة إصابته باكتئاب طويل، خلال الفترات الأخيرة في حياته، لكن لم يتخيل أحد أن سقوطه في أحد مباريات الأهلي مع الزمالك، وتشنجه وإمساكه بصدره، جرس إنذار لوفاته التي جاءت بنفس الطريقة، فالطبيب بعد تلك الوقعة، فحصه وأكد له أنه سليم معافى، خاصة أن “عبد الوهاب” أكد له أن تلك المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، لذلك ظن أنه إغماء عابر، لذلك استأنف اللعب في اللقاء المهم بالنسبة له ولفريقه، بعد إفاقته منه، رافضًا تمامًا الخروج من الملعب.\nنرشح لك: نجوم خطفهم الموت (1).. علاء ولي الدين رحل فجأة بعد صلاة العيد\nبالرغم من كل ذلك البكاء، والمشهد الجلل الذي شيعت فيه جنازة، اللاعب الراحل، ووقفات الوفاء المتكررة في الملاعب، وصورته التي زينت المدرجات لفترات كبيرة بعد وفاته، لكي يكون الغائب الحاضر، إلا أنها كلها انطوت بعد 11 عامًا فقط على وفاته، على والدته، التي عاتبت زملائه على عدم السؤال عنها، بعد وفاته، ونسيانهم زيارتها، التي كانت تلتمس فيها رائحته، فلقد كانت رؤيتهم هي عكازها على الصبر، لحبها فيهم فـ”أحباب محمد أحبابي، والنادي الأهلي كان حبه الأكبر”، هكذا كانت دائمًا ما تصفهم، كما وصفت نفسها بعده بأنها “عايشة ميتة”، فالميت ارتاح ومن ورائه هم المتعبون.

الخبر من المصدر