من عبد الناصر إلى السيسي.. يا قلب لا تحزن

من عبد الناصر إلى السيسي.. يا قلب لا تحزن

منذ ما يقرب من 7 سنوات

من عبد الناصر إلى السيسي.. يا قلب لا تحزن

عاش الشعب المصري في كبت ونضال مع الحكم الملكي، فمع تغيير الوزارات في خلال فترة حكم الملك، سواء كانت حكومة السعديين أو حكومة الوفد، وحتى مع وجود الاحتلال الإنكليزي في مصر، وفي ظل مقاومة الإخوان المسلمين في فلسطين ضد الصهاينة والإنكليز في القنال والقاهرة، قد كانت مصر تعيش في فترة عصيبة!\nبقيادة الضباط الأحرار، وخصوصاً المرحوم محمد نجيب، والضابط جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وجمال سالم، قرر الضباط الأحرار عمل انقلاب على الملك فاروق في 23 يوليو/تموز 1952، وهو ما لُقّب بثورة يوليو.\nطلب محمد نجيب من علي ماهر، رئيس الوزراء، أن يرسل رسالة للملك فاروق، يأمره فيها بالرحيل عن مصر، بأمر من الثورة، وبالفعل ترك الملك فاروق مصر في تشريفة عسكرية، بقيادة جنود الحرس الملكي احتراماً لمكانته وتاريخه، ولكن ما لا يذكره التاريخ في أول اختلاف كان بين محمد نجيب ومجلس قيادة الثورة، وهو رفض محمد نجيب إعدام الملك فاروق، بالرغم من إصرار جمال سالم على إعدام الملك فاروق، فهو ليس بالجديد على رجل خان محمد نجيب وانحاز لعبد الناصر، وقام بالحكم على قيادات الإخوان بالإعدام في محاكم عسكرية هزلية لا تنتمي إلى الإنسانية بأي صلة.\nمحمد نجيب كان يؤمن بأن الديمقراطية يجب أن تتم وفقاً لما أراده الشعب، وعلى الجيش أن يرجع إلى ثكناته، فقد ذُكر عن محمد نجيب أنه قال: تمنيت خلع فاروق دون إراقة دماء أو التحام مع جنود الحرس الملكي، وفي ظل وجود رئيس قوي لمصر في ذلك الوقت للأسف، كان عبد الناصر الشاب الذي ترعرع في حارة اليهود، يؤيد الثورة على الديمقراطية وحرية الشعب، ومع الأسف كان أغلب الشعب يؤيد عبد الناصر بسبب انحياز الإعلام انحيازاً تاماً له، حتى إنه يذكر عندما ادعى عبد الناصر قيام مجموعة من التنظيم الخاص باغتياله في حادثة المنشية في ديسمبر/كانون الأول 1954، قام أحد المواطنين بالعثور على المسدس الذي أطلق منه 6 رصاصات على عبد الناصر، وأخذ المسدس وأصر على أن يذهب للقاهرة ليسلمه شخصياً لعبد الناصر، ولأن هذا المواطن المسكين كان موظفاً لا يملك حق تذكرة القطار من الإسكندرية للقاهرة، أصر على أن يذهب إلى القاهرة على قدميه حباً، ومن أجل عيون عبد الناصر.\nمن عبد الناصر إلى السيسي.. يا قلب لا تحزن\nدائماً ما يقول الناس إن الخيانة موجودة في الجيش المصري، ويحتجون علينا بعبد الناصر والسيسي، ولكن في الحقيقة هذا الجيش العظيم قام بتخريج أجيال دافعت عن تراب مصر، ولكن لأن التاريخ يُشترى بالمال، فلم يعطِهم التاريخ حقهم، أمثال المرحوم الشاذلي ومحمد نجيب، في نفس السياق التاريخ يذكر لنا عبد الناصر بأنه بطل حرب، بالرغم من فشله في الحروب وفي إدارة البلاد، وخيانته لأقرب المقربين له أمثال عبد الحكيم عامر وجمال سالم، حتى مع الإخوان المسلمين، فقد كان يريد عبد الناصر أن ينشئ انشقاقاً داخل الإخوان، وأخذ يتقرب من عبد القادر عودة، صاحب حادثة عابدين المشهورة، عندما أمر عشرات الآلاف من الإخوان بالانصراف من أمام قصر عابدين، بالرغم من وجود عبد الناصر داخل القصر، وعندما حدث هذا أمام عينيه أدرك أنه أمام نظام لا يجب أن يستهان به، وخصوصاً في أمر الطاعة الذي كان ما يميز الإخوان المسلمين فيما بينهم البعض، فقد كان يريد عبد الناصر من عبد القادر عودة -رحمه الله- أن ينشق عن الإخوان، وكان عبد الناصر يستغل أن عبد القادر عودة كان من نفس بلد عبد الناصر أسيوط، ولكن للأسف فشل عبد الناصر في خطته، وقام في النهاية بإعدام عبد القادر عودة في مشهد يدل على خيانة العيش والملح، كما يقول المثل الشعبي المصري.\nما زال نظام السيسي يتبع أسلوب عبد الناصر، ولكن بشكل متخلف، فدائماً ما تجد ضباط أمن الدولة يقومون بغسيل مخ لشباب الإخوان على أن قياداتهم قاموا بالدس بهم في المظاهرات، وأنهم كبش فداء لشرعية الدكتور محمد مرسي، بالرغم من أن قيادات الإخوان ترتدي البدلة الحمراء في انتظار الإعدام في أي وقت، فما أشبه اليوم بالبارحة تتقدم الدول في العديد من المجالات والمخابرات المصرية لم تتغير وتتبع منهجاً قديماً للسيطرة على أفكار الإخوان في طريقة تشمئز منها النفوس.\nإعلام بالحب على ما تفرج\nمن أغاني محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حتى إلى أفلام إسماعيل ياسين، والقصص الخيالية عند عبد الناصر حتى في هزيمة الجيش في نكسة 1967، كان الشعب خلف عبد الناصر ليس لأن الشعب كان جاهلاً -لا سمح الله- ولكن لأن إعلام عبد الناصر كان يقوم بإتقان عمله، ففي وظيفة الإعلام أن يعطي المجتمع ما يريد ليس ما يحتاج، وكان نظام عبد الناصر يمشي بالعكس، فقد كان يعطي المجتمع المصري ما يحتاج؛ لهذا كان الشعب يصدق الإعلام في كل ما يقوله، التاريخ يعيد نفسه مع حكومة الانقلاب، بقيادة السيسي، فالغريب أن ترى كل القنوات والصحف لا تهاجم السيسي شخصياً أبداً، وكأن السيسي معصوم لا يخطئ، وكل الخطأ والفقر في مصر بسبب أن الشعب لا يريد أن يصبر، فكل وعود السيسي المحترم (طلعت فنكوش)، مع الأسف يعتقد الشعب المصري أن أيام حسني مبارك عادت مرة أخرى، ولكن أخطأ الشعب، فهذه هي أيام عبد الناصر، فما على الشعب المصري إلا أن ينتظر، كما يقول الشيعة بخروج المهدي المنتظر، فمن الممكن أن يخلصنا المهدي من السيسي عندما يطلع المشمش إن شاء الله.\nالتدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

الخبر من المصدر