المحتوى الرئيسى

صور وفيديو| من «كوخ» فى حديقة إلى أول مدرسة مجتمعية.. «من أحياها» تحي أطفال البحاورة

05/22 00:50

عشرات من التلاميذ، يجلسون على الأرض، في حلقة دائرية، يرتدون زيًا موحدًا، تيشيرت أخضر اللون، وبنطلون كحلى، يغنون بالتصفيق بالأيدي: "إيد لوحدها ماتصقفش.. طير بجناح مكسور مايطرش.. جمد قلبك قول ماتخفش تقدر على العالم وما فيه"، بجانبهم، تقف "ديدي" امرأة فى الأربعين من عمرها، ألمانية الجنسية، تلتقلط لهم الصور والفيديوهات،احتفالا بانتهاء العام الدراسي الأول لمدرستهم المجتمعية "من أحياها".

من 6 سنوات استقرت "ديانا ساندور" المعروفة بـ"ديدي" في قرية "البحاورة" بالعياط فى محافظة الجيزة، لتكتشف أن أقرب مدرسة للقرية، تبعد 4 كيلومتر، غير أن الأطفال يهربون منها، ولا يرغبون فى استكمال تعليمهم، لتقررأن تنشأ لهم مكانا يساعدهم على تنمية مهارتهم، تقول لـ"التحرير": "لقد جئت لهذا المكان عن طريق أحد أصدقائي وهي متزوجة من مصري من هذه المنطقة، وأتيت إلى هذه المدينة، وسألت الناس عما يحتاجونه قالوا إنهم ليس لديهم مدرسة، ومهمتي في الحياة هي بناء المدارس المجتمعية، لذلك أخبرتهم أنني سأنشئ مدرسة، وبدأت المدرسة في كوخ صغير بحديقة، وحينما حضر الأطفال بدأنا بجميع الأنشطة من ألعاب وألغاز وتلوين ولغة إنجليزية، ومع الوقت علمت أنهم بحاجة إلى تعلم اللغة العربية ومعرفة كيفية القراءة والكتابة الصحيحة".

اتجهت "ديدي" إلى جمعية "من أحياها" التى تهدف إلى تمكين وتنمية الأفراد ورفع مستواهم الاقتصادي والتعليمي، لطلب المساعدة: "كبرت المدرسة مع الوقت وجاء أطفال أكثر فاحتجت لمساعدة أكبر، فتواصلت مع شيماء المدير التنفيذى للجمعية، وعندما جاؤوا ساعدوني بالمدرسين الذين يعملون بعد الظهر في تدريس اللغة العربية، لكنى شعرت أنه ليس كافيا، فنحن نحتاج لمدرسة حقيقية".

بعد أيام قليلة، لبت "شيماء طنطاوى" المدير التنفيدي لـ"من أحياها" طلب "ديدي"، وذهبت إلى قرية البحاروة، تقول: "إحنا بدأنا فى العياط من 2014، لأن ديدي كانت محتاجة تدخلنا، للتواصل مع الأولاد عشان اللغة، وعايزة ناس تتكلم عربى وعندها مناهج عربية، وفى نفس الوقت، من أحياها كانت بتطور فكرة التدخل فى البرامج التعليمية، فاشتغلنا معاها على فكرة تدريب المدرسين، لتعليم الأطفال القراءة والكتابة".

جمعية "من أحياها" أُسست من ٢٠٠٧ بهدف تمكين وتنمية الأفراد ورفع مستواهم الاقتصادي والتعليمي، وذلك من خلال برامج أهمها برنامج "التعليم البديل"، عبارة عن تعلم نشط يهدف إلى تعديل وتنمية الجانب المعرفي والسلوكي والوجداني للأطفال من سن 8 - 12 سنة، وذلك عن طريق برامج أُعدت من خلال متخصصين في المجال التعليمي والنفسي للأطفال، وهذا ما استخدمته شيماء فى قرية البحاورة تقول: "تعاونا مع ناس بتعمل أنشطة مختلفة، لأننا بنشتغل على الجانب الأكاديمي والتنموي، فى 2014، بدأ الأطفال يطلبون بشكل مباشر إحنا عايزين مدرسة، فى الأول كان دا صعب جدا، لأننا معندناش إمكانيات بناء مدرسة، لكن إلحاح الناس وتدخلها، وتعاونها المادى شجعنا على البداية".

فى أواخر 2016، وبالتحديد فى شهر أغسطس، وعلي مسرح روابط، بوسط البلد، عرض أطفال قرية البحاورة، مسرحية "العلبة دى فيها إيه"، كنتاج لعدد من الورش الفنية، التى التحقوا بها فى "كوخ الحديقة"، تقول شيماء: "الأطفال بنفسها طلبت مننا نعمل مدرسة، فاتبرع حد من أهالى القرية بالأرض، وخلال 3 شهور، طلعنا التراخيص، وبقى عندنا أول  مدرسة مجتمعية".

"مدرسة من أحياها بالبحاورة" عبارة عن مبنى من طابق واحد، مقسم إلى ثلاثة فصول، اثنان منها للصف الأول والثانى والثالث الابتدائي، والآخر مكتبة تحت الإنشاء، وحديقة صغيرة، يلهو فيها الأطفال، تقول شيماء: "بنشتغل على الجانب الأكاديمى وجزء خاص ببناء القدرات المعرفية للأطفال، من خلال الفن والمسرح لأن دا بينمى مهارتهم وبيساعدهم على تقبل المجتمع، وكل الأنشطة من جوا المكان وبمواردها المحدودة جدا".

عشرة أيام، قضاها أطفال البحاورة، داخل مدرستهم، للتجهيز لعرض "العروسة" احتفالا بانتهاء العام الدراسي الأول لمدرستهم، تقول شيماء: "أول عرض كان العلبة فيها إيه، وكانت بيطلب الأطفال من خلاله إنشاء المدرسة، وبعد سنة من إنشائها، بيعرضة المسرحية التانية العروسة، اللى هى المدرسة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل