المحتوى الرئيسى

الخرزة الزرقاء

05/21 20:15

في الشهر السابق قمت بتغيير إطارات السيارة جميعاً بعد أن ادخرت المال الكثير لمثل ذلك الحدث الجلل بعد الارتفاع الجنوني للأسعار، فقد بلغ سعر الفردة الواحدة منها 1450 جنيهاً بعد أن كانت بـ400 جنيه فقط!

كنت أدخر المال لتغيير زوج واحد منها إلا أن الزوج الآخر قد أعلن غضبه ومزَّق نفسه تحت "جنوط" سيارتي، فتركت السيارة واستخدمت التاكسي عوضاً عنها.

وقد كان ذلك لافتاً لأصدقائي، خصوصاً بعد أن بات حديثي الدائم معهم عن ارتفاع أسعار الكاوتشوك!

وهنا تظهر لي إحدى صديقاتي بهدية عبارة عن "خرزة بعين زرقا" طالبةً منّي تعليقها داخل السيارة حتى تحرسني، وأعطتني كذلك حذاء طفل لأتفاءل به!! وتجلَّى صديق آخر بنصيحة وهي أن أذبح شيئاً حياً بأربع أرجل على "كبوت" السيارة، وأطبع بدمائه كفّي على جميع صاجها وزجاجها حتى تبعد عني عين الحساد!!

قبلت الهدايا والنصيحة منهما، ثم أخذت أفكر في معنى ذلك، ووجدت أن معناه هو أن تلك السيارة هي أحدث ما ابتكره العقل البشري، في حين أن من يفعل بنصيحة أصدقائي ما زال محتفظاً بالعقلية الرجعية التي ما زالت تؤمن بأن مثل تلك الخرزة الزرقاء وفردة الحذاء قد تمنعان عني حادثاً ما أو اختراق فردة الكاوتش! أو أن ذبح ذلك الأرنب المسكين سيزيح عن طريقي كل المسامير وفتات الزجاج المتناثر على الأسفلت الذي تزين بالحُفر والمطبات الصناعية.

لذلك فقد تخلصت من نصائحهم التي ورثوها من تلك التقاليد والثقافات الرثة على اقتناع بأنه إذا لم تقم الحكومة بتوفير طرق سليمة، ولم تقم إدارة المرور بمنح التراخيص إلا لمن أتقن السواقة فلن نجد سبباً منطقياً للحوادث وقطع الكاوتشوك.

أما عن السؤال الذي لا أجد له إجابة منطقية فهو كيف لسعر فردة الكاوتش أن يصل لمثل ذلك السعر في أقل من سنة؟!

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل