القلل القناوي ..ثلاجة الغلابة في زمن الغلاء

القلل القناوي ..ثلاجة الغلابة في زمن الغلاء

منذ ما يقرب من 7 سنوات

القلل القناوي ..ثلاجة الغلابة في زمن الغلاء

بالفيديو والصور .. "أشغال" تحول منطقة العزيزية إلى خلية نحل\nفوزية الخاطر: إلغاء إجازة الربيع حدث إستثنائي وستعود الأعوام المقبلة\n50 يوماً إجازة صيفية للمعلمين\nبالفيديو .. الجبير: رؤية إدارة ترامب تتفق مع الرياض في القضاء على الإرهاب والتصدي لإيران\n"الشرق" تواجه مسؤولي التعليم بانتقادات الطلاب حول إجراء الاختبارات في رمضان\nمنوعات الخميس 18-05-2017 الساعة 06:31 م\nفي عصر التقدم التكنولوجي الهائل الذى جعل من الراحة شعارا للناس يظل هناك كثير من البسطاء الذين لا يعرفون من تلك الوسائل سوى اسمها المطبوع على منتجات تظهر على شاشات التلفاز أو يرونها في المتاجر المزدحمة بالجهزة الالكترونية وشاشات البلازما والثلاجات الفخمة التي بمجرد الضغط على زر تنهمر منها المياه المثلجة وزر آخر يجلب الماء الساخن.. لكن ثلاجة الغلابة من نوع آخر صنعه المصريون منذ مئات السنين من الفخار وهى صناعة اشتهرت بها محافظة قنا بصعيد مصر وخرجت منها القلل القناوي، وهى قنينة الماء المصنوعة من الفخار كتراث مصرى أصيل تتمسك به كثير من المناطق فى مصر إلى الآن، اتخذ من الطمى وماء النيل وسيلة بسيطة لصنعها، كما عبرت عن الملامح المصرية وارتبطت بحضارة وادى النيل، وعبرت عن احتياج السكان للفخار في طهي الطعام وحفظ المياه بل عاش جزء أساسي من مفردات الحياة لسنوات طويلة..\nصناعة الفخار واحدة من أهم وأقدم الصناعات، التى ظلت محافظة قنا محتفظة بها أو من أقدم الفنون التى ظهرت فى العصور القديمة، وهى حرفة تعتمد على الطبيعة المحيطة التى توفر مواد صناعة الفخّار، فالمادة الخام المستخدمة فى هذه الصناعة منتشرة فى الجبال المصرية بكثرة، خاصة فى جبال جنوب مصر. وتستخدم مادة الفخّار فى صناعة أشكال وأنواع وأحجام مختلفة من الأوانى أو الأوعية، مثل: الزير والجرّة والبكلة والقلّة والزهرية والفازة والمرقسية والطاجن والزعافة والأبريق وغيرها من الأوعية الأخرى التى يُبدع فى صناعتها الحرفيون\nالمصريون، ومن مميزاتها رخص أسعارها وأشكالها البديعة البسيطة.\nظلت القلل المملوءة بالماء المطعم برائحة الزهر امام المحلات خاصة المناطق الشعبية. وتعتبر أهم ما يميز الشرفات المصرية حتى ظهرت الثلاجات، فى كثير من البيوت فى المناطق الغنية والفقيرة على حد سواء توضع القلل فى مكان قريب الى الهواء على طرف النافذة فتكتسب برودة تفوق التي تنبعث من أعتى المبردات.. وفي الموروث الشعبـي سماها المصريون “المليحة” وفى أمثالهم أن الضيف الثقيل “تكسر وراءه قلة” احتفاء برحيله. القلل تصنف من أقدم العادات والطبائع المصرية، حيث اعتاد المصريون شرب المياه منها فى الصيف حيث الحر الشديد وخاصة فى القرى والمدن الصغيرة.\nالقلة القناوي تغنى بها الملحن الراحل سيد درويش على لحن بديع خيري "مليحة قوي القلل القناوي..رخيصة قوي القلل القناوي.. قرب حدانا وخد قلتين.. خسارة قرشك وحياة ولادك.. ع اللى ماهواش من طين بلادك" ولم يكن سيد درويش هو الوحيد الذى غنى لـ “القلل” حيث غنـى لها الشيخ إمام “البحر بيضحك ليه وأنا نازلة ادلع أملا القلل” وغنى الشيخ إمام أيضاً “سايس حصانك” والتى كانت تروى لنا كيفية تبخير “القلة” — أحد الطقوس والعادات الشعبية — ليكتسب الماء نكهة مميزة ومذاقا خاصا. والقلة كانت من أساسيات جهاز العروس، وكان العريس يشترى فى الخطوبة" قلة الحرملة" ورغم ان شكلها تغير لكنها ظلت تراثا لا ينتهى ولا يسقط بمرور الزمن.\nفكره التبريد تتوقف على تبخر المياه التى تتسرب من مسامات جسم القلة، وصناعتها تمر بعدة مراحل، حيث يتم إعداد الطين ووضعه فى أحواض كبيرة، ثم تصب عليه المياه ويترك لمدة ساعتين تقريبًا وبعدها يتم خلطه واستخراج الشوائب منه ثم يصفى ويترك حتى يتماسك، لتأتى مرحلة الدولاب (العجلة) وذلك بوضع الطين فى دولاب دوار كان يتم تحريكه قديمًا بواسطة اليد أو القدمين، أما حديثــًا فيتم تحريكه بالكهرباء، ويبدأ فى تشكيل القطعة من أسفل إلى أعلى مع استمرار الدوران لتوضع أخيرًا بالفرن المخصص لذلك، إلى أن يتم الانتهاء من الشكل المطلوب، وكثيرًا ما يبدع صانع القلة فى زخرفتها وتزيينها برسوم نباتية، وحيوانية، وأشكال هندسية وكتابة حكم وأدعية.\nإشترك في نشرة البوابة اليومية لتصلك عبر الإيميل\nجميع الحقوق محفوظة © 2016 Al-Sharq الموقع تم تطويره بواسطة

الخبر من المصدر