"الوفد" تحاور صاحب مبادرة تصحيح الأخطاء اللغوية في الشوارع

"الوفد" تحاور صاحب مبادرة تصحيح الأخطاء اللغوية في الشوارع

منذ 7 سنوات

"الوفد" تحاور صاحب مبادرة تصحيح الأخطاء اللغوية في الشوارع

طالب حسام مصطفى إبراهيم، مؤسس مبادرة "اكتب صح" وصاحب فكرة تصحيح مفاهيم اللغة العربية فى شوارع مصر، مسئولى مترو الأنفاق بالتصريح له للبدء فى العمل على تنفيذ مبادرته وحصر الأخطاء الإملائية الموجودة باللافتات العامة بمحطات المترو فى خطوطه الثلاثة والعمل على تصحيحها.\nوأضاف إبراهيم، فى أول حوار بعد إطلاقه للمبادرة أمس الثلاثاء لـ"بوابة الوفد"، أن فكرة المبادرة قائمة على تصحيح الأخطاء الإملائية فى اللافتات العامة والإعلانية فى مختلف شوارع مصر ولكن البداية ستكون بالمترو واللافتات الموجودة به المليئة بالأخطاء.\nوأكد أن هدف المبادرة هو توفير وعى مجتمعى شامل بقضية اللغة العربية وضرورة الحفاظ عليها وتعلم الشكل الإملائى الصحيح لكلمات كثيرة نراها ولا نعلم أنها مكتوبة بشكل خاطئ، مطالبا الدولة بإصدار قانون يجرم الأخطاء الإملائية في اللافتات العامة، وعدم جواز طبع أي شيء إلا بعد المرور على مراجع لغوي على غرار دولتى الأردن والسعودية.\nفكرة المبادرة قائمة على تصحيح الأخطاء الإملائية فى اللافتات العامة والإعلانية فى مختلف شوارع مصر ولكن البداية ستكون بالمترو واللافتات الموجودة به المليئة بالأخطاء.\nوما سبب اختيارك للمترو ليكون نقطة الإنطلاق؟\nلأن المترو يستخدمه ما يقرب من 3.5 مليون مواطن فى اليوم بإجمالى 53 محطة فى الثلاثة خطوط وهذا عدد كبير لا يستهان به .. تخيل لما الملايين من البشر كل يوم تقع أعينهم على أخطاء إملائية بشعة فى المحطات واللافتات الإعلانية ماذا يمكن أن يحدث .. الخطأ سوف ينطبع لا إراديا فى أذهانهم وسيحاكونه أوتوماتيكيا ويعلمونه لأبنائهم ومرؤوسيهم ولكن لو وقعت أعينهم على الكلام مكتوب بشكل صحيح سوف يحدث العكس.\nوماذا تحتاج لكى تبدأ فى تنفيذ فكرتك؟\nكل ما احتاجه فقط هو الحصول على موافقة من مسئول فى المترو نحصل من خلاله على التصريح بالعمل والنزول إلى المحطات بشكل رسمى وحصر اللافتات الموجود بها أخطاء إملائية وتصحيحها وليس إزالة اللافتات بالكامل.. وفى حالة رفض المترو تدخل أى شخص من خارجه فى بعض الأعمال سيكون دورى فى فقط تحديد الأخطاء وتسليمها لإدارة المترو ثم يتخذون القرارات المناسبة بعد ذلك.\nوما هى الأدوات التى ستستخدمها فى العمل؟\nسوف نحتاج إلى ادوات بسيطة جدا تتمثل فى عبوتي دهان وفرشاة وخطاط وسنستخدمها فى تعديل وتصحيح الأخطاء فى اللافتات العامة وليس الإعلانات الخاصة بالشركات لأن وضع هذه الإعلانات مختلف وتحتاج إلى إزالتها وعملها من أول وجديد.\nفى حالة اللافتات العامة فقط ستكون التكلفة بسيطة وسوف أتحملها كاملة ولن أطلب من المترو شيئا ولكن تصحيح الإعلانات ستحتاج إلى أموال أكبر.\nوما هو الهدف من المبادرة ؟\nهدف المبادرة هو خلق وعى مجتمعى شامل بقضية اللغة العربية وضرورة الحفاظ عليها وتعلم الشكل الإملائى الصحيح لكلمات كثيرة نراها ولا نعلم أنها مكتوبة بشكل خاطئ وتوعية الناس بأن هناك خطأ وصح وكيف نتحرى الصح لأن الغالبية ترى الخطأ ولا تعرف أنه كذلك، فضلًا عن الحفاظ على اللغة العربية من مزيد من الإنحطاط والذوبان وصولا إلى تشريع قانون يجرم الأخطاء الإملائية في اللافتات العامة، وعدم جواز طبع أي شيء إلا بعد المرور على مراجع لغوي.\nهل هناك دول أخرى تطبق هذا القانون ؟\nنعم في السعودية يوجد قانون يمنع كتابة اللافتات بغير اللغة العربية، وكذلك في ألمانيا.. وفي الأردن يوجد قانون لحماية اللغة العربية، ويفرض عقوبات على المخالفين ومنذ فترة نشر خبر إنذار المجمع اللغوي الأردني 122 محلًا تجارية لمخالفة قانون حماية اللغة العربية، وطالبهم بتوفيق أوضاعهم وإلا وقعوا تحت طائلة المادة الخامسة عشرة من القانون وتنص على أنه "يعاقب كل من يخالف أحكام القانون بغرامة لا تقل عن ألف دينار ولا تزيد على ثلاثة آلاف دينار".\nوهل هذا القانون سيكون دستوريا؟\nنعم سيكون دستوريا لأن الدستور ينص على أن اللغة العربية هى اللغة الرسمية للبلاد ومن ثم فإن الحفاظ عليها سيكون متوافقا مع الدستور.\nفى حالة نجاح المبادرة فى المترو.. ما هي الجهة المقبلة؟\nبعد نجاح المبادرة فى المترو سننتقل إلى لافتات المرور التى تمتلئ بالأخطاء "مسخرة" والطرق والكباري وماكينات صرف الفلوس والمناطق السياحية ثم لافتات المحال.\nالبعض قد يقول لدينا مشكلات أهم من اللغة العربية .. بماذا ترد عليهم ؟\nمعاهم حق، لدينا مشاكل أخرى كثيرة ولكن لو استمررنا نلوح بباقى المشاكل كلما نأتى بحل لمشكلة فإننا لن نتحرك خطوة واحدة للأمام .. أنا بصيت ع المشكلة اللي أفهم فيها وأقدر أحلها، ولو كل واحد عمل كده في مجاله، هتفرق كتير.. الأخطاء اللغوية مش حاجة تافهة ولا أمر لا يستحق الوقوف أمامه، دي قضية مصير وعقيدة ووعي، والتهاون معاها مدخل من مداخل الفهم الخاطئ للنصوص والآيات وبالتالي الوقوع فريسة للاستهواء والتطرف.. وكل شيء وله بداية، وكل مشكلة كبيرة بداية حلها نية وقرار.

الخبر من المصدر