شاهد.. 69 عامًا ونكبة فلسطين مستمرة

شاهد.. 69 عامًا ونكبة فلسطين مستمرة

منذ ما يقرب من 7 سنوات

شاهد.. 69 عامًا ونكبة فلسطين مستمرة

15 مايو.. يوم إحياء ذكرى النكبةf="/tags/48352-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9">النكبة الفلسطينية في العام 1948، حيث يمثل تذكيرًا للأجيال العربية والفلسطينية، بحقيقة كون الشعب الفلسطيني تعرض لإحدى أسوأ عمليات تطهير عرقي وتشريد في التاريخ المعاصر.\nلم تنته النكبة الفلسطينية عام 1948، ولا تزال عمليات التطهير العرقي في فلسطين التاريخية مستمرة حتى يومنا هذا، وبالمقابل، لا تزال المقاومة الفلسطينية مستمرة كذلك.\nتأتي ذكرى النكبة هذا العام مختلفة في ظل "إضراب الكرامة" الذي يخوضه الأسرى في سجون الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي منذ 17 أبريل الماضي، للمطالبة بحقوقهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفي ظل أزمات متتابعة، وحصار مشدد على قطاع غزة.\nترمز النكبة إلى التهجير القسري الجماعي في 15 مايو عام 1948 لأكثر من 750000 فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين.\nوعلى عكس ما يعتقد غالبية العرب أن النكبة بدأت عام 1948، إلا أنها في الحقيقة بدأت قبل ذلك بعقود.\nفي عام 1799، خلال الحملة الفرنسية على العالم العربي، نشر نابليون بونابرت بياناً يدعو فيه إلى إنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين تحت حماية فرنسية، بهدف تعزيز الوجود الفرنسي في المنطقة.\nلم تنجح خطة نابليون لإقامة دولة يهودية في الشرق الأوسط في ذلك الوقت، إلا أنها لم تمت أيضاً، حيث أعاد البريطانيون إحياء هذه الخطة في أواخر القرن التاسع عشر.\nبعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وقيام الانتداب البريطاني في فلسطين؛ بدأت قوى الاستعمار البريطانية تنفيذ مخططها لبناء دولة صهيونية على أرض فلسطين.\nوفي الوقت نفسه، كانت الحركة الصهيونية تبذل قصارى جهدها في الضغط على قوى الاستعمار لتدعم هجرة اليهود إلى فلسطين والاعتراف بحق الوجود اليهودي على أرض فلسطين.\nفي عام 1917، أعلن وعد بلفور الدعم البريطاني لإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين.\nجاء وعد بلفور في رسالة كتبها وزير خارجية بريطانيا السابق آرثر بلفور إلى البارون روتشيلد، أحد زعماء الجالية اليهودية في بريطانيا، لإحالته إلى الاتحاد الصهيوني في بريطانيا العظمى وإيرلندا.\nوقد دعم هذه الرسالة رئيس وزراء بريطانيا آنذاك ديفيد لويد جورج، الذي تبنى الفكر الصهيوني عام 1914.\nهذا الوعد اعتبره الصهاينة نصرًا حقيقيًا، حيث نصت الرسالة على أن البريطانيين "سيبذلون قصارى جهدهم لتسهيل إنجاز هذا الهدف".\nوبعد ذلك توافد الصهاينة إلى فلسطين بدعم من البريطانيين، وقوبلت هذه التحركات بمقاومة شديدة من قبل الفلسطينيين.\nتلاحقت الأحداث وتسارعت ليشتري اليهود عدداً من الأراضي الفلسطينية لبناء مستوطنات صهيونية عليها، ما أدى إلى تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين من بيوتهم.. وكل ذلك تم بدعم كامل من البريطانيين.\nوبينما أصرت القيادة الفلسطينية في القدس على متابعة المفاوضات مع البريطانيين لحل النزاع القائم على الأراضي، بدأ عز الدين القسام، وهو زعيم سوري مقيم في حيفا منذ عام 1922، بالدعوة إلى الكفاح المسلح ضد البريطانيين والصهاينة، وفي عام 1935، حاصر البريطانيون عز الدين القسام وقتلوه مع عدد آخر من رفاقه.\nتأثر الفلسطينيون بمقاومة القسام، وقامت عام 1936 ثورة عربية ضد الإمبريالية البريطانية والاستعمار الاستيطاني الصهيوني، وسحق البريطانيون تلك الثورة عام 1939، ووجد الفلسطينيون أنفسهم في مواجهة عدوين، الأول قوات الاستعمار البريطاني والثاني العصابات المسلحة الصهيونية التي تزايدت أعدادها لتصل إلى 40000 شخص في ذلك الوقت.\nوعلى رغم الدعم البريطاني للهجرة الجماعية لليهود إلى أرض فلسطين، إلا أن قوى الاستعمار البريطاني بدأت بتحديد أعداد المهاجرين اليهود القادمين إلى المنطقة، وقد جاءت هذه الخطوة في محاولة لاحتواء الغضب العربي بالرغم من إعلان بريطانيا أن فلسطين أصبحت جاهزة لتكون "وطناً قوميًا لليهود".\nامتعض الصهاينة من الخطوة البريطانية لتحديد هجرة اليهود إلى فلسطين، فشنوا سلسلة من الهجمات الإرهابية ضد البريطانيين أنفسهم، بهدف دفعهم إلى الخروج من المنطقة.\nوفي الوقت الذي تابع الصهاينة فيه استخدام كل الوسائل الممكنة لتحقيق حلمهم بإقامة دولتهم على أرض فلسطين العربية، اتضح لهم أن المقاومة الفلسطينية كانت ضعيفة جدا  في أرض المعركة.\nومع تصاعد الهجمات الإرهابية الصهيونية ضد العرب والبريطانيين، قرر البريطانيون تسليم مسؤولية ملف فلسطين للأمم المتحدة التي تشكلت حديثاً في ذلك الوقت، وفي نوفمبر عام 1947، اقترحت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين.. يهودية وعربية.\nشكل اليهود في فلسطين وقتها ثلث السكان، غالبيتهم قدموا من أوروبا خلال السنوات القليلة التي سبقت هذا التاريخ، وكانوا يسيطرون على مساحة تصل إلى أقل من 6% فقط من دولة فلسطين التاريخية.\nإلا أن الخطة المقترحة من قبل الأمم المتحدة خصصت لهم 55% من مساحة دولة فلسطين التاريخية، وقد رفض الفلسطينيون وحلفاؤهم العرب الخطة المقترحة.\nأما الحركة الصهيونية فقد وافقت على الخطة المقترحة، خاصة أنها أضفت صفة الشرعية على فكرة بناء دولة يهودية على أرض فلسطين العربية، إلا أنها لم توافق على الحدود المقترحة، ولذلك أطلق الصهاينة حملات مكثفة للاستيلاء على المزيد من أراضي فلسطين التاريخية.\nمع بداية عام 1948، سيطر الصهاينة على عشرات المدن والقرى الفلسطينية وطردوا سكانها الفلسطينيين من بيوتهم بالقوة، وكل ذلك تم تحت أعين سلطات الانتداب البريطاني الموجودة في المنطقة، وفي أغلب الحالات، ارتكب الصهاينة مجازر جماعية منظمة ضد الشعب الفلسطيني.\n وأخيرًا قرر البريطانيون إنهاء فترة انتدابهم لفلسطين يوم 14 مايو 1948.\nومع اقتراب هذا التاريخ، كثف الصهاينة جهودهم للسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية، ففي شهر أبريل عام 1948، سيطر الصهاينة على مدينة حيفا، إحدى أكبر المدن الفلسطينية، وكان هدفهم التالي مدينة يافا.\nفي اليوم نفسه الذي انسحبت فيه قوات الانتداب البريطاني رسميّاً من فلسطين، أعلن ديفيد بن جوريون، رئيس الوكالة الصهيونية، إقامة دولة إسرائيل.. وفي ليلة وضحاها، أصبح الفلسطينيون بلا دولة.\nوخلال دقائق قليلة، اعترفت أكبر قوتين من قوى العالم؛ الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، بما يسمى دولة إسرائيل.

الخبر من المصدر