ثكنات الجيش الألمانية ـ نقطة جذب لليمينيين المتطرفين؟

ثكنات الجيش الألمانية ـ نقطة جذب لليمينيين المتطرفين؟

منذ ما يقرب من 7 سنوات

ثكنات الجيش الألمانية ـ نقطة جذب لليمينيين المتطرفين؟

أثارت فضيحة الضابط في الجيش الألماني فرانكو أ.، اليميني المتطرف الذي كان يعد لعمل إرهابي كان سيستهدف ساسة يساريين يؤيدون استقبال المهاجرين، تساؤلات عديدة، حيث بدأ البعض يتساءل إن كان الجيش الألماني يمارس قوة جذب للمتشبعين بأفكار اليمين المتطرف، خاصة بعدما وجد محققون في ثكنة للجيش قاعة للاجتماعات مزينة بتذكارات تعود للحقبة النازية.\nويقول النقيب فلوريان كلينغ المتحدث باسم "دارمشتيتر زيغنال"، وهي مجموعة عمل لجنود ألمان يناهضون الفكر اليميني المتطرف، إن "الجيش الألماني يقدم مبدئيا الكثير من الأشياء التي تثير إعجاب اليمينيين المتطرفين، فهناك الأسلحة والتجهيزات والحرب والرتب الهرمية". ويضيف كلينغ "الأشخاص الذين لهم قناعات يمينية متطرفة يشعرون بنوع من الانجذاب إلى ذلك". وأكد النقيب كلينغ في مقابلة مع DW أن "الجيش الألماني في الواقع يتبع سياسة عدم التسامح مع المتطرفين"، لكن كيف يمكن التعرف على أن لأحد الجنود ميول وقناعات يمينية متطرفة؟\nظروف تغذي ظهور الفكر اليميني المتطرف\nالنقيب كلينغ يقول "النازيون الجدد اليوم لا يظهرون ذلك من خلال أداء التحية النازية أو حمل الصليب المعقوف في العنق داخل الثكنات. فالشخص الذي يفكر بطريقة متطرفة يخفي موقفه". وأوضح النقيب أن الجيش الألماني ليس مرتعا لليمينيين المتطرفين أو مكانا لتفريخ الإرهاب اليميني. وهذا ما يؤكده الكثير من الخبراء هذه الأيام، معتبرين أن غالبية الجنود تلتزم بالقيم الديمقراطية، لكن يبدو أن هناك ظروفا تغذي نهوض الفكر اليميني المتطرف.\nجنود في ثكنة إيلكيرش ـ غرافنشتادن، حيث كان الضابط فرانكو أ. المشتبه في صلته بالإرهاب يؤدي الخدمة\nويتجلى أحد الأسباب في إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية، فالصورة المثالية المطلوبة هي أن يعكس الجيش الألماني صورة للمجتمع. لكن منذ أن لم يعد أحد مجبرا على أداء الخدمة العسكرية، لم تعد الثكنات العسكرية تقدم ذلك المزيج الاجتماعي الواسع، كما يرى ميشائيل فولفزون مؤرخ سابق بالمدرسة العليا التابعة للجيش الألماني. وقال فولفزون في مقابلة مع محطة "راديو دويتشلاند فونك" الإذاعية: "كل جيش لا توجد فيه الخدمة العسكرية العامة لم يعد مرآة للمجتمع، بل هو يجلب في نسب كبيرة قوى متطرفة".\nوحتى النقيب فلوريان كلينغ يؤكد من جهته، أن الجيش الألماني لا يضم جميع الفئات الاجتماعية، مؤكدا أنه في السابق كان "أكثر من 70 في المائة من المجندين يختارون مهنة الجندية بعد انقضاء الخدمة العسكرية، وبالتالي كان الجيش يضم مختلف شرائح المجتمع".\nالجيش الألماني ـ مرآة للمجتمع؟\nلكن هناك أصوات أخرى تقول بأن القناعات الراديكالية لدى بعض الجنود تكشف عن الواقع الاجتماعي. فماركو زيليغر مثلا، رئيس تحرير مجلة "لوايال"، وهي مجلة لرابطة الاحتياطيين، يعتبر أن الجيش الألماني ما يزال مرآة للمجتمع. ويشرح ذلك بقوله: "منذ مدة قصيرة توجد داخل المجتمع توجهات راديكالية نحو اليمين واليسار وحتى توجهات إسلاموية". وهذه التوجهات باتت تتجلى في الآونة الأخيرة أيضا في صفوف الجيش الألماني مع فارق مقلق هو أن الجنود يلبسون زيا عسكريا و ولهم علاقة بالأسلحة ويتعلمون الرماية، حسب قول زيليغر.\nفي تمَوز/ يوليوعام 2008 التحق "فرانكو أ." بالجيش الألماني لتأدية الخدمة العسكرية في بلدة إيدارأوبرشتاين التابعة لولاية راينلاند بفالتس في ألمانيا. وفي العالم التالي 2009 التحق بمجموعة من الجيش الألماني متمركزة في فرنسا، وهناك درس علوم السياسية والاجتماع بأكاديمية سانت سير العسكرية.\nقدم "فرانكو أ." في كانون الأول/ ديسمبر عام 2013 أطروحته للماجستير والتي انتقد فيها ما أسماه بـ "الخلط المتعمد الذي يطال السلاسة الأوروبية "، في إشارة إلى سياسة الهجرة التي تتسبب في الاختلاط بين الشعوب.\nوقوبلت رسالة الماجستير بانتقادات شديدة من قبل المشرف بسبب المضمون الذي انطوى على فكر قومي متطرف وعن نداء صريح للعنصرية. ودافع "فرانكو أ." عن نفسه بأن اللغة المستخدمة قد تكون حملت عبارات غير مرغوب بها وذلك لكتابتها ضمن فترة زمنية قصيرة.\nفي تموز/يوليو 2015 منح رتبة ضابط بالجيش الألماني. وبعد عام تقريباً على تعيينه سجل نفسه كلاجئ سوري بإسم "دافيد بنيامين" في مدينة أوفنباخ. بعد ذلك نُقل إلى أحد مراكز إيواء اللاجئين التابعة لدائرة ايردينغ (ولاية بافاريا).\nفي شباط/فبراير2016 انتقل الضابط المنتحل شخصية لاجئ سوري إلى كتيبة الجيش 291 في إلكيرش (إكيرتش) في فرنسا. وبعد عشرة أشهر حصل على الحماية الجزئية، التي تمنح مؤخرا في ألمانيا لمعظم طالبي اللجوء السوريين.\nفي شباط/فبراير2017 اعتقل في فيينا بشكل مؤقت بتهمة حيازة السلاح بدون ترخيص. ما أثار الشكوك حوله ودفع بالمكتب الفيدرالي لمكافحة الجريمة بتزويد جهاز المخابرات العسكرية بمعلومات حول انتحال الضابط الألماني لشخصية أخرى.\nفي 26 نسيان /أبريل 2017 ألقي القبض على الضابط المذكور في مدينة هاملبورغ بايرن. كما اعتقل أحد شركائه ويدعى "ماتياس ف."، وهو طالب نشأ مع "فرانكو أ." في مدينة أوفنباخ. وذكرت وزارة الدفاع الألمانية أنه تم العثور بحوزة المتهم الثاني على ذخيرة ومعدات عسكرية تم الحصول عليها من الجيش الألماني.\nبعد هذه الواقعة انتقدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين في مقابلة مع القناة الثانية (ZDF) قادة الجيش وحملت ما "سوء القيادة" المسؤولية عن ما حدث مع الضابط المنتحل. في المقابل تزداد الضغوط التي تواجهها الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشارة أنغيلا ميركل على خلفية هذه الفضيحة.\nفي الثاني من شهرأيار/مايو بدأت التحقيقات في قضية الضابط المنتحل وأفادت تقارير أن وزارة الدفاع الألمانية عثرت على دلائل تشير إلى وجود خلية يمينية متطرفة ضمن القوات المسلحة الألمانية.\nفي التاسع من أيار/ مايو ألقي القبض على مشتبه فيه ثالث في قضية "فرانكو أ." في مدينة كيل بولاية بادن- فورتمبرغ الألمانية. وأفادت السلطات أن المشتبه به هو "مكسمليان ت." وهوألماني يبلغ من العمر 27 عاماً. ويشتبه في أن يكون خطط لعمل إرهابي في ألمانيا. إعداد: إيمان ملوك\nدعا قائد القوات المسلحة الألمانية إلى تفتيش جميع ثكنات الجيش بعد أن اكتشف محققون تذكارات تعود لفترة حكم النازي في إحدى الثكنات مما يوسع نطاق فضيحة تتعلق بانتشار التطرف اليميني بين أفراد الجيش. (08.05.2017)\nويوضح جندي الاحتياط زيليغر أن المشاكل البنيوية قد تكون أيضا أحد أسباب انتشار لأفكار اليمينية والرؤى الراديكالية داخل الثكنات،معتبرا أن القيادة ليس لها الوقت الكافي للاعتناء بالجنود. وقال زيليغر:"فقائد سرية مثلا منشغلا بالمهام البيروقراطية، التي تحول دون تواصله مع جنوده".\nوحسب نظام العمل الأوروبي، فإن مدة العمل داخل الجيش الألماني تستغرق أيضا 41.5 ساعة في الأسبوع الواحد. وهذا لا يتيح الوقت أمام الجنود لتمضية الوقت خارج الدوام مع بعضهم البعض وكشف التوجهات الراديكالية في وقت مبكر.

الخبر من المصدر